لي هوين ترانج (29 عامًا، من كوانغ نينه ) حاضرة في متجر الأجهزة المنزلية الساعة السادسة صباحًا، وهي منشغلة بالتحضير للعمل ليوم جديد. بعد أن أصبح مظهرها أكثر جمالًا، لم تعد تشعر بالحرج عند مقابلة العملاء، بل أصبحت مستعدة للتواصل أمام حشد من الناس. ساهم هذا التغيير في مظهرها أيضًا في تغيير حياة ترانج بشكل إيجابي، حيث انتقلت من موظفة مستودع إلى وظيفة محاسبة.
وُلِدت ترانج سليمة كأي طفل آخر، ولكن في عمر شهرين، أُصيبت بسكتة دماغية. تطور المرض بسرعة، مُخلِّفًا وراءه شللًا في العصب القحفي السابع، وكان أحد جانبي وجه ترانج ملتويًا ومشوَّهًا.
تعاني ترانج من آثار شلل العصب الوجهي، إذ يبدو جانب واحد من وجهها ملتويًا ومشوّهًا. (الصورة: NVCC)
باع والدا ترانج جميع أراضيهما، وأخذا ابنتهما إلى مستشفيات عديدة "للتوسل" إلى الأطباء. أنفقا مبالغ طائلة، لكن المرض لم يتحسن. كادت إحدى عينيها أن تفقد البصر، والأخرى شللًا شديدًا، مما سبب لها صعوبات جمة.
بسبب مظهرها المختلف، كانت ترانج تُنبذ من جيرانها وأصدقائها، الذين كانوا ينعتونها ساخرين بـ"الحولاء والفم المعوج". وبسبب هذا العيب، لم تجرؤ ترانج على التقاط الصور منذ صغرها.
بعد تخرجها من المدرسة الثانوية، سمح لها والداها بدراسة الطب، ولكن بعد تخرجها، رُفضت في كل مرة تقدمت فيها بطلب وظيفة بسبب عيب خلقي في وجهها. عاجزة أمام مصيرها، تقدمت ترانج للعمل كموظفة مستودع في متجر للأجهزة المنزلية. ولزيادة دخلها، كانت الفتاة تعود إلى منزلها بعد العمل وتنشر منتجات الأجهزة المنزلية على مواقع التواصل الاجتماعي. وعندما يطلب أحدهم منتجًا، كانت تُحدد موعدًا لشحنه.
خضعت هوين ترانج لأربع عمليات جراحية لتصحيح عيبها، لكن النتائج لم تكن على قدر التوقعات. ازداد شعورها بالنقص، مما دفعها إلى اليأس وفكرت مرارًا في الاستسلام.
بمجرد أن تعرّفت الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي، علمت بالصدفة ببرنامج مجاني لجراحة التجميل للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. استجمعت ترانج كل شجاعتها، وملأت استمارة التسجيل على أمل أن تتاح لها فرصة الخضوع لجراحة لتغيير مظهرها، حتى تتمكن من رفع رأسها عالياً في كل مرة تأخذ فيها طفلها إلى المدرسة، وعندما يكبر، لن تشعر بالنقص لأن والدتها من ذوي الإعاقة.
بعد أيام من الانتظار، شعرت ترانج بالدهشة عندما تلقت إعلانًا بأنها من بين أفضل المرشحين للبرنامج. دُعيت إلى هانوي ليفحصها الأطباء ويقرروا تغيير مظهرها.
ظهرت هوين ترانج بمظهر جديد بعد الجراحة. (صورة: NVCC)
عند استقبال ترانج، قال أطباء المستشفى الذي أُجريت فيه الجراحة التجميلية إن هذا كان تحديًا كبيرًا للطاقم الطبي . فقد تسبب تلف الأعصاب في شلل وجهها في جانب واحد، كما تأثرت العضلات التي ترفع وتخفض عينيها وفمها، مما أدى إلى اختلال توازن وجهها.
بعد استشارة شاملة، قرر الطبيب تطبيق طريقة نقل رفرف اللفافة الصدغية لتصحيح آثار شلل العصب الوجهي. تُعد هذه التقنية معقدة وتتطلب مهارة عالية ودقة من الطبيب. واجهت عملية التنفيذ صعوبات عديدة، لا سيما الحفاظ على تدفق الدم إلى رفرف العضلات لضمان الوظيفة الحركية للوجه.
بعد الجراحة الأولى، تغيرت حالة ترانج بشكل إيجابي. أصبح وجهها أكثر توازناً، وأصبحت ابتسامتها طبيعية تدريجياً. بعد نجاح الجراحة، أجرى الطبيب عمليات تجميل الجفون، ورفع الأنف، وتنحيف الذقن، وحقن الدهون لتغيير مظهر ترانج.
بعد ستة أشهر من خضوعها لثلاث عمليات جراحية كبرى، تغيّر مظهر الفتاة تمامًا. في يوم عودتها إلى المنزل، بدت ترانج مشرقة وواثقة أمام أقاربها. قالت ترانج : "الآن أشعر بثقة أكبر بكثير. وجهي أصبح حريريًا، وأنفي أصبح رفيعًا، وعيناي واسعتان ومشرقتان، والأهم من ذلك، أنني أستطيع الابتسام بثقة، وهو ما كنت أتمناه" .
شلل بيل، المعروف أيضًا بشلل الوجه، هو حالة فقدان كامل أو جزئي لحركة عضلات نصف الوجه، نتيجة تلف الأعصاب. تشمل أعراضه اعوجاج الفم، وعدم القدرة على تجعيد الجبهة، وعدم القدرة على إغلاق العينين تمامًا، وانحناء الطيات الأنفية الشفوية، وانحناء الابتسامة، وصعوبة المضغ والكلام. بالإضافة إلى تأثيره على وظائف الوجه، يؤثر شلل الوجه أيضًا على المظهر الجمالي والقدرة على التواصل والاندماج مع المجتمع.
[إعلان 2]
المصدر: https://vtcnews.vn/co-gai-mat-meo-lot-xac-sau-3-cuoc-dai-phau-ar907444.html
تعليق (0)