أصبحت الدوارات أكثر وأكثر شعبية في الولايات المتحدة بسبب قدرتها على الحد من الازدحام المروري وحوادث المركبات.
الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية يضم دوارات أكثر من الساحل الغربي. الصورة: أوربون عليجا
على الرغم من أن الدوارات تُعدّ إجراءً حديثًا نسبيًا لتنظيم حركة المرور، إلا أنها تزداد شيوعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر . الدوارات، المعروفة أيضًا باسم دوارات المرور، هي مساحات دائرية عند التقاطعات مصممة لتحسين انسيابية حركة المرور والسلامة. وتوفر العديد من المزايا مقارنةً بالتقاطعات التقليدية التي تُدار بإشارات المرور أو علامات التوقف. أجرى ديوغراتياس يوستاس، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية والميكانيكية في جامعة دايتون، عدة دراسات لفحص سلامة وأداء تركيب الدوارات عند التقاطعات. كما قارن أداء الدوارات بالتقاطعات التي تُدار بإشارات التوقف.
في أوائل القرن الثامن عشر، اقترح بعض مخططي المدن، بل بنوا، دوائر عند تقاطع الطرق، مثل السيرك في باث بإنجلترا، وساحة شارل ديغول في فرنسا. وفي الولايات المتحدة، بنى المهندس بيير لانفان عدة دوائر في تصميمه لواشنطن العاصمة. وكانت هذه الدوائر بمثابة مقدمة للدوار.
في عام ١٩٠٣، كان المهندس المعماري ومخطط المدن الفرنسي المؤثر، يوجين هينار، من أوائل من طرحوا فكرة الدوران الدائري لحركة المرور لتنظيم التقاطعات المزدحمة في باريس. وفي الوقت نفسه تقريبًا، اقترح ويليام فيلبس إينو، رجل الأعمال الأمريكي ورائد السلامة المرورية، استخدام الدوارات لتخفيف الازدحام المروري في مدينة نيويورك. وعلى مدى السنوات القليلة التالية، جربت عدة مدن أخرى تصاميم شبيهة بالدوارات، متفاوتة النجاح. لم تكن لهذه الدوارات إرشادات تصميمية موحدة، وكان معظمها كبيرًا جدًا بحيث لا يكون فعالًا، لأن المركبات كانت تدخلها بسرعات أعلى.
أُنشئ الدوار الحديث مع قاعدة إفساح الطريق، التي طُبّقت في بعض المدن البريطانية في خمسينيات القرن الماضي. بموجب هذه القاعدة، كان على المركبات الداخلة إلى الدوار إفساح الطريق للمركبات الموجودة فيه. وقد طُبّقت هذه القاعدة على مستوى المملكة المتحدة عام ١٩٦٦، وفي فرنسا عام ١٩٨٣.
إفساح الطريق عند مدخل الدوار يعني أن المركبات تمر عبر الدوارات الحديثة بسرعات أقل. على مر السنين، أضاف المهندسون ميزات متنوعة تُضفي على الدوارات مظهرها العصري. أضاف البعض معابر للمشاة وجزرًا للممرات للمساعدة في تنظيم سرعات المركبات. وجد المهندسون ومخططو المدن والمشرعون حول العالم أن الدوارات تُحسّن انسيابية حركة المرور، وتُخفف الازدحام، وتُعزز السلامة عند التقاطعات. ثم انتشرت الدوارات في جميع أنحاء أوروبا وأستراليا.
بعد ثلاثة عقود، ظهر الدوار الحديث في أمريكا الشمالية. بُني أول دوار حديث في الولايات المتحدة في سمرلين، غرب لاس فيغاس، عام ١٩٩٠. ومنذ ذلك الحين، ازدادت شعبية الدوارات في البلاد. يوجد حاليًا حوالي ١٠,٠٠٠ دوار في الولايات المتحدة.
انتشرت الدوارات لأنها قللت من عدد التقاطعات المحتملة. التقاطع هو مكان تتقاطع فيه مسارات مركبتين أو أكثر، أو يُحتمل عبورها. كلما زاد عدد التقاطعات، زاد احتمال تصادم المركبات. تحتوي الدوارات على ثمانية تقاطعات محتملة فقط، مقارنةً بـ 32 تقاطعًا نموذجيًا بأربعة مسارات. عند الدوارات، لا تعبر المركبات بزاوية قائمة.
يُجبر الدوار الضيق حركة المرور القادمة على التباطؤ وإفساح المجال لحركة المرور من الداخل، والتي بدورها تناور بسلاسة حول الجزيرة. وينتج عن ذلك تقليل مشاكل التوقف والانطلاق، مما يُقلل من استهلاك الوقود وانبعاثات المركبات، ويُتيح للسائقين القيام بانعطافات أسهل. ولأن حركة المرور تتدفق بسرعات أبطأ على الدوار، فإن ذلك يُقلل من الحاجة إلى توقف المركبات، وبالتالي يُخفف من الازدحام. وتُقدر الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة أنه عندما تحل الدوارات محل التقاطعات التي يُراقب فيها التوقف، تنخفض الحوادث المميتة أو الخطيرة بنسبة 90%. وعندما تحل الدوارات محل التقاطعات المُضاءة بإشارات المرور، تنخفض الحوادث الخطيرة بنسبة تقارب 80%.
عادةً ما يُنشئ المهندسون والمخططون دوارات عند التقاطعات شديدة الازدحام أو التي شهدت حوادث مرورية. ولكن بدعم وتمويل حكومي، يُمكن تركيب الدوارات في أي مكان. في الأماكن التي لا يُمثل فيها الازدحام مشكلة، غالبًا ما يُحجم مخططو المدن عن تشجيع إنشاء الدوارات. على سبيل المثال، يوجد حوالي 750 دوارًا في فلوريدا، ولكن أقل من 50 دوارًا في ولايات داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية ووايومنغ مجتمعة. في عام 2000، كان عدد الدوارات في الولايات المتحدة 356 دوارًا فقط. وعلى مدار العقدين الماضيين، ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 10,000 دوار.
آن كانج (وفقًا لموقع Business Insider )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)