هل تتفوق الصين على أمريكا في السيطرة على السماء؟

كما ذكرنا، فإن الميزات المحددة للطائرة المقاتلة الصينية من الجيل السادس (التي يطلق عليها مؤقتًا اسم J-36) والتي تم عرضها في نهاية ديسمبر/كانون الأول لم تتضح بعد.

الجيل الخامس لم يكتمل بعد

حتى الآن، أصبحت الصين من بين الدول القليلة التي تنتج مقاتلات الشبح من الجيل الخامس، من خلال خطوط إنتاج طائرات J-20 وJ-35.

المقاتلتان J-20 (على اليسار) وF-22 كلاهما من الجيل الخامس.

من بين هذه الطائرات، لم تُنتج سلسلة J-35 بكميات كبيرة بعد. في الواقع، طُوّرت J-35 من النموذج الأولي لسلسلة FC-31، الذي تم اختباره في عام 2012. ومع ذلك، لم يتم اختبار J-35 إلا بعد 9 سنوات، في عام 2021. تُعتبر J-35 نسخة متخصصة للبحرية، وهي مصممة بأجنحة قابلة للطي ويمكنها استخدام الدافعات على حاملات الطائرات لدعم الإقلاع. لم يتم اختبار نسخة J-35A من سلسلة J-35 للقوات الجوية إلا في أواخر عام 2023. لذلك، إذا استغرقت العملية من أول رحلة تجريبية إلى النشر الشامل، وفقًا لخارطة الطريق، ما لا يقل عن 5-7 سنوات، فإن الصين لا تزال بحاجة إلى مزيد من الوقت للوصول إلى مرحلة النشر الشامل لـ J-35. من الجانب الأمريكي، طورت البلاد 3 نسخ من طائرة إف-35 بما في ذلك النسخة الأساسية مع ظروف الإقلاع والهبوط التقليدية، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي، والنسخة مع الدافعات ومدارج الإقلاع والهبوط القصيرة لحاملات الطائرات.

ليس هذا فحسب، بل إن طائرات مقاتلة من الجيل الخامس مثل F-22 وF-35 الأمريكية شاركت في قتال حقيقي لسنوات عديدة، أو أن طائرة الجيل الخامس المقاتلة الروسية Su-57 قاتلت مؤخرًا في ساحة المعركة الأوكرانية، لكن الطائرة الصينية J-20 لم تخض أي قتال حقيقي حتى الآن.

على وجه الخصوص، تُعد طائرة F-22 الأمريكية المقاتلة الوحيدة المزودة بنمط طيران فائق السرعة، حيث تصل سرعتها إلى 1.5 ماخ (أي ما يعادل ضعف ونصف سرعة الصوت). وللوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت، يجب على المقاتلات التقليدية تفعيل "الحارق اللاحق" (غرفة احتراق الوقود المعزز) الذي يستهلك الكثير من الوقود، مما يُقلل من نصف قطر القتال. ومع ذلك، تستطيع طائرة F-22 الوصول إلى سرعة 1.5 ماخ دون الحاجة إلى تفعيل "الحارق اللاحق"، مما يوفر وقودًا أكثر بكثير من المقاتلات الأخرى، مع أنها لا تزال قادرة على الطيران بسرعات عالية للاقتراب بسرعة من الهدف. ونظرًا لهذه المزايا الرائعة، لم تُباع طائرة F-22 من قبل الولايات المتحدة إلى دول أخرى.

ولذلك فإن قوة مقاتلات الجيل الخامس الصينية لم تكتمل بعد وفقا لأهداف البلاد، ومن الصعب مقارنتها بالولايات المتحدة.

القيود الجوية البحرية

وبشكل عام، ورغم امتلاك الصين لثلاث حاملات طائرات، فإن القدرات الفعلية لهذه السفن لا تزال محدودة، وهو ما يجعل البحرية الصينية غير قادرة حتى الآن على تحقيق اختراق في القوة الجوية.

لأن نسخة حاملة الطائرات J-35 لم تُطوَّر بعد، لا تزال حاملات الطائرات الصينية تحمل مقاتلات J-15 فقط. من بين حاملات الطائرات الثلاث، لا تحتوي لياونينغ وشاندونغ على منجنيق، وتعتمدان على تصميم الأنف المقلوب، بينما تُجهَّز حاملة الطائرات فوجيان بمنجنيق كهرومغناطيسي، وهو لا يزال في مرحلة الاختبار.

في غضون ذلك، وفي تحليلٍ أُجريَ على ثانه نين ، أشار الدكتور ساتورو ناغاو (من معهد هدسون، الولايات المتحدة الأمريكية) إلى أن طائرة J-15 لا تزال تعاني من العديد من المشاكل التي يجب التغلب عليها عند نشرها مع حاملتي الطائرات لياونينغ وشاندونغ. ويرجع ذلك إلى أن طائرة J-15 ثقيلة الوزن للغاية بحيث لا يمكنها الإقلاع والهبوط على حاملات الطائرات، في حين أن حاملتي الطائرات الصينيتين لياونينغ وشاندونغ غير مزودتين بدافعات طائرات.

وتحديداً، يبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع للطائرة J-15 ما يصل إلى 33 طناً، في حين يبلغ الحد الأقصى لوزن الإقلاع للطائرة F/A-18 على حاملات الطائرات الأميركية 23 طناً.

في الوقت نفسه، لا تقتصر حاملات الطائرات الأمريكية من فئتي نيميتز وفورد على تزويدها بمنجنيقات طائرات فحسب، بل تتجاوز إزاحتها 100,000 طن ويبلغ طولها 330 مترًا، وهي أكبر وأطول بكثير من حاملتي الطائرات لياونينغ وشاندونغ اللتين تبلغ إزاحتهما حوالي 70,000 طن ويبلغ طولهما 300 و315 مترًا على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، تنشر الولايات المتحدة مقاتلات إف-35 الأمريكية، المزودة بنسختيها للإقلاع القصير والهبوط العمودي، على متن سفن هجومية برمائية من فئتي واسب وأمريكا للعمل كحاملات طائرات.

ولذلك، ورغم أن الصين تمتلك اسمياً ثاني أكبر عدد من حاملات الطائرات في العالم بعد الولايات المتحدة، فإنها لا تزال بعيدة كل البعد عن منافسيها من حيث قدرات القتال الجوي البحري.

المصدر: https://thanhnien.vn/trung-quoc-co-vuot-qua-my-thong-tri-bau-troi-185250105225550485.htm