الصحافة ترافق قضية حماية البيئة
أصبحت حماية البيئة اليوم مهمة استراتيجية تتطلب مشاركة فعّالة من المجتمع بأسره والبشرية جمعاء. ولتنفيذ هذه المهمة بفعالية، تلعب أنشطة التواصل، وخاصةً الصحافة، دورًا محوريًا في رفع مستوى الوعي العام وتعزيز الإجراءات العملية لحماية البيئة.
بموجب القرار رقم 41/NQ-TW المؤرخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بشأن حماية البيئة خلال فترة تسريع التصنيع والتحديث في البلاد، تقرر ما يلي: تعزيز الدعاية والتثقيف لرفع مستوى الوعي والمسؤولية تجاه حماية البيئة هو الحل الأمثل. ويشمل ذلك تنويع أشكال الدعاية، ونشر السياسات والقوانين والمعلومات البيئية في المجتمع؛ مع الإدانة الصارمة لمخالفات قانون حماية البيئة... وتعزيز التثقيف الأخلاقي البيئي لجميع فئات الشعب. وقد أُكد هذا مجددًا في القرار رقم 24-NQ/TW الصادر عن المؤتمر المركزي السابع، الدورة الحادية عشرة، بشأن الاستجابة الاستباقية لتغير المناخ، وتعزيز إدارة الموارد وحماية البيئة؛ والقرار الحكومي رقم 35/NQ-CP بشأن عدد من القضايا الملحة في مجال حماية البيئة...
في العقود الأخيرة، لطالما كان المجال البيئي موضوعًا بارزًا في وسائل الإعلام. وقد حظيت أحداثٌ عديدة، من الكوارث الطبيعية وتغير المناخ إلى السياسات والقوانين الجديدة، باهتمامٍ كبير من الصحافة والجمهور. والجدير بالذكر أن فيتنام من الدول الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، حيث تواجه العديد من المقاطعات والمدن تسرب المياه المالحة؛ ويتفاقم تلوث الهواء في المناطق الصناعية والمدن الكبرى؛ وتزداد تقلبات الطقس والكوارث الطبيعية تطرفًا وصعوبة في التنبؤ بها؛ لذلك، لا يمكن للصحافة أن تقف مكتوفة الأيدي.
نشر روح الحياة الخضراء من منظور قانوني وصحفي
تُخصص صحيفة فيتنام للقانون عمودًا منفصلًا في نسختها الإلكترونية، وتتابع باستمرار الأحداث البيئية المحلية والدولية المهمة لنقلها ومناقشة نتائجها للجمهور فورًا. وقد نُشرت سلسلة من المواضيع والأخبار والمقالات بكثافة في منشورات حول فعاليات مثل ساعة الأرض، ويوم البيئة العالمي ، ويوم المحيطات العالمي، وغيرها.
على مر السنين، تابعت صحيفة فيتنام لو نيوزبيبر باستمرار الأحداث البيئية العالمية وعكستها بأمانة. بدءًا من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP)، ومؤتمر الأطراف المعني بالتنوع البيولوجي والمحيطات، وصولًا إلى المنتديات المتخصصة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، برهنت الصحيفة بوضوح على دورها كوكالة صحفية رئيسية في نقل معلومات محدثة وموثوقة للقراء. وتتابع الصحيفة عن كثب وتغطي، بأسلوب متعدد الأبعاد، الاتجاهات العالمية، مثل التحول إلى الطاقة النظيفة، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتوجه نحو تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول منتصف القرن، وعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية (2021-2030).
علاوةً على ذلك، تتابع الصحيفة عن كثب معاهدات فيتنام والتزاماتها الدولية، مثل اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وإعلان غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي، ومشاركة فيتنام في تحالف التحول العادل للطاقة (JETP). وقد أسهم تحليل الصحيفة وتعليقاتها المتعمقة في توضيح دور فيتنام ومسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي، مع رفع مستوى وعي الناس بالقضايا العالمية المتعلقة بمصالح البلاد في مجال التنمية المستدامة.
![]() |
تلعب صحافة المناخ دورًا حيويًا في جهود التصدي لتغير المناخ، إحدى أكبر أزمات هذا القرن. (الصورة: الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي) |
يتضح جليًا أن صحيفة "فيتنام لو نيوزبيبر" تُشكل تدريجيًا توجهًا واضحًا في مجال صحافة المناخ، وهو اتجاه يرتبط بالبيانات العلمية والمصداقية العالية. وتعتمد الأخبار والتقارير المتعلقة بالبيئة بشكل متزايد على البيانات من مصادر موثوقة، مثل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، والهيئات الإحصائية المحلية. على سبيل المثال، عند إعداد تقارير عن مؤشرات مثل متوسط درجة الحرارة العالمية، وارتفاع منسوب مياه البحر، أو تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لا يقدم مراسلو الصحيفة أرقامًا بسيطة فحسب، بل يركزون أيضًا على تفسيرات موجزة وسهلة الفهم، قريبة من عامة القراء. وبالتالي، فإن المعلومات ليست دقيقة علميًا فحسب، بل هي أيضًا تحذيرية وتثقيفية للغاية، مما يساعد الجمهور على أن يكون أكثر وعيًا بخطورة أزمة المناخ الحالية وإلحاحها.
