انتقل داروين نونيز من أنفيلد إلى الهلال مقابل 46.2 مليون جنيه إسترليني. |
غادر المهاجم الأوروغواياني أنفيلد إلى الهلال مقابل 46.2 مليون جنيه إسترليني، حاملاً معه ذكريات لا تُنسى - أهدافٌ متفجرةٌ أحيانًا، وفرصٌ مُحيرةٌ أحيانًا أخرى. مع نونيز، تراوحت مشاعر الجماهير بين الحماس الشديد والملل الشديد، وكان هذا التناقض هو ما ترك بصمةً مميزةً لم يستطع أي لاعبٍ آخر في ليفربول تكرارها.
عقد قياسي ولكنه غير تقليدي
في صيف عام ٢٠٢٢، انضم نونيز إلى ليفربول مُلقّبًا بـ"بديل ساديو ماني وروبرتو فيرمينو"، مقابل صفقة قياسية بلغت ٦٤ مليون جنيه إسترليني (قد تصل إلى ٨٥ مليون جنيه إسترليني). قدّم بداية مثالية في مباراة الدرع الخيرية بتسجيله هدفًا ضد مانشستر سيتي، بينما فشل إيرلينج هالاند، لاعب ليفربول، في التسجيل. ومع ذلك، سارت مسيرتهما المهنية في اتجاهين متعاكسين: تألق هالاند بأكثر من ١٢٠ هدفًا، بينما توقف نونيز عند ٣٩ هدفًا مع ليفربول في موسمين.
لكن الحكم على نونيز بناءً على أهدافه فقط يُغفل جوهر المسألة. نونيز ليس لاعبًا مُميزًا، ولا يُسجل أهدافًا ثابتة. إنه نَفَسٌ منعش - وأحيانًا إعصار - في الهجوم، يتمتع بالسرعة والقوة والقدرة على خلق فوضى عارمة لأي دفاع.
أُعجب يورغن كلوب بأداء نونيز مع بنفيكا، خاصةً عندما أفسد على فيرجيل فان دايك مباراة دوري أبطال أوروبا 2022. اختاره على ألكسندر إيزاك، معتقدًا أن سرعته وطوله ومثابرته ستُشكل "مهاجمًا مختلفًا" لليفربول.
وكان كذلك. سدد نونيز أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز في أول موسمين له. وكانت مباراة يناير 2024 ضد تشيلسي مثالاً واضحاً على ذلك: لم يسجل، بل سدد أربع مرات في إطار المرمى - وهو رقم قياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز - وترك دفاع الخصم في حالة يرثى لها.
تأثرت مسيرة نونيز مع ليفربول بعوامل انضباطية وتكتيكية. |
مع ذلك، فإن "سلاح الفوضى" هذا لا يجلب النصر دائمًا. فقلة حظه أمام المرمى أكسبته لقب "الساق الخشبية" أحيانًا. وقد وصف مايكل أوين ذات مرة تسديدة نونيز العالية ضد برينتفورد بأنها "ضربة واحدة من كل عشر"، وتساءل عن سبب عدم اتباعه نهجًا أبسط. ولكن لو فعل ذلك، لما عاد داروين نونيز.
تأثرت مسيرة نونيز مع ليفربول سلبًا بمشاكل انضباطية وتكتيكية. كانت بداية مشواره في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد حصوله على بطاقة حمراء بسبب نطحه يواكيم أندرسن، بداية سيئة. جرّب كلوب اللعب معه على الجناح الأيسر، جزئيًا لرغبته في استغلال سرعته، وجزئيًا لعدم ثقته به كقلب هجوم.
دافع كلوب علنًا عن لاعبه، لكنه فقد صبره تدريجيًا عندما لم يتحسن أداؤه. في نهاية موسم 2023/2024، بدأ نونيز مباراة واحدة فقط من آخر سبع مباريات.
جاء التغيير الأكبر مع حلول آرني سلوت محل كلوب. فضّل المدرب الهولندي أسلوب لعب مُحكم، لا يعتمد على الفوضى. أصبح نونيز المهاجم الثالث خلف ديوغو جوتا ولويس دياز، حيث شارك أساسيًا في ثماني مباريات فقط بالدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2024/2025. حتى أن سلوت انتقده علنًا، وأراد نونيز الرحيل في يناير.
من التوقع إلى النهاية الهادئة
سبعة أهداف في 47 مباراة الموسم الماضي تُعدّ مكسبًا متواضعًا لمهاجمٍ حطم الأرقام القياسية. كان هدفه الأخير مع ليفربول مُضحكًا، حيث ارتدت تسديدة حارس مرمى شيفيلد يونايتد من فخذه إلى داخل الشباك. لكن هذه الأرقام البسيطة لا تُمحى صورة نونيز وهو يلعب بحيوية، مهما كانت النتيجة.
ليفربول يختتم فصلاً ملوناً مع داروين نونيز. |
غادر الدوري الإنجليزي الممتاز بسجل لا يصدق: 14 تسديدة على المرمى في وقت قصير نسبيًا - وهي شهادة على أنه كان دائمًا قريبًا من المرمى، لكنه لم يكن قادرًا دائمًا على الوصول إليه.
بالنسبة لمدافعي الخصوم، يُعد نونيز مصدرًا للتقلبات؛ أما بالنسبة لجماهير ليفربول، فهو مصدرٌ للعاطفة الخالصة - حتى وإن كانت غضبًا في بعض الأحيان. بإمكانه إشعال حماس أنفيلد بدفعة واحدة من السرعة، أو ترك الجميع يتنهدون بنهاية سيئة.
برحيله عن ليفربول، يحمل نونيز معه إرث لاعب عظيم بطريقة غريبة. فهو ليس أسطورةً من أساطير الإنجازات، بل شخصيةٌ ستُذكر بابتسامةٍ حنونةٍ وهزة رأس.
ربما لم يتوقع الدوري السعودي للمحترفين تمامًا العاصفة التي ستضرب. لكن في أنفيلد، سيترك غياب داروين نونيز فراغًا - ليس فقط في الهجوم، بل في قلوب عشاق كرة القدم العاطفية، حيث يمكن للفوضى أن تكون أيضًا شكلاً من أشكال الجمال.
المصدر: https://znews.vn/tam-biet-darwin-nunez-post1575923.html
تعليق (0)