تطبيق البلوكشين في إدارة سوق الذهب

يُعتبر الذهب استثمارًا آمنًا في أوقات عدم اليقين. والآن، تفتح تقنية البلوك تشين آفاقًا جديدةً لهذا السوق.

يمكن للاستثمار في الذهب أن يحمي من التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي . واليوم، تُتيح التطورات التكنولوجية طرقًا جديدة للمستثمرين للمشاركة في سوق الذهب، مما يوفر مرونة أكبر وإمكانية تحقيق عوائد أعلى.

مع تزايد شعبية تجارة الذهب في الدول بفضل سيولته العالية، يُمكن أن تُمثل تقنية البلوك تشين حلاً فعالاً لمنع الفساد وتقليل مخاطر الأمن السيبراني. ومن حيث وظائفها، تضمن البلوك تشين إمكانية تتبع المعاملات وتعزز سيولة سوق الذهب. ووفقاً لتقرير ديلويت لعام ٢٠٢٤، يُمكن لتطبيق البلوك تشين في سلسلة توريد الذهب أن يُقلل من أوقات المعاملات بنسبة تصل إلى ٩٠٪، ويُخفض التكاليف بنسبة تصل إلى ٣٠٪.

يتيح التشفير تسجيل معلومات معاملات الذهب، مما يعزز الأمان والتحقق في جميع الأوقات. تُسجل كل معاملة على سلسلة الكتل (البلوك تشين)، مما يسمح للمستخدمين بتتبع تاريخ الذهب بنشاط. بالنسبة للمستثمرين، من أفراد ومؤسسات، تتيح هذه التقنية التحقق من أن الذهب المتداول ذهب أصلي وقانوني المصدر. أما بالنسبة للجهات الحكومية، فتُعدّ هذه التقنية أداةً لدعم مراقبة وإدارة المعاملات القانونية.

أصدرت عدة دول، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والمملكة المتحدة وسنغافورة، سياساتٍ تتعلق بترميز الذهب في المعاملات. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة الأمريكية، يُستخدم الترميز في عملية تحويل الأصول الحقيقية إلى تمثيلات رقمية على سلسلة الكتل (البلوك تشين). يمثل كل رمز جزءًا من الذهب المادي، ويُتداول الذهب بانتظام في البورصات العالمية أو يُدمج في تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi). علاوةً على ذلك، يتقلب سعر الرمز وفقًا للطلب وظروف السوق.

يُعد بنك HSBC من رواد مجال ترميز الذهب. في مارس 2024، أطلق البنك منتجًا رقميًا للذهب "Gold Token"، وهو عبارة عن كمية ثابتة من الذهب المادي. ويؤكد البنك أن ترميز الذهب باستخدام تقنية بلوكتشين يهدف إلى تحسين الخدمات المالية، مما يُسهّل على حامليه تتبع كمية الذهب التي يمتلكونها.

مؤخرًا، نجحت يوروكلير، وهي جهة إيداع أوراق مالية (CSD)، بالتعاون مع مجلس الذهب العالمي (WGC) وشركة ديجيتال أسيت، وهي شركة مزودة لحلول بلوكتشين، في تنفيذ مشروع تجريبي لإدارة الذهب باستخدام تقنية دفتر الأستاذ الموزع (DLT). تعمل هذه التقنية كسجل قانوني، وتؤكد سيطرة الطرف المضمون على الأصول الفعلية المستلمة كضمان في حال تخلف الطرف المقابل عن السداد. وبذلك، يُثبت المشروع أن الأصول المشفرة على بلوكتشين يمكن أن تزيد من سهولة تنقل الضمانات، وتُحسّن السيولة، وتُعزز كفاءة المعاملات.

في روسيا، تُجري الحكومة تجربةً تجريبيةً على تقنية البلوك تشين في سوق الذهب، من خلال إدارة العملات الرقمية على شكل عملات مشفرة مدعومة بالذهب المادي، مثل باكس جولد (PAXG) وتيثر جولد (XAUt). ووفقًا لمايك أوزوين، رئيس هيكل السوق العالمية والابتكار في مجلس الذهب العالمي، تُوفر العملات الرقمية بديلاً لمن يرغبون في الاستثمار في الذهب دون الحاجة إلى تخزينه. حتى الآن، تجاوزت القيمة السوقية لباكس جولد وتيثر جولد 866 مليون دولار و830 مليون دولار على التوالي.

بشكل عام، تُحدث تقنية البلوك تشين تحولاً جذرياً في صناعة الذهب. فمن خلال ترميز الأصول، تُتيح هذه التقنية فرصاً جديدة للمستثمرين، مع ضمان الشفافية والأمان في معاملات الذهب. ووفقاً لتقرير اتجاهات مجلس الذهب العالمي، من المتوقع أن يزداد الطلب على الذهب في قطاع التكنولوجيا بنحو 7% سنوياً، أي ما يعادل 326 طناً.

في فيتنام، تُطوّر الحكومة مشروعًا تجريبيًا لتبادل العملات الرقمية. على المدى البعيد، سيُسهّل هذا المشروع تطوير وتطبيق التكنولوجيا في المعاملات وإدارة سوق الذهب، وخاصةً تقنية البلوك تشين. مع ذلك، لا تزال هناك تحديات قانونية وبيئية تحتاج إلى مزيد من التطوير في المستقبل.

المصدر: https://baodautu.vn/ung-dung-blockchain-trong-quan-ly-thi-truong-vang-d324135.html