طلب رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه ورئيس الوزراء الإسباني من وزارتي خارجية البلدين دراسة المحتوى المتعلق بترقية العلاقة إلى شراكة استراتيجية شاملة في الفترة المقبلة.
بدعوة من رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية فام مينه تشينه، قام رئيس وزراء مملكة إسبانيا بيدرو سانشيز بزيارة رسمية إلى فيتنام في الفترة من 8 إلى 10 أبريل 2025.
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية المهيبة، صباح يوم 9 أبريل/نيسان في مقر الحكومة، أجرى رئيس الوزراء فام مينه تشينه محادثات مع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.
وفي جو دافئ وودود، رحب رئيس الوزراء فام مينه تشينه بحرارة برئيس الوزراء بيدرو سانشيز والوفد الإسباني رفيع المستوى؛ وأكد على الأهمية الكبيرة للزيارة الأولى لرئيس الحكومة الإسبانية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؛ وأعرب عن اعتقاده بأن الزيارة ستفتح مرحلة جديدة من التنمية، مما يرفع الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام وإسبانيا إلى مستوى جديد.
أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن فيتنام تولي أهمية وترغب في تعزيز التعاون المتعدد الأوجه مع إسبانيا، الشريك الاستراتيجي الأول لفيتنام في الاتحاد الأوروبي؛ وأعرب عن تقديره الكبير لإسبانيا، تحت قيادة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، لتحقيق العديد من الإنجازات التنموية الاجتماعية والاقتصادية المهمة، والمساهمة بنشاط في حل القضايا العالمية.
وأكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن أوجه التشابه بين البلدين من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي والتقاليد الثقافية والتاريخية والشعب الودود والمضياف هي عوامل تحفيزية لتعزيز التعاون الشامل بين البلدين في جميع المجالات، من السياسة والدبلوماسية والتجارة والاستثمار إلى المجالات الاستراتيجية الجديدة مثل الدفاع والأمن والعلوم والتكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن امتنانه لحفاوة الاستقبال والود التي لقيها رئيس الوزراء فام مينه تشينه شخصيًا، ولحكومة وشعب فيتنام للوفد الإسباني رفيع المستوى. وتُعد هذه أول زيارة لرئيس وزراء إسباني إلى فيتنام منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام ١٩٧٧، مما يفتح المجال أمام العديد من الزيارات رفيعة المستوى مستقبلًا بين البلدين؛ ولا يزال أمام البلدين مجال واسع للتعاون؛ واتفق الجانبان مع فيتنام على العمل نحو إقامة شراكة استراتيجية شاملة في المستقبل.
هنأ رئيس الوزراء الإسباني فيتنام بمناسبة الذكرى الخمسين لتحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطني، وأعرب عن انطباعه عن إنجازات التنمية القوية للاقتصاد الفيتنامي في الآونة الأخيرة، وخاصة الجهود الرامية إلى تعزيز الاختراقات في العلوم والتكنولوجيا والتحول الرقمي الوطني؛ وأكد أن فيتنام هي واحدة من الشركاء ذوي الأولوية القصوى في رابطة دول جنوب شرق آسيا وأن إسبانيا ترغب في تعزيز التعاون الشامل مع فيتنام، وهي عضو نشط ومسؤول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ وأكد أن المزيد والمزيد من الشركات والسياح الإسبان يرغبون في زيارة فيتنام واستكشاف فرص الاستثمار والأعمال، وخاصة في مجالات السكك الحديدية والتعاون في السكك الحديدية الحضرية والطاقة والطيران وما إلى ذلك.
وفي جو من الثقة والانفتاح، ناقش الزعيمان اتجاهات التعاون الرئيسية من أجل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام وإسبانيا إلى شراكة أكثر عملية وفعالية.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي، اتفق الجانبان على زيادة تبادل الوفود والاتصالات على كافة المستويات، وخاصة رفيعة المستوى، من خلال كافة قنوات الحزب والدولة والحكومة والجمعية الوطنية؛ وتنفيذ آليات التعاون الثنائي القائمة بشكل فعال، فضلاً عن دراسة وإنشاء آليات تعاون جديدة في المجالات المتخصصة.
واقترح رئيسا الوزراء أن تستمر وزارتا خارجية البلدين في لعب دور تنسيقي في تعزيز العلاقات الثنائية ودراسة المضامين الرامية إلى رفع مستوى العلاقة إلى شراكة استراتيجية شاملة في الفترة المقبلة.
وفي مواجهة التطورات الحالية في الاقتصاد العالمي، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة الفيتنامية تستغل إلى أقصى حد شعار "الهدوء والشجاعة والمرونة والإبداع"، و"تجنب المواجهة والمثابرة في الحوار"، وإعادة هيكلة الاقتصاد في اتجاه أخضر ومستدام للاستجابة بشكل استباقي وتعزيز القدرة الداخلية ومرونة الاقتصاد في مواجهة التقلبات الخارجية التي قد تؤثر على تنمية جميع جوانب فيتنام.
بالنسبة للشركات المحلية وكذلك الشركات الأجنبية التي تستثمر في فيتنام، أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن فيتنام تنفذ سياسات الدعم المالي والضريبي (دعم الائتمان، وأسعار الفائدة التفضيلية، وخفض الرسوم، والضرائب العقارية، وما إلى ذلك) فضلاً عن ضمان البنية التحتية السلسة والمؤسسات المفتوحة والحوكمة الذكية، وما إلى ذلك لتقليل تكاليف المدخلات، وتعزيز القدرة التنافسية للشركات المحلية، وضمان بيئة استثمارية وتجارية مستقرة وآمنة وشفافة، وبالتالي خلق أساس متين للمستثمرين الأجانب للقيام بأعمال تجارية طويلة الأجل في فيتنام.
