تشير القلادة ، المصنوعة من خيوط متعددة وأكثر من 2500 حجر وشظية صدفة، إلى أن الطفل في القبر كان يتمتع بمكانة اجتماعية عالية.
إعادة بناء مادية لقلادة عمرها 9000 عام معروضة في متحف البتراء بالأردن. الصورة: Alarashi/PLOS One
أعاد باحثون أوروبيون بناء قلادة مُتقنة الصنع دُفنت مع طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات في مقبرة بقرية بعجة بالأردن، ويعود تاريخها إلى حوالي 7400-6800 قبل الميلاد، خلال العصر الحجري الحديث. والعصر الحجري الحديث فترة أثرية بدأت في الشرق الأوسط منذ الألفية العاشرة قبل الميلاد على الأقل. ووُصفت عملية إعادة البناء في دراسة جديدة نُشرت في مجلة PLOS One في 2 أغسطس.
تُعد بعجة من أهم القرى وأكثرها دراسةً في جنوب بلاد الشام خلال العصر الحجري الحديث. منذ عام ١٩٩٧، كشفت الأبحاث الأثرية في بعجة عن هياكل ضخمة وعميقة ومعقدة.
تم اكتشاف المقبرة في عام 2018، وتحتوي على بقايا طفل في وضع الجنين، إلى جانب أكثر من 2500 حجر ملون وشظايا صدفية على الصدر والرقبة، وقلادة حجرية مثقبة، وخاتم من عرق اللؤلؤ منحوت بشكل معقد.
من خلال تحليل تركيب القطع الأثرية وصنعها وتوزيعها، خلص الفريق إلى أنها كانت جزءًا من عقد مصنوع من عدة خيوط من الخرز. وكتب الفريق: "من خلال أدلة متعددة، نعتقد أن العقد صُنع في باجة، على الرغم من أن مكوناته الأساسية من الأصداف والأحجار جاءت من مكان آخر، بما في ذلك الكهرمان المتحجر".
أشار الفريق إلى أن القلادة تُشير إلى أن صاحبة القبر كانت تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة. وأضاف الفريق: "تُعدّ الزخارف التي تحتوي على هذا العدد الكبير من الخرز - أكثر من 2500 خرزة - غير مسبوقة في قرى العصر الحجري الحديث في بلاد الشام".
أعاد الفريق بناء نسخة مادية من القلادة الأصلية، وهي معروضة الآن في متحف البتراء بالأردن. ولأن القلادة لم تكن في موقعها الأصلي عند اكتشافها، فقد اعتمدت عملية إعادة البناء على تحليل موسع وسلسلة من التقديرات المبنية على تخمينات منطقية.
قال الفريق: "فاقت عملية إعادة البناء توقعاتنا، إذ كشفت عن قلادة رائعة متعددة السلاسل، ذات بنية معقدة وتصميم جذاب". يُعد هذا أحد أقدم وأروع نماذج زخارف العصر الحجري الحديث، ويُلقي الضوء على ممارسات دفن الشخصيات المرموقة.
بحسب الخبراء، لا يشبه هذا القلادة المكتشفة أي تقليد زخرفي آخر من العصر الحجري الحديث في بلاد الشام معروف حتى الآن. فحجمها الكبير، وبنيتها المعقدة، وتناسقها، وتناغمها، وجمال قطعها، وألوانها، كلها تُذكرنا بالزخارف المتقنة للمجتمعات المصرية وبلاد الرافدينية اللاحقة.
تطلبت صناعة القلادة مهارة حرفية واستيراد بعض المواد الغريبة من مناطق أخرى، مما يسلط الضوء على المستوى العالي من الارتباط بين شعب البجا القديم والعالم الأوسع.
ثو ثاو (بحسب مجلة نيوزويك )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)