![]() |
أصبحت مساحة الموسيقى المائية في مركز مدينة هوي الرياضي ملتقىً لأهالي هوي. تصوير: باخ تشاو |
تحويل القيم الثقافية إلى مزايا تنافسية
في الواقع، ما تحقق ليس سوى البداية. لا تزال هوى تواجه تحديات عديدة: صغر حجم الاقتصاد، وموارد الاستثمار محدودة، وبطء وتيرة تطوير البنية التحتية مقارنةً بالطلب، والأهم من ذلك، ضرورة الحفاظ على الهوية في عملية التحضر والتحديث. لذلك، نصّ التقرير السياسي للفترة 2025-2030، الصادر عن المؤتمر السابع عشر للجنة الحزب لمدينة هوى، بوضوح على أن هوى يجب أن تتطور من خلال مسار الثقافة والتراث، متخذةً ذلك أساسًا لانطلاقتها في المرحلة الجديدة.
هذا التوجه منطقي وصحيح وممكن، لأن هوي لا تتمتع بمزايا في الصناعات الثقيلة أو الإنتاج واسع النطاق؛ بل تتميز بثروة ثقافية غنية، ومنظومة تراثية ضخمة، وتقاليد أكاديمية وإبداعية. إذا استُغلت الثقافة والتراث على النحو الأمثل، فلن يكونا مجرد "علامة تجارية"، بل موردًا اقتصاديًا أيضًا، يُسهمان في خلق فرص العمل، وجذب الاستثمارات، وتنمية الصناعات الإبداعية، وتعزيز السياحة عالية الجودة. وعلى هذا الأساس، يمكن لهوي أن تتجه نحو التنمية المستدامة، مُوازِنةً بين الحفاظ على التراث والابتكار.
في هذه الصورة، تبرز الثقافة والتراث كركيزة أساسية لا غنى عنها. وقد أشار التقرير بوضوح إلى أن الثقافة هي "الأساس الروحي للمجتمع" وفي الوقت نفسه "القوة الدافعة للتنمية". وهذا صحيح تمامًا، فالثقافة وحدها قادرة على إحداث فرق. قد تمتلك مدن أخرى موانئ بحرية ومناطق صناعية ومطارات دولية ضخمة، لكن هوي تتمتع بعاصمة عريقة، ومجمع تراثي مُعترف به من قِبل اليونسكو، وموسيقى البلاط الملكي، وكنز غني من التراث غير المادي، ومطبخ فريد ومتنوع للغاية، ومساحات دينية وأكاديمية فريدة. هذه موارد لا تُقدر بثمن، تُشكل هوية فريدة وتمهد الطريق لتنمية طويلة الأمد.
فرصة لتصبح مدينة ثقافية وإبداعية
لكن لتحويل المزايا إلى قوة حقيقية، لا يمكن لمدينة هيو الاعتماد كليًا على ما تمتلكه بالفعل. تتطلب الفترة 2025-2030 نهجًا جديدًا: استثمار قوي في الثقافة، لا سيما في ثلاثة جوانب رئيسية.
أولاً، المؤسسات الثقافية: تحتاج المدينة إلى منظومة من المتاحف الحديثة، ومراكز المؤتمرات الدولية، ومراكز الفنون الأدائية، والمساحات الإبداعية، والمكتبات، والبيوت الثقافية المجتمعية، وغيرها، القادرة على رعاية الثقافة ونشرها وربطها بالمجتمع. وهذا شرط أساسي لتنمية صناعتها الثقافية في هوي، ولتمكين التراث من "العيش" في الحياة المعاصرة.
ثانيًا، آلية السياسات: لتحويل الثقافة إلى مورد، نحتاج إلى نظام سياسات مبتكر يشجع الإبداع، ويدعم الفنانين والباحثين والشركات العاملة في المجال الثقافي. تحتاج مدينة هوي إلى آلية خاصة بها لتعبئة رأس المال الاجتماعي للحفاظ عليها، وتشجيع الاستثمار الخاص في المساحات الإبداعية، وتقديم حوافز خاصة لقطاعي الثقافة والسياحة. ستُحوّل السياسات الجيدة التراث من كونه محميًا إلى استغلال سليم، مما يخلق قيمة مضافة مستدامة.
ثالثًا، والأهم، العامل البشري: فبدون الموارد البشرية المؤهلة، ستقتصر جميع الخطط على التوجيه فقط. تحتاج هيو إلى فنانين، ومديرين ثقافيين، وخبراء في الحفاظ على التراث، ومرشدين سياحيين، ورواد أعمال مبدعين - أشخاص يعرفون كيفية الحفاظ على التراث، لكنهم يعرفون أيضًا كيفية الابتكار والإبداع، وإحياء الثقافة والتراث، والتكامل مع العالم. يجب أن يكون الاستثمار في تعليم وتدريب الموارد البشرية الثقافية عالية الجودة على رأس الأولويات، لأنه العامل الحاسم للنجاح.
لقد أرسى التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر السابع عشر للجنة الحزب في مدينة هوي أساسًا هامًا لمسار تنموي جديد. ولكن تحقيق ذلك يتطلب مشاركة حاسمة من النظام السياسي بأكمله، وإجماعًا شعبيًا، وخاصةً إعطاء الأولوية للاستثمار المناسب في الثقافة. عندما تتعزز المؤسسات، وتُجدد السياسات، ويُرعى المواطنون، لن تحافظ هوي على لقب "مدينة التراث" فحسب، بل سترتفع أيضًا كمنطقة حضرية إبداعية، ومركز ثقافي وسياحي عالمي، ومكانًا جديرًا بالعيش، والزيارة، والتذكر.
لذا، فإن مسار تنمية هوي في العصر الجديد أمرٌ لا مفر منه: اتخاذ الثقافة أساسًا، والإنسان جذرًا، والتراث محورًا. هذا ليس خيارًا مناسبًا فحسب، بل هو أيضًا السبيل الوحيد لهوي لتأكيد هويتها، والحفاظ على قدرتها التنافسية، وتحقيق نمو مستدام في المستقبل.
المصدر: https://huengaynay.vn/van-hoa-nghe-thuat/vai-tro-cua-van-hoa-doi-voi-hue-trong-phat-trien-ben-vung-158570.html
تعليق (0)