ومن الجدير بالذكر أن صحيفة فيتنام للقانون قد أظهرت بوضوح دورها كجسر بين السياسة والممارسة، من خلال نقل السياسات البيئية واللوائح القانونية باستمرار إلى الناس بطريقة سهلة الفهم وعملية وفي الوقت المناسب. وفي السنوات الأخيرة، أصدرت فيتنام سلسلة من الوثائق القانونية المهمة بشأن البيئة، مثل قانون حماية البيئة لعام 2020؛ وقانون الموارد البحرية والجزرية والبيئة لعام 2015؛ وقانون الري لعام 2017؛ وقانون الموارد المائية لعام 2023؛ وقانون الأرصاد الجوية المائية لعام 2015؛ وقانون ضريبة حماية البيئة لعام 2020؛ وقانون الاستخدام الاقتصادي والفعال للطاقة رقم 2010؛ وقانون التنوع البيولوجي لعام 2008؛ وقانون السدود؛ وقانون الوقاية من الكوارث الطبيعية ومكافحتها؛ إلخ؛ إلى جانب العديد من المراسيم والتعميمات التي توضح وتوجه تنفيذ القوانين البيئية. وبفضل ذلك، أنشأت فيتنام أساسًا قانونيًا صارمًا وكاملاً، والذي يعمل كأساس قانوني متين لتنفيذ سياسات حماية البيئة ومراقبة الانتهاكات والتعامل معها. لا يساعد هذا النظام وكالات الإدارة على الحصول على أساس واضح للإدارة فحسب، بل يخلق أيضًا الظروف للشركات والأفراد لفهم حقوقهم والتزاماتهم في مجال حماية البيئة وممارستها بشكل صحيح.
لا تقتصر دور صحيفة فيتنام للقانون على التأمل فحسب، بل تساهم أيضًا في نشر القانون بطريقة شيقة ومألوفة. تُنشر محتويات قانونية واضحة وسهلة الوصول، مما يُساعد الناس ليس فقط على فهم حقوقهم ومسؤولياتهم، بل يُحسّن أيضًا قدرتهم على الرصد والنقد على المستوى الشعبي. إضافةً إلى ذلك، تُسهم الصحيفة أيضًا في النقد الاجتماعي، مُشيدةً بالجماعات والأفراد من خلال مبادراتهم وجهودهم العملية في مجال حماية البيئة؛ ونشر نتائج البحوث العلمية، وسيناريوهات تغير المناخ وحلول التكيف معه، وتعزيز الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة.
الأخلاقيات الصحفية في غرفة الأخبار الخضراء
في ظلّ تزايد الضغوط على البيئة العالمية نتيجةً لتغير المناخ والتوسع العمراني السريع والاستغلال غير المستدام للموارد، يتزايد دور الصحافة عمومًا، وصحيفة فيتنام القانونية خصوصًا، أهميةً متزايدة. عمليًا، ورغم التحديات العديدة، كنقص التمويل المتخصص في البيئة، والضغوط التجارية، والقيود المهنية، لا يزال فريق الصحفيين والمراسلين يسعى جاهدًا لمواكبة الواقع، وتذليل الصعوبات لتقديم معلومات معمقة للجمهور، وعكس الوضع الراهن بدقة، وتوجيه الإجراءات الإيجابية. وبناءً على ذلك، تُركّز أخلاقيات الصحافة على الصدق والموضوعية، وهما أساس متين لبناء ثقة الجمهور.
لا يقتصر توجه الصحافة الخضراء على المحتوى فحسب، بل يمتد ليشمل أيضًا عمليات التشغيل. بدءًا من تقليل استخدام الورق، وتعزيز التحول الرقمي، وتنظيم المؤتمرات الصحفية الإلكترونية، وصولًا إلى إعطاء الأولوية لاستخدام خوادم موفرة للطاقة، تُطبّق غرف الأخبار البيئية، مثل صحيفة فيتنام لو، تدريجيًا مبدأ "الممارسة والقول"، مُظهرةً بذلك مسؤوليتها الاجتماعية، ومُساهمةً في بناء صورة صحافة حديثة ومستدامة وجديرة بالثقة.
غرفة الأخبار الخضراء ليست مجرد نموذج تشغيلي داخلي "أخضر"، بل هي أيضًا رمزٌ لروح الصحافة المسؤولة، التي تضع حماية البيئة في المقام الأول. بربط أخلاقيات الصحافة بمهمة الدعاية لحماية البيئة، لا تقتصر الصحافة على نقل المعلومات فحسب، بل تشجع أيضًا على العمل، وتراقب إنفاذ القانون، وتخلق حركة حياة خضراء في المجتمع. في مواجهة تحديات مثل تغير المناخ، والتلوث المتنوع، والاستغلال المفرط للموارد، تُمثل غرفة الأخبار الخضراء جسرًا متينًا يربط السياسات والخبراء والشركات والأفراد نحو هدف التنمية المستدامة ومستقبل أخضر لفيتنام والعالم.
في عام ٢٠٢٤، حازت صحيفة فيتنام للقانون على جائزة "ب" ضمن الدورة السابعة لجائزة صحافة الموارد الطبيعية والبيئة، وذلك عن سلسلة مقالاتها "ائتمانات الكربون - خطوات نحو المستقبل". سعت هذه السلسلة إلى تقديم صورة شاملة لائتمانات الكربون، باعتبارها أداة استراتيجية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، والمضي قدمًا نحو التنمية المستدامة في فيتنام.
المصدر: https://baophapluat.vn/toa-soan-xanh-dao-duc-bao-chi-va-su-menh-tuyen-truyen-bao-ve-moi-truong-post552441.html
تعليق (0)