كما أكد رئيس الوزراء أن فيتنام تُركز على تنويع الأسواق، وخاصةً الأسواق المُحتملة، وتنويع المنتجات وسلاسل التوريد. وهذا يتطلب أيضًا من الشركات المحلية والأجنبية تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات من خلال الاستثمار الفعّال في الابتكار، وتطبيق العلوم والتكنولوجيا، والتركيز على حقوق النشر والملكية الفكرية لتعزيز القدرة التنافسية.
وفي هذا السياق، أكد الزعيمان أن القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية تشكل أحد الركائز المهمة في الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام وإسبانيا.
واتفق الزعيمان على التنفيذ الفعال لاتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الأوروبي والبروتوكول الموقع حديثًا بشأن التعاون المالي الثنائي، فضلاً عن عقد الدورة الأولى للجنة المشتركة للاقتصاد والتجارة والاستثمار في عام 2025 للاستفادة الكاملة من إمكانات وتكامل الاقتصادين، والسعي إلى جعل حجم التجارة الثنائية يتجاوز 8 مليارات دولار أمريكي في الفترة المقبلة.
وأشاد رئيس الحكومة الإسبانية بإمكانات التعاون التي ستفتح عندما تدخل اتفاقية حماية الاستثمارات بين فيتنام والاتحاد الأوروبي (EVIPA) حيز التنفيذ رسميًا، وتعهد بدعم الدول المتبقية في الاتحاد الأوروبي في التصديق على هذه الاتفاقية في أسرع وقت وحث المفوضية الأوروبية على إزالة البطاقة الصفراء "غير القانونية وغير المنظمة وغير المبلغ عنها" للمأكولات البحرية الفيتنامية في أقرب وقت.
أكد رئيس الوزراء الإسباني على التكامل الاقتصادي بين البلدين، واقترح على فيتنام تقليص الإجراءات الإدارية غير الجمركية وفتح أسواقها أمام المنتجات الزراعية والدواجن الإسبانية لتعزيز التعاون التجاري المتوازن. وفي هذه المناسبة، شكر رئيس الوزراء الإسباني فيتنام على استمرارها في منح إعفاءات التأشيرة للمواطنين الإسبان، مما يُسهم في تعزيز السياحة والتبادل الثقافي والشعبي بين البلدين.
واتفق الزعيمان على مواصلة تعميق التعاون في مجالات التعليم والثقافة والرياضة والسياحة والتنمية الزراعية المستدامة والتعاون المحلي والتبادل الشعبي والتدريب للموارد البشرية عالية الجودة والدفاع الوطني والأمن، وخاصة في التدريب وبناء القدرات للضباط وضباط إنفاذ القانون في البلدين، وصناعة الدفاع، ومكافحة الإرهاب، والجريمة العابرة للحدود الوطنية، وحفظ السلام التابع للأمم المتحدة، والتغلب على عواقب الحرب في فيتنام؛ وتوسيع التعاون في مجالات محتملة أخرى مثل العلوم والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتحول الرقمي.
واقترح رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن يدرس البلدان فتح رحلات جوية مباشرة، للمساهمة في زيادة عدد السياح بين البلدين؛ ورحب بنتائج التعاون الثنائي في مجال التبني.
وأشاد رئيس الوزراء الإسباني بشدة بالمساهمات الإيجابية التي قدمتها الجالية الفيتنامية في إسبانيا في الاقتصاد الاجتماعي المحلي؛ واتفق على مواصلة الاهتمام وخلق الظروف المواتية للجالية الفيتنامية في إسبانيا للاندماج بنجاح في البلد المضيف، وإنشاء جسر لتعزيز الصداقة بين البلدين.
وعلى الصعيد المتعدد الأطراف، أكد رئيسا الوزراء أن التضامن والتعاون وتعزيز التعددية واحترام القانون الدولي هي عوامل أساسية لمعالجة التحديات العالمية؛ واتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق والدعم المتبادل في المنتديات المتعددة الأطراف والمنظمات الدولية، وخاصة في الأمم المتحدة وفي إطار رابطة دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي.
في هذه المناسبة، أعرب رئيس الوزراء الإسباني عن تقديره العميق لجهود فيتنام في المساهمة في حل القضايا العالمية من أجل السلام والتعاون والتنمية. ورحب باستضافة فيتنام لقمة الشراكة من أجل النمو الأخضر (P4G) في أبريل 2025، مؤكدًا أن إسبانيا ستشارك في القمة كممثل لها.
وأكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن فيتنام مستعدة للعمل كجسر لتعزيز التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا وإسبانيا، وأعرب عن أمله في أن تعمل إسبانيا على تعزيز التعاون بين فيتنام والاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية.
وفيما يتعلق بقضية البحر الشرقي، اتفق الجانبان على أهمية البحر الشرقي في حركة الملاحة البحرية الدولية؛ وأكدا دعمهما لموقف فيتنام ورابطة دول جنوب شرق آسيا بشأن حل النزاعات بالوسائل السلمية على أساس الامتثال للقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982)، والمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن والسلامة وحرية الطيران والملاحة في المنطقة.
بهذه المناسبة، دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز نظيره الفيتنامي فام مينه تشينه لزيارة إسبانيا لمواصلة مناقشة التدابير الرامية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام وإسبانيا. وقد قبل رئيس الوزراء فام مينه تشينه الدعوة بكل سرور، وطلب من وزارتي خارجية البلدين التنسيق بشكل وثيق لترتيب الزيارة في الوقت المناسب.
مصدر
تعليق (0)