يتألق جواو بيدرو في قيادة تشيلسي إلى نهائي كأس العالم للأندية. |
لم يحتفل بيدرو. رفع يديه معتذرًا، وانحنى للجمهور القديم، وغادر الملعب وكأن شيئًا لم يكن. لكن الجميع كان يعلم أن هذه كانت اللحظة الأبرز في مسيرته - ليس فقط بسبب الهدفين اللذين تأهلا بتشيلسي إلى نهائي كأس العالم للأندية 2025، بل بسبب الطريقة التي نفذ بها البرازيلي ذلك. بهدوء وهدوء، واحترام كبير للنادي الذي نشأ فيه.
نقطة تحول بيدرو
قبل أسبوع، كان بيدرو على شاطئ ريو. وبعد أيام قليلة، سجل المهاجم هدفين في مرمى فلومينينسي، الفريق الذي ضمّه في العاشرة من عمره، وأسكنه، وأتاح له أول فرصة للتألق على الصعيد الدولي . ومن المفارقات أن بيدرو هو من أنهى حلمهما على أكبر منصة كرة قدم في أمريكا الجنوبية.
لا صراخ، لا انزلاق ركب، لا رقص. بعد كل هدف، كان بيدرو يرفع يديه إلى السماء ويعتذر بلطف. أصبحت تلك الضربات الثنائية "المذنبة" أجمل طريقة لإظهار الاحترام.
لم يحتفل - ليس لنقص الشغف، بل لأنه لا يزال يشعر بالواجب. فتى غادر مسقط رأسه خالي الوفاض، وجاء إلى ريو مع والدته سعياً وراء حلمه الكروي، أصبح الآن بالغاً. منحه فلومينينسي كل شيء - ولم ينس.
كانت أهداف بيدرو ضد فلومينينسي جميلة. |
لكن دعونا لا ننسى: بيدرو أصبح الآن لاعبًا في تشيلسي. وبمجرد ارتدائه القميص الأزرق، لن يتوقف أبدًا. قال بعد المباراة: "أنا لاعب محترف. أنا ممتن لفلومينينسي، لكنني لا أستطيع التوقف عن أداء واجبي".
اقتباس بسيط، لكنه يلخص التحول الكامل لصبي برازيلي إلى مهاجم أوروبي بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني.
أفضل أداء
كان هدفا بيدرو ضد فلومينينسي جديرين بالذكر كأبرز أهداف الموسم. تسديدة متقنة في الزاوية البعيدة، وتسديدة قوية ارتطمت بالعارضة وسكنت الشباك.
لم يكن الهدف فقط، بل الرسالة أيضًا. لا حاجة لفترة إحماء، ولا حاجة للانتظار "للتأقلم"، أكد بيدرو فورًا: لقد جاء ليترك بصمته. وكانت تلك الثنائية بمثابة تحية مثالية - سواء لجماهير تشيلسي الجديدة أو لوداعٍ لطيف لفلومينينسي.
واللافت للنظر أن هذه كانت أول مشاركة أساسية لبيدرو مع تشيلسي. وصل على عجل، ولم يشارك إلا في حصة تدريبية واحدة مع الفريق، ولم يُدرج اسمه في التشكيلة الأساسية إلا بسبب إيقاف ليام ديلاب.
لكن بيدرو لم يكتفِ باستبداله، بل خطف الأضواء بنفسه. عندما غادر الملعب في الدقيقة الستين، كانت المهمة قد أُنجزت. لم يكن الإقناع بالكلمات، بل بأداء لا يُنكر.
امتلأت أجواء ميتلايف ذلك اليوم بألوان أمريكا الجنوبية. أشعل فلومينينسي أجواء ريو بحفلات الشواء والطبول والهتافات والحب غير المشروط. لكن بعد المباراة، عندما صفق بيدرو لجمهور فلومينينسي، لم يُطلقوا صيحات الاستهجان. بل ردّوا التحية. لأنهم فهموا الأمر. ولأنهم كانوا فخورين. ولأنهم كانوا يعلمون أن هذا الرجل لا يزال "واحدًا منهم"، حتى لو كان يرتدي قميص نادٍ عالمي.
كرة القدم قاسية أحيانًا، لكنها إنسانية جدًا أيضًا. لا يمكنك دائمًا أن تُسجل في مرمى فريقك القديم وتظل محبوبًا. بيدرو فعلها - باحترافية، بقلبٍ نابض، وبأسلوب لعبٍ عفوي.
لم يحتفل بيدرو بعد تسجيله هدفًا في مرمى ناديه السابق. |
قال ريناتو غاوتشو، مدرب فلومينينسي، ذات مرة: "نحن البطة القبيحة". ولكن ربما، نجح أحد هؤلاء البط - بيدرو - في أن يصبح بجعة. لقد طار بعيدًا، لكنه لا يزال يحمل ظل المكان الذي نشأ فيه.
أما بالنسبة لتشيلسي، فهم أكثر من مجرد فوز. ربما وجدوا رمزًا جديدًا. مهاجمًا يُسجل الأهداف، متواضعًا، والأهم من ذلك، مُدركًا لأصوله. في عالم كرة القدم المليء بالحسابات، يُضفي بيدرو شعورًا قديمًا ولكنه جميل: الولاء، واللطف، والحب الذي لا يحتاج إلى إظهار.
المصدر: https://znews.vn/60-phut-lam-rung-chuyen-club-world-cup-cua-joao-pedro-post1567224.html
تعليق (0)