زيادة الضرائب للحد من استهلاك التبغ وحماية صحة الناس
إن زيادة الضرائب على التبغ ليست مجرد إجراء اقتصادي للحد من الاستهلاك، بل هي أيضا فرصة لإعادة استثمار الإيرادات في برامج الصحة العامة لحماية صحة الناس.
يعتبر العبء الصحي الناجم عن استخدام التبغ في فيتنام مرتفعًا للغاية.
تواجه فيتنام حالياً مستوى مثيراً للقلق من استخدام التبغ، حيث يوجد حوالي 15.3 مليون مدخن مباشر وملايين آخرين معرضين للتدخين السلبي.
يُشكّل هذا عبئًا كبيرًا على الصحة العامة والنظام الصحي الوطني. ففي فيتنام، يُقدّر عدد الوفيات سنويًا بسبب التدخين النشط بأكثر من 84,500 حالة وفاة، بالإضافة إلى 18,800 حالة وفاة بسبب الأمراض الناجمة عن التعرض للتدخين السلبي. ووفقًا لإحصاءات وزارة الصحة ، تُقدّر التكاليف الطبية المباشرة والخسائر الاقتصادية الناجمة عن التبغ في فيتنام بنحو 108,000 مليار دونج فيتنامي سنويًا، أي ما يعادل خمسة أضعاف عائدات ضرائب التبغ.
توضيح |
حاليًا، لا تُمثل ضريبة الاستهلاك على السجائر سوى 38.8% من سعر التجزئة، وهي نسبة أقل بكثير من توصية منظمة الصحة العالمية البالغة 70-75%. لذا، فإن زيادة ضريبة التبغ من شأنها أن تُسهم في خفض الاستهلاك، لا سيما بين الشباب والفقراء.
أكدت السيدة فان ثي هاي، نائبة المدير المسؤولة عن صندوق الوقاية من أضرار التبغ، أن زيادة الضرائب ستُقلل من إمكانية الحصول على التبغ، مما يُقلل من معدلات الاستخدام، ويُقلل من الوفيات والأضرار الصحية. وقد طبقت فيتنام سابقًا عدة زيادات ضريبية، لكن الفترة الفاصلة بين الزيادات كانت طويلة جدًا، وكانت الزيادة ضئيلة، ولم تُحدث تأثيرًا كافيًا.
وفي حديث أكثر تفصيلا حول هذا الموضوع، ووفقا للسيدة هوانج ثي تو هونغ، من إدارة الشؤون القانونية بوزارة الصحة، فقد تم تطبيق ضريبة التبغ لأول مرة في عام 1999 بمعدل ضريبي بلغ 45٪، ثم تم تعديلها على مر السنين، ولكنها لم تكن قوية بما يكفي للحد من الاستهلاك بشكل كبير.
إن زيادة أسعار السجائر بنسبة 10% من شأنها أن تقلل الاستهلاك بنسبة 4-5% في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع تأثير كبير على الشباب والفقراء.
وأكدت السيدة لي ثي تو، الخبيرة في حملة أطفال بلا تبغ، موافقتها على زيادة ضريبة التبغ، مؤكدة أن ضريبة التبغ هي إجراء فعال في الاستراتيجية الرامية إلى الحد من استهلاك التبغ، وأن زيادة الضريبة إلى المستوى الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية أمر ضروري.
وبحسب ممثل منظمة الصحة العالمية في فيتنام، فإن فرض ضريبة بخارطة طريق واضحة، مثل الوصول إلى 15 ألف دونج لكل علبة بحلول عام 2030، يمكن أن يقلل معدل التدخين بين الرجال إلى 35.8٪، مع زيادة الإيرادات الضريبية للميزانية الوطنية.
يصل إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التبغ في فيتنام سنويًا إلى 108,000 مليار دونج، أي ما يعادل خمسة أضعاف ضريبة التبغ. وهذه تكلفة باهظة يتحملها المجتمع. لذا، فإن زيادة ضريبة التبغ ليست حلاً طبيًا فحسب، بل هي أيضًا إجراء فعال لتخفيف العبء الاقتصادي على البلاد.
فوائد زيادة الضرائب على التبغ
لقد ثبت أن رفع الضرائب على التبغ يعد أحد أكثر التدابير فعالية للحد من الاستهلاك.
وفقًا لبحث أجرته منظمة الصحة العالمية، فإن زيادة الضرائب بنسبة 10% يمكن أن تُخفّض استهلاك التبغ بنسبة تتراوح بين 4% و8% في المتوسط، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مثل فيتنام. ويُعدّ الشباب والفقراء الأكثر تأثرًا بتغيرات الأسعار، نظرًا لانخفاض قدرتهم على الدفع.
إن زيادة الضرائب من شأنها أن تقلل من فرص الحصول على التبغ بالنسبة للشباب والفقراء، وهي المجموعات الأكثر عرضة للانجراف إلى التدخين لأنها تفتقر إلى المعرفة والقدرة على منعه.
وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل فرض ضرائب مرتفعة على التبغ حلاً مهماً في الاستراتيجية الرامية إلى منع ومكافحة الآثار الضارة للتبغ في فيتنام.
زيادة إيرادات الميزانية والاستثمار في الصحة العامة. وفقًا لتوقعات منظمة الصحة العالمية، إذا زادت فيتنام ضرائب التبغ، فقد تزيد إيراداتها بشكل كبير، لتصل إلى عشرات الآلاف من مليارات الدونغ الفيتنامي سنويًا، مما يُسهم بشكل كبير في الميزانية الوطنية.
يمكن إعادة استثمار هذه الإيرادات في برامج الصحة العامة، ومكافحة التبغ، ودعم المرضى، أو تقديم خدمات الإقلاع عن التدخين مجانًا للمحتاجين.
تُسهم زيادة ضرائب التبغ أيضًا في تحسين الصحة العامة. ويمكن للحكومة استخدام عائدات ضرائب التبغ لتطوير حملات للتوعية بالآثار الضارة للتبغ، ولإنشاء برامج تثقيف صحي في المدارس والمجتمعات المحلية وأماكن العمل.
ومن شأن هذا أن يساعد على رفع مستوى الوعي العام، وخاصة بين جيل الشباب، الذين هم أكثر عرضة لخطر التعرض للتبغ.
وفي جلسات الجمعية الوطنية الأخيرة، أثارت قضية زيادة الضرائب على التبغ بهدف الحد من الاستهلاك الكثير من النقاش والمعارضة.
وقال عدد من نواب مجلس الأمة إن زيادة الضرائب تعد حلاً فعالاً وعاجلاً للحد من استخدام التبغ، مع تقليل العواقب الصحية والاقتصادية الخطيرة التي يسببها التبغ.
وتحدثت المندوبة هوانغ ثي ثانه ثوي، وفد الجمعية الوطنية لمقاطعة تاي نينه، في الاجتماع، حيث سلطت الضوء على أهمية تطبيق خارطة طريق معقولة لزيادة الضرائب لمنع مخاطر التبغ على صحة الناس وحياتهم وسبل عيشهم، فضلاً عن التأثيرات السلبية على الاقتصاد الاجتماعي.
أبدى نواب الجمعية الوطنية تقديرهم الكبير لمقترح الحكومة بتطبيق نظام حساب الضريبة المختلطة على السجائر، من خلال الجمع بين الضريبة المعدلة والضريبة المطلقة.
الهدف هو أن يصل معدل الضريبة المطلقة إلى 10,000 دونج فيتنامي لعلبة السجائر بحلول عام 2030، وأن يصل معدل الضريبة على سعر بيع السجائر بالتجزئة إلى 75%، وفقًا لتوصية منظمة الصحة العالمية. كما أكدت السيدة ثوي على استراتيجية خفض معدل تعاطي التبغ بين الرجال الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر إلى أقل من 36% بحلول عام 2030.
وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، يُسبب التبغ 8 ملايين حالة وفاة سنويًا حول العالم، منهم مليون شخص يموتون بسبب التدخين السلبي. وفي فيتنام، يموت حوالي 70 ألف شخص سنويًا بسبب أمراض مرتبطة بالتبغ.
وأشار المندوبون إلى أن فيتنام تعد حاليا من بين البلدان ذات أدنى أسعار السجائر وأعلى معدل للتدخين الذكوري، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة، تمثل 1.14% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
أعربت السيدة ثوي أيضًا عن مخاوفها بشأن الزيادة المفاجئة في الضرائب، والتي قد تؤدي إلى تهريب السجائر أو تؤثر على صناعة التبغ ومزارعيه. ومع ذلك، أكدت أن الضرر المحتمل للتبغ أكبر بكثير من المخاوف المذكورة أعلاه.
واقترحت أن تدرس الحكومة والجمعية الوطنية خيار زيادة الضرائب بشكل أقوى، بمعدل ضريبي قدره 75٪ وضريبة مطلقة قدرها 15000 دونج/علبة بحلول عام 2030، وأنه ينبغي أن تكون هناك خطة سنوية لزيادة الضرائب لتحقيق أهداف الأمم المتحدة لمكافحة التبغ.
علاوةً على ذلك، أعرب النائب دونغ خاك ماي، عضو وفد الجمعية الوطنية لمدينة هو تشي منه، عن رأيه بشأن فرض ضريبة استهلاك خاصة على السجائر وفقًا للخيار الثاني، معتبرًا هذا الخيار منطقيًا وسيساعد على تقليل استهلاك السجائر بسرعة. كما اقترح السيد ماي توضيح اللوائح المتعلقة بمعدل الضريبة المطلق المطبق على كل علبة سجائر، لضمان فعالية هذه السياسة.
إن زيادة الضرائب على التبغ تعد إجراءً هاماً وفعالاً للحد من استخدام التبغ في فيتنام، في حين تساعد في الحد من عبء المرض والخسائر الاقتصادية الناجمة عن التبغ.
تعليق (0)