الفساد هو تصرفات شخص ذي منصب أو سلطة يستغلها لتحقيق مكاسب شخصية. أما الهدر فهو الاستخدام غير الفعال للموارد الطبيعية ورأس المال والأصول وميزانية الدولة والموارد البشرية في جهاز الدولة. أما السلبية، فتُفهم على أنها سلوك غير سليم، يتعارض مع المعايير الأخلاقية واللوائح القانونية... فبينما يسهل قياس الضرر الناتج عن الفساد، يصعب تحديد حجمه بدقة عند الهدر أو السلبية.
على الرغم من تعدد مظاهر الفساد والإهدار والسلوكيات السلبية، إلا أنها جميعها مظاهر لتدهور السلطة، وتُظهر تراخيًا في الإدارة. تؤدي عواقب هذا الوضع إلى فقدان أصول الدولة، وتؤثر على شفافية الإدارة، والأخطر من ذلك، تقويض ثقة الشعب في قيادة الحزب وإدارة الدولة. إن بلدًا لا يُسيطر فيه على الفساد والإهدار والسلوكيات السلبية، سيُشكل عائقًا رئيسيًا أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وإذا لم يُمنع هذا الوضع ويُعالج بفعالية، فسيكون بمثابة "نقطة ضعف" للمستثمرين.
بعد أن حددت السلطات بوضوح مخاطر الفساد والإهدار والآثار السلبية على الاقتصاد، واصلت في الآونة الأخيرة، انطلاقًا من مبدأ "لا مجال للمنع، لا استثناءات"، تعزيز التنسيق الوثيق والتحقيق في العديد من قضايا الفساد والآثار السلبية، ومعالجتها بدقة، بما في ذلك قضايا فساد كبيرة ومعقدة لفتت انتباه الرأي العام. وقد حظيت معالجة الانتهاكات، سواءً في القطاعين الحكومي وغير الحكومي، بحزم وصرامة، بما في ذلك القضايا المتراكمة أو القضايا القديمة أو الناشئة حديثًا، والمتعلقة بالعديد من الوزارات والفروع والمحليات، بتقدير كبير من الناخبين والشعب.
بالإضافة إلى النتائج المحققة، يُشير تقرير المراجعة الأولية لتقرير الحكومة حول أعمال مكافحة الفساد لعام ٢٠٢٥، الصادر عن لجنة القانون والعدالة، إلى أن التفتيش والتحقق من تنفيذ تدابير مكافحة الفساد في بعض المناطق لم يحظَ بالاهتمام اللازم، وأن عدد عمليات التفتيش والتحقق التي أُجريت لا يزال منخفضًا، وأن الانتهاكات المكتشفة قليلة. ولا تزال العديد من الوحدات والمناطق بطيئة في تنفيذ نتائج التفتيش، لكنها لم تتخذ بعد إجراءات لمعالجتها بدقة.
تجدر الإشارة إلى أن عمل التفتيش الذاتي للكشف عن الفساد داخل المؤسسة لم يشهد تغييرات كبيرة، إذ لم يُكتشف سوى عدد قليل جدًا من حالات الفساد من خلاله. ولم تُلبَّ جودة وسير معالجة بعض قضايا الفساد المتطلبات اللازمة بسبب انتظار نتائج التقييم؛ إذ يتعين استرداد العديد من الأصول، ولكن لم يُوضَّح الوضع القانوني لها عند إجراء الحجز، مما يُسبب صعوبات في مرحلة التنفيذ.
لتسريع عمليات التفتيش والفحص والتحقيق والملاحقة القضائية والمحاكمة في القضايا والوقائع المتعلقة بمنع الفساد ومكافحته، والهدر، والسلبية، من الضروري استكمال الإطار القانوني المتعلق بهذه المسألة في أقرب وقت. وبناءً على ذلك، من الضروري تعديل قانون الادخار ومكافحة التبذير في أقرب وقت، وقانون تعديل وتكملة عدد من مواد قانون مكافحة الفساد. وفي الوقت نفسه، ينبغي إيجاد حلول لإزالة العوائق والقصور في لوائح تقدير وتقييم الأصول، لتسهيل الإجراءات على الجهات المعنية في عملية حل القضايا، وتجنب تعطل حل القضايا بسبب نقص اللوائح.
إلى جانب ذلك، يجب على الجهات المختصة، ضمن نطاق صلاحياتها، أن تكون استباقية، وأن تُعزز عمليات التفتيش والفحص، وأن تُسارع إلى كشف المخالفات ومنعها ومعالجتها. والتركيز بشكل خاص على المجالات التي يُحتمل أن تنطوي على مخاطر فساد وإهدار وآثار سلبية، مثل: إدارة واستخدام الأراضي والموارد والمعادن؛ والبناء، والمناقصات، والإدارة، واستخدام المال العام، والأصول العامة؛ ومجالات العمل، والصحة ، وسلامة الغذاء... مع مواصلة الاهتمام بمنع "الفساد البسيط" والآثار السلبية التي تُسبب مشاكل للأفراد والشركات.
إن منع ومكافحة الفساد والإسراف والسلبية نضالٌ من أجل نقاء الحزب وتنمية البلاد تنميةً متينة. إن توجه الحزب قائم، والأهم من ذلك أن تبدأ الجهات والأفراد، ضمن نطاق المهام والصلاحيات الموكلة إليهم، بتطبيقه فورًا. وانطلاقًا من روح العمل الفوري لتسريع عمليات التفتيش والفحص والتحقيق والملاحقة القضائية والمحاكمة في القضايا والحوادث، تحت إشراف اللجنة التوجيهية المركزية، فإننا نؤمن بأن مكافحة الفساد والإسراف والسلبية ستستمر بقوة في المستقبل، وستُحدث تغييرات إيجابية كثيرة.
المصدر: https://daibieunhandan.vn/tang-toc-xu-ly-cac-vu-an-tham-nhung-lang-phi-tieu-cuc-10389790.html
تعليق (0)