مؤخرًا، قامت مدينة هو تشي منه بتجربة إزالة عدادات الوقت على إشارات المرور في بعض التقاطعات الرئيسية. وشرح نائب مدير إدارة النقل في مدينة هو تشي منه، فو خان هونغ، ذلك قائلاً: "إن العدّ التنازلي الثاني عند التقاطعات يُساعد مستخدمي الطريق على تمييز إشارات المرور والاستجابة لها. ومع ذلك، بالإضافة إلى هذه المزايا، هناك حالات يُسرّع فيها السائقون المرور قبل ثوانٍ قليلة من انتهاء الإشارة الخضراء؛ أو يحاولون المرور قبل انتهاء الإشارة الحمراء؛ فيُذكّر السائق الذي أمامهم ببوق سيارته الذي خلفهم". وأوضح السيد فو خان هونغ: "إنّ محاولة كلا الجانبين توفير بضع ثوانٍ هي سبب حوادث المرور. وبناءً على هذا الواقع، بحثت إدارة النقل في إزالة العدّاد الثاني وجرّبته في أربعة تقاطعات".

أكد الدكتور نجوين هو دوك، خبير المرور، قائلاً: "لا أساس لمثل هذا الاستنتاج. سواءً عدّدنا الثواني أم لا، فإن من يتعمد تجاوز الإشارات الحمراء سيتجاوزها بالتأكيد".
وفقًا للدكتور نجوين هو دوك، ظلّ عدّ الثواني عند إشارات المرور موضوعًا مثيرًا للجدل لسنوات طويلة، وتباينت الآراء حوله. لكن الأهم هو أن فائدته تعتمد بشكل كبير على مستخدمي الطريق.
تحديدًا، يُساعد عدّ الثواني مستخدمي الطريق على معرفة الوقت المتبقي بدقة قبل تغيير لون الإشارة، مما يُساعدهم على التحرك بأمان وتجنب مخالفات المرور. كما يُساعد السائقين والمشاة على اتخاذ قرارات أفضل. على سبيل المثال، "إذا كنت تعلم أنه لم يتبقَّ سوى بضع ثوانٍ على تغيير الإشارة، يُمكنك الاستعداد للتوقف أو بدء التحرك".
يُخفف من الشعور بعدم اليقين والقلق، خاصةً لدى المشاة الذين يحاولون عبور تقاطع مزدحم. معرفة الوقت المتبقي بدقة تُساعد الناس على تقييم ما إذا كان لديهم وقت كافٍ للعبور بأمان.

يمكن أن يُسهم هذا النظام في تسهيل حركة المرور من خلال مساعدة السائقين على التنبؤ بموعد تغير الإشارات الضوئية، مما يُقلل من التوقف والانطلاق المفاجئين. وعندما يعرف السائقون الوقت المتبقي، يُمكنهم تعديل سرعتهم بشكل مناسب، وتجنب الكبح أو التسارع المفاجئ، مما يُسهم في تخفيف الازدحام المروري، كما قال الدكتور نجوين هو دوك.
مع ذلك، فإنّ لمؤقت العد التنازلي بعض القيود، فعدد الثواني في إشارة المرور قد يكون غير مناسب، وذلك حسب وعي مستخدم الطريق. عند انتهاء الإشارة الخضراء، إذا أوقف مستخدم الطريق المركبة بنشاط، تكون المركبة والشخص آمنين، لكنّ الكثيرين يسارعون لعبور التقاطع، مُسرّعين لتجاوزه قبل تغيير الإشارة. هذا سلوك خطير يُسبب مخاطر.

حاليًا، يُطبّق عدّ الثواني على إشارات المرور بشكل شائع في العديد من دول العالم . ومع ذلك، هناك دول لا تستخدم هذا النظام. في فيتنام، يُطبّق عدّ الثواني على إشارات المرور تجريبيًا في بعض المناطق، وقد لاقى ردود فعل متباينة.
عدّ الثواني على إشارات المرور له فوائده وعيوبه. يجب دراسة تطبيق هذا النظام بعناية بناءً على الظروف الخاصة بكل منطقة. إضافةً إلى ذلك، من الضروري التأكيد على أن فعالية نظام العدّ الثاني تعتمد على عوامل عديدة، مثل وعي مستخدمي الطريق، وجودة إشارات المرور، وغيرها. يجب اتخاذ تدابير لتعزيز الوعي المروري لدى الناس حتى يتمكنوا من استخدام نظام العدّ الثاني بفعالية وأمان، كما أكد الدكتور نجوين هو دوك.
مصدر
تعليق (0)