تعتبر مقبرة الفرعون سيتي الأول واحدة من أطول وأعمق وأجمل المقابر المزخرفة في "وادي الملوك" في مصر.
يقع وادي الملوك في مدينة الأقصر، جنوب مصر، وهي وجهة سياحية شهيرة على نهر النيل. يضم هذا الوادي مجموعة من مقابر الفراعنة القديمة، مثل مقبرة رمسيس السادس (KV9) ومقبرة توت عنخ آمون. أما المبنى الأثري الذي يُعتبر الأكثر روعة في وادي الملوك، فهو مقبرة سيتي الأول (KV17).
الجدران والأعمدة مغطاة بالكتابات الهيروغليفية في مقبرة سيتي الأول. الصورة: Unsplash
كان الفرعون سيتي (أو منعت رع سيتي الأول) أحد أشهر ملوك المملكة المصرية الحديثة، وهي فترة من تاريخ مصر القديم امتدت من منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد. تشير السجلات التاريخية إلى أنه حكم لمدة 12 أو 15 عامًا (حوالي 1294-1279 قبل الميلاد)، ومهد الطريق لابنه، الفرعون رمسيس الثاني، ليصبح أحد أعظم فراعنة المملكة الحديثة.
يعتبر علماء الآثار مقبرة سيتي الأول أطول مقبرة في المقبرة الملكية بأكملها، بطول حوالي 137 مترًا. كما تُعتبر مقبرة هذا الفرعون الأكثر زخرفةً وفخامةً في تاريخ المقابر المصرية القديمة. اكتشف المقبرة عالم الآثار والمستكشف الإيطالي جيوفاني باتيستا بيلزوني في 16 أكتوبر 1817. في ذلك الوقت، كانت المقبرة لا تزال تحتوي على متعلقات دفن، لكن جميع المجوهرات والأحجار الكريمة سُرقت.
علاوةً على ذلك، لا تزال جدران المقبرة مطلية يدويًا بدقة، ومزينة بزخارف زاهية الألوان. كما تضم المقبرة لوحاتٍ تُحاكي مشاهد الحياة اليومية، ونقوشًا بارزة منحوتة بإتقان، تُعيد الزوار إلى "العصر الذهبي للتاريخ المصري القديم".
منطقة القاعة الكبرى لمقبرة سيتي الأول. تصوير: كيرك فيشر
مقبرة سيتي هي أول مقبرة تتميز بغرفة دفن ذات سقف مقبب. يضم المجمع 17 غرفة وملحقًا. لا يزال جزء من المقبرة، المعروف لدى علماء الآثار باسم الممر "ك"، قيد التنقيب ويحمل العديد من الأسرار.
بحسب الخبراء، لحقت أضرار جسيمة بمقبرة الفرعون سيتي الأول بعد أعمال التنقيب التي أُجريت في القرن التاسع عشر. في عامي ١٨٢٨ و١٨٢٩، أزال عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بعض ألواح الجدران في المقبرة. كما تضررت زخارف السقف والجدران والأعمدة بعد أعمال التنقيب. تُعرض الآن "قطع" هذه المقبرة في متاحف برلين (ألمانيا) وباريس (فرنسا) وفلورنسا (إيطاليا).
[الكتابات الهيروغليفية في المقبرة محفوظة جيدًا. الصورة: Unsplash]
نُقل نعش هذا الفرعون أيضًا إلى لندن، إنجلترا، في عشرينيات القرن التاسع عشر. ويُعرض حاليًا نعش الفرعون سيتي الأول في قبو متحف السير جون سوان بلندن. هذا المكان مفتوح للزوار مجانًا. النعش منحوت من الجبس، ومنقوش عليه كتابات هيروغليفية، وهو عبارة عن تمائم وطقوس "لمساعدة الفرعون على الانتقال إلى الحياة الآخرة".
مقبرة الفرعون سيتي الأول مفتوحة حاليًا للزوار من الساعة السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً. يمكن للزوار شراء تذكرة دخول وادي الملوك مقابل 13 دولارًا أمريكيًا، مما يسمح لهم بزيارة أي ثلاثة مقابر باستثناء مقابر سيتي الأول وتوت عنخ آمون ورمسيس السادس. تُفرض رسوم دخول إضافية على هذه المقابر الثلاثة، وتبلغ رسوم زيارة مقبرة سيتي الأول 45 دولارًا أمريكيًا.
بيتش فونج (حسب السفر )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)