الرئيس تو لام والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجريان محادثات. الصورة: نهان سانغ/وكالة الأنباء الفيتنامية

رحب الرئيس تو لام ترحيبًا حارًا بالرئيس فلاديمير بوتين والوفد الروسي رفيع المستوى، وأعرب عن سعادته بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين والوفد الروسي رفيع المستوى في زيارة دولة إلى فيتنام، وهي مناسبة بالغة الأهمية، تتزامن مع الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة المبادئ الأساسية للصداقة الفيتنامية الروسية (1994-2024). وشكر الرئيس تو لام الرئيس فلاديمير بوتين على تهانيه بمناسبة انتخابه رئيسًا.

وهنأ الرئيس الشعب الروسي على الإنجازات المهمة التي تحققت بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وهنأ الرئيس على نيله ثقة الشعب الروسي العالية في الانتخابات الرئاسية في مارس 2024.

وأكد الرئيس تو لام أن الشعب الفيتنامي يقدر دائمًا الدعم والمساعدة الكاملة التي قدمها الشعب الروسي لفيتنام في النضال الماضي من أجل الاستقلال الوطني وإعادة التوحيد وفي قضية البناء الوطني والدفاع اليوم.

إن فيتنام، التي تنتهج سياسة خارجية تقوم على الاستقلال والاعتماد على الذات والسلام والصداقة والتعاون، تعتبر روسيا واحدة من أهم شركائها، وترغب في تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام وروسيا، لصالح شعبي البلدين، من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم .

أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن سعادته بزيارة فيتنام للمرة الخامسة، وشكر الرئيس تو لام والشعب الفيتنامي بصدق على حفاوة الاستقبال. وأكد الرئيس أن روسيا الاتحادية تولي أهمية كبيرة للصداقة التقليدية والتعاون متعدد الأوجه مع فيتنام في سياستها الخارجية الهادفة إلى الشرق.

تعزيز التطورات الإيجابية في التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة، وخاصة إنجازات 30 عاما من تنفيذ المعاهدة بشأن المبادئ الأساسية للصداقة بين فيتنام وروسيا: الحفاظ على التبادلات والاتصالات المنتظمة من خلال قنوات الحزب والحكومة والجمعية الوطنية، والنمو التجاري الإيجابي بفضل التنفيذ الفعال لآلية اللجنة الحكومية الدولية، واتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والتنسيق الوثيق في المنتديات المتعددة الأطراف، أكد الرئيس فلاديمير بوتن أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع فيتنام هو أولوية قصوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على أمل أن تعزز الزيارة تطوير التعاون المتعدد الأوجه بين البلدين من أجل المنفعة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

الرئيس تو لام والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتقطان صورةً معًا. تصوير: نهان سانغ/وكالة الأنباء الفيتنامية

وفي جو من الصداقة والثقة والتفاهم المتبادل، تبادل الجانبان التوجيهات والتدابير لتعزيز التعاون في جميع مجالات التنمية الجوهرية والفعالة، بهدف تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

أعرب الزعيمان عن ارتياحهما للعلاقات السياسية الممتازة القائمة على الثقة العالية بين البلدين. وفي الآونة الأخيرة، تبادل الجانبان العديد من الوفود رفيعة المستوى وعلى جميع المستويات، مما أعطى زخمًا قويًا لتعزيز التعاون الثنائي. واتفق الجانبان على زيادة التبادلات والحوارات السياسية على جميع المستويات، وخاصةً على أعلى المستويات، عبر جميع قنوات الحزب والدولة والجمعية الوطنية، وتثقيف جيل الشباب حول الصداقة التقليدية، من أجل ترسيخ الثقة السياسية وتعزيزها باستمرار، وإرساء أسس متينة لتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات.

أعرب الزعيمان عن تقديرهما الكبير للتعاون النشط بين البلدين في مجالات التعليم والتدريب والثقافة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها. وللمساهمة في تعزيز التفاهم والعلاقات الودية، اتفق الجانبان على تحسين فعالية التعاون بين المحليات التوأمة؛ وتعزيز أنشطة تبادل الشباب، وتوسيع التعاون والاتصال الجوي لتعزيز السياحة.

وفيما يتعلق بالتعليم والتدريب، وافق الرئيس فلاديمير بوتن على اقتراح الرئيس تو لام بأن تزيد روسيا المنح الدراسية للطلاب الفيتناميين للدراسة والبحث، وخاصة في مجالات العلوم الأساسية والثقافة والفنون، والتي تعد نقاط القوة في روسيا.

واتفق الجانبان على تسهيل السياحة من خلال المفاوضات وتوقيع اتفاقيات بشأن تبسيط إجراءات التأشيرة للمواطنين الفيتناميين؛ وتعزيز التعاون في مجال العمل من خلال المفاوضات وتوقيع اتفاقيات بشأن التدريب المهني والعمالة.

يرغب الجانبان في تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن، وخاصةً في مواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية، والتنسيق الوثيق في المنتديات الدفاعية والأمنية متعددة الأطراف، وخاصةً الآليات التي تقودها رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مثل المنتدى الإقليمي لآسيان (ARF)، وقمة شرق آسيا (EAS)، واجتماع وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (ADMM+)، وذلك وفقًا لمبادئ وقواعد القانون الدولي. فيتنام مستعدة لتعزيز دورها كجسر بين روسيا وآسيان، وتقديم مساهمات فاعلة ومسؤولة لضمان السلام والاستقرار والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.

وناقش الزعيمان عددا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ودعما بناء نظام ديمقراطي وعادل للعلاقات الدولية يرتكز على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة عدم التهديد باستخدام القوة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالوسائل السلمية.

أكد الجانبان على مواصلة التنسيق الوثيق في المحافل متعددة الأطراف، وخاصةً الأمم المتحدة، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، في إطار التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا وروسيا، ورابطة دول جنوب شرق آسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي؛ ودعم الدور المحوري لرابطة دول جنوب شرق آسيا في الهيكل الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ؛ ومواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين آسيان وروسيا لما فيه مصلحة البلدين، وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. وأكد الرئيس فلاديمير بوتين دعم روسيا لفيتنام في نجاح تنظيم منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ لعام ٢٠٢٧.

وفيما يتعلق بالبحر الشرقي، يدعم الجانبان ضمان الأمن والسلامة وحرية الملاحة والطيران؛ والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها؛ وحل النزاعات سلميا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982؛ ودعم التنفيذ الكامل والفعال لإعلان سلوك الأطراف في البحر الشرقي والإبرام المبكر لمدونة قواعد السلوك في البحر الشرقي.

وفيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، أكد الرئيس موقف فيتنام الداعم لحل النزاعات بالوسائل السلمية وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مع مراعاة المصالح المشروعة للأطراف المعنية؛ وهو مستعد للمشاركة في جهود الوساطة الدولية بمشاركة الأطراف المعنية للسعي إلى حل سلمي مستدام للقضية الأوكرانية.

أعرب الجانبان عن سرورهما بتنظيم البلدين العديد من الأنشطة احتفالًا بالأعياد الوطنية الكبرى، لا سيما الذكرى الخامسة والسبعين للعلاقات الدبلوماسية والذكرى الخمسين لإعادة توحيد فيتنام. ووجّه الرئيس فلاديمير بوتين دعوةً كريمة للرئيس تو لام لحضور الذكرى الثمانين لانتصار روسيا على الفاشية في الحرب الوطنية العظمى. وقد قبل الرئيس تو لام الدعوة بكل سرور.

وفي ختام المحادثات، شهد الرئيس تو لام والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبادل سلسلة من وثائق التعاون الثنائي في مجالات التعليم والتدريب والنقل والعدالة والجمارك والمالية والعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون في مجال التعليم العالي.

وفقًا لـ baotintuc.vn