تظهر أبحاث جديدة عدد الخلايا في أجسام البالغين والأطفال، وتقيم العلاقة بين عدد الخلايا وحجمها.
خلايا عصبية تحت المجهر. الصورة: إد ريشكي/جيتي
الخلايا هي اللبنة الأساسية لكل نسيج وعضو في الجسم. يمتلك الذكر البالغ في المتوسط حوالي 36 تريليون خلية، وللأنثى البالغة 28 تريليون خلية، وللطفل البالغ من العمر عشر سنوات حوالي 17 تريليون خلية، وفقًا لدراسة جديدة تناولت حجم وعدد 400 نوع من الخلايا في 60 نسيجًا، بما في ذلك الخلايا المناعية والعضلية والعصبية. نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في 18 سبتمبر.
وقد قدر العلماء في السابق عددًا مماثلًا من الخلايا - ما بين 30 و37 تريليونًا - لدى الرجال البالغين، ولكن العلاقة بين حجم الخلايا وعددها لم تتم دراستها على نطاق الجسم بالكامل.
وقال إيان هاتون، المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث في معهد ماكس بلانك للرياضيات في العلوم في لايبزيج بألمانيا: "لقد فوجئنا بالعثور على علاقة عكسية متسقة إلى حد ما بين حجم الخلايا وعددها في جميع أنحاء جسم الإنسان".
وبالتالي، هناك توازن بين حجم الخلايا وعددها. فالخلايا الأكبر حجمًا تحتوي على عدد خلايا إجمالي أقل من الخلايا الأصغر حجمًا. هذا يعني أنه إذا جُمعت الخلايا حسب الحجم، فإن كل مجموعة تُساهم بكمية متساوية في إجمالي كتلة الجسم.
لكن الفريق أشار أيضًا إلى بعض القيود التي شابت الدراسة. على سبيل المثال، ركزت الدراسة على متوسط حجم الجسم للبالغين والأطفال. بلغ وزن الذكر البالغ القياسي في الدراسة 70 كجم، ووزن الأنثى البالغة 60 كجم، ووزن الطفل 32 كجم، وذلك استنادًا إلى الأرقام المرجعية الصادرة عن اللجنة الدولية للوقاية من الإشعاع (ICRP). ولا يعكس هذا الاختلاف الكبير في الحجم والوزن بين الأشخاص.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الفريق إلى احتمال وجود شكوك في البيانات. ففي كثير من الحالات، اضطروا إلى الاعتماد على استنتاجات حول حجم الخلايا باستخدام المجاهر وقياسات غير مباشرة أخرى بدلاً من القياسات المباشرة. كما قدروا إجمالي عدد الخلايا لدى النساء البالغات والأطفال بناءً على دراسات أُجريت بشكل أساسي على الرجال البالغين، وفقًا لإريك غالبريث، عضو الفريق والأستاذ في جامعة ماكجيل في كندا. وأضاف: "للأسف، لا تزال المعلومات المتوفرة عن الرجال أكثر منها عن النساء أو الأطفال".
قال هاتون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لسد هذه الثغرات. لكنه أضاف أن الدراسة الجديدة تُسهم في تسليط الضوء على بعض الاختلافات في أعداد الخلايا التي لوحظت في دراسات سابقة، والتي قد تكون لها آثار صحية مهمة.
لعلّ الأهم هو تقديرنا لإجمالي عدد الخلايا الليمفاوية لدى البشر، والتي تلعب دورًا حيويًا في وظيفة المناعة. نُقدّر وجود تريليوني خلية ليمفاوية في جسم الإنسان، وهو رