بدعوة من رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو لي جي، سيقود رئيس الجمعية الوطنية فونغ دينه هوي وفدا فيتناميا رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية في الفترة من 7 إلى 12 أبريل.
وفي هذه المناسبة، أجرت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية لي ثو ها مقابلة صحفية حول محتويات الزيارة.
أول زيارة رفيعة المستوى بعد ترقية العلاقات بين البلدين
ما هي أهمية زيارة رئيس الجمعية الوطنية فونغ دينه هوي إلى الصين هذه المرة، سيدتي؟
بعد مرور 15 عامًا على إقامة الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة، توسعت العلاقة بين الحزبين وبلدي فيتنام والصين وتعمقت بشكل مستمر، حيث حقق التعاون في العديد من المجالات العديد من التطورات الإيجابية والشاملة.
وحافظ الجانبان على الاتصالات والحوارات وتبادل الوفود على كافة المستويات، وخاصة الزيارات رفيعة المستوى؛ وأصدرا بيانا مشتركا بشأن مواصلة تعميق وتطوير الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة، واتفقا على بناء مجتمع مصير مشترك بين فيتنام والصين ذي أهمية استراتيجية، وبذل الجهود من أجل مصالح الشعبين، من أجل السلام والاستقرار والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم .
وهذه هي الزيارة الأولى رفيعة المستوى لقادة الحزب والدولة بعد ترقية العلاقات بين البلدين، وهي أيضا الزيارة الأولى للصين منذ تولي رئيس الجمعية الوطنية فونج دينه هوي منصبه.
لذلك، فإن الزيارة ذات أهمية قصوى، حيث توفر اتجاهًا استراتيجيًا للعلاقات الثنائية، وتجسد التصورات والإنجازات المشتركة رفيعة المستوى خلال زيارة الصين التي قام بها الأمين العام نجوين فو ترونج (أكتوبر 2022) وزيارة فيتنام التي قام بها الأمين العام - الرئيس شي جين بينغ (ديسمبر 2023) مع 6 اتجاهات تعاون رئيسية، وخاصة تعزيز "الثقة السياسية العليا"، وتوطيد "أساس اجتماعي أكثر صلابة"، والمساهمة في رفع وتعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والصين.
وأكدت الزيارة أيضًا السياسة الثابتة للحزب والدولة الفيتنامية المتمثلة في أن تطوير العلاقات مع الصين هو خيار استراتيجي وأولوية قصوى في السياسة الخارجية الفيتنامية الشاملة.
وفي إطار التعاون المتنامي والمتطور باستمرار بين الجمعية الوطنية الفيتنامية والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، فإن الزيارة لها أهمية خاصة، حيث تساهم في رفع وتعميق العلاقة بين الهيئتين التشريعيتين، مما يجعل هذه العلاقة ركيزة مهمة في العلاقة الشاملة بين الحزبين والدولتين.
كيف تقيمون التعاون بين فيتنام والصين في الآونة الأخيرة، بما في ذلك التعاون بين الهيئتين التشريعيتين؟
في الآونة الأخيرة، حافظت العلاقات الفيتنامية الصينية على زخم نمو جيد وحققت العديد من النتائج المهمة. وشهدت العلاقات بين البلدين تبادلات واتصالات وثيقة على أعلى المستويات، مما ساهم في تعزيز الثقة السياسية والتوجه الاستراتيجي، وامتدت أجواء الصداقة والثقة إلى جميع المستويات والقطاعات والمحليات والمنظمات الشعبية، مما خلق بيئة نابضة بالتبادل والتعاون.
من المتوقع أن يصل حجم الاستيراد والتصدير بين البلدين إلى 172 مليار دولار أمريكي في عام 2023. تُعدّ الصين أكبر شريك تجاري وأكبر سوق استيراد لفيتنام، بينما تُعدّ فيتنام خامس أكبر شريك تجاري للصين في العالم، وأكبر شريك تجاري لها في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في فيتنام 27.6 مليار دولار أمريكي، لتحتل بذلك المرتبة السادسة من بين 145 شريكًا استثماريًا لفيتنام. وقد شهد التعاون السياحي انتعاشًا تدريجيًا. ففي الربع الأول من عام 2024، استقبلت فيتنام 1.75 مليون زائر صيني، لتحتل بذلك المرتبة الثانية بين الأسواق المصدرة للزوار إلى فيتنام.
إن إصدار "البيان المشترك بشأن مواصلة تعميق وتعزيز الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة وبناء مجتمع مصير مشترك بين فيتنام والصين له أهمية استراتيجية" من الجانبين وتوقيع 36 وثيقة تعاون في العديد من المجالات خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الأمين العام ورئيس الصين شي جين بينغ إلى فيتنام في أواخر عام 2023، وهو الأساس لتطوير علاقة ثنائية مستقرة وصحية ومستدامة وطويلة الأمد.
في إطار الجهود الشاملة لتعزيز "الثقة السياسية المتزايدة"، شهد التعاون بين الجمعية الوطنية الفيتنامية والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني توطيدًا مستمرًا وتطويرًا معمقًا. وحافظ قادة الجانبين على تبادلات واتصالات رفيعة المستوى بأشكال مرنة متعددة.
ومن الجدير بالذكر أن أول نشاط خارجي للسيد تشاو لي جي بعد انتخابه رئيسًا للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني كان اجتماعًا عبر الإنترنت مع رئيس الجمعية الوطنية وانغ تينغ هوي (مارس 2023)، حيث ناقش العديد من اتجاهات التعاون الرئيسية في العلاقة بين البلدين.
علاوةً على ذلك، حقق التبادل والتعاون بين اللجان المتخصصة والمجموعات البرلمانية الصديقة نتائج إيجابية عديدة. كما حافظ الجانبان على التواصل والتشاور والتنسيق الوثيق في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وخاصةً الاتحاد البرلماني الدولي والجمعية البرلمانية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (AIPA).
خلال هذه الزيارة، سيوقع الجانبان اتفاقية تعاون جديدة لتحل محل اتفاقية التعاون بين الجمعية الوطنية الفيتنامية والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني (2015) بمحتويات جديدة مثل إنشاء آلية للتعاون البرلماني بين البلدين؛ وتنفيذ التعاون في تدريب ورعاية الممثلين المنتخبين؛ وتعزيز دور الجمعية الوطنية/المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ومجالس الشعب على جميع المستويات في تعزيز العلاقات الثنائية.
ويشكل توقيع الاتفاقية معلما هاما في تاريخ العلاقات بين الجمعية الوطنية الفيتنامية والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني؛ إذ يخلق أساسا قانونيا لرفع مستوى التعاون بين الهيئتين التشريعيتين، بما يتناسب مع ارتفاع العلاقات بين البلدين.
تبادل الخبرات والتجارب المهنية في أنشطة الجمعية الوطنية
ما هي إمكانيات التعاون التي يمكن للبلدين مواصلة تعزيزها في الفترة المقبلة، خاصة من خلال الدبلوماسية البرلمانية؟
فيتنام والصين دولتان متجاورتان شقيقتان، تتقاسمان العديد من أوجه التشابه في الأساس الأيديولوجي، وهدف بناء الاشتراكية، والمثابرة تحت قيادة الحزب الشيوعي، والسعي من أجل مصالح وسعادة الشعب...
إن الحزب والدولة في فيتنام يوليان أهمية خاصة لتطوير علاقات مستقرة وصحية ومستدامة وطويلة الأمد مع الصين، ويعتبران ذلك سياسة متسقة ومتواصلة، وخيارًا استراتيجيًا، وأولوية قصوى في السياسة الخارجية الشاملة لفيتنام.
ومن خلال هذه الزيارة التي قام بها رئيس الجمعية الوطنية فونغ دينه هوي، أعتقد أن الجانبين سيواصلان في الفترة المقبلة تنفيذ آليات التعاون القائمة بشكل فعال من خلال الحزب والحكومة والمنظمات الاجتماعية والسياسية.
وعلى وجه الخصوص، تعزيز إمكانات التعاون في جميع المجالات وفقا للأركان الستة المحددة، مع التركيز على: تعزيز الثقة السياسية؛ وتعزيز التعاون الدفاعي والأمني؛ وتسريع ربط استراتيجيات التنمية، وتوسيع وتحسين فعالية التعاون الموضوعي، وخاصة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري في اتجاه متوازن ومستدام وعالي الجودة؛ وتعزيز التبادلات الودية، وبناء أساس اجتماعي جيد للعلاقات الثنائية.
وعلى وجه الخصوص، من خلال قناة الدبلوماسية البرلمانية، ومع اتفاقية التعاون الموقعة حديثا بين الجمعية الوطنية الفيتنامية والمجلس الوطني الشعبي الصيني، فإن مكتب الجمعية الوطنية الفيتنامية وأمانة المجلس الوطني الشعبي الصيني سوف يعملان على تعزيز وتعميق العلاقة بين الهيئتين التشريعيتين، مما يجعل هذه العلاقة ركيزة مهمة في العلاقة الشاملة بين الحزبين والدولتين.
وبناء على ذلك، سيواصل الجانبان زيادة تبادل الوفود على كافة المستويات في الجمعية الوطنية، ونواب الجمعية الوطنية، ووفود مجالس الشعب/مؤتمرات الشعب في محليات البلدين؛ وزيادة تبادل وتقاسم الخبرة المهنية، والخبرة في أنشطة الجمعية الوطنية وأجهزتها، وفي إتقان أسلوب قيادة الحزب تجاه الدولة، وفي بناء دولة القانون الاشتراكية.
وسوف يتعاون الجانبان في بناء وتطوير المؤسسات والسياسات من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وضمان الدفاع والأمن الوطنيين، وحماية الحزب، وحماية النظام، وحماية البيئة، وتقديم مساهمات مشتركة لتنمية البشرية؛ وتعزيز الدور الإشرافي للهيئتين التشريعيتين في تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، سيعمل الجانبان على تعزيز دور نواب الجمعية الوطنية/المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وخاصة مجموعة البرلمانيين الصداقة الفيتنامية الصينية، في تعزيز الصداقة، وتعزيز التوافق، وبناء أساس اجتماعي جيد للعلاقات الثنائية.
وسوف ينسق الجانبان ويدعمان بعضهما البعض في المنتديات البرلمانية الإقليمية والدولية، مما يساهم في تعميق وتعزيز الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة، وبناء مجتمع المستقبل المشترك بين فيتنام والصين ذي الأهمية الاستراتيجية، ودفع العلاقة بين الحزبين والبلدين إلى مرحلة جديدة، والعمل معًا لتطويرها بشكل صحي ومستقر وطويل الأمد، والمساهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
رئيس الجمعية الوطنية فونغ دينه هوي يقوم بزيارة رسمية إلى الصين
فيتنام تقترح على الصين توسيع "ممرين وحزام واحد"
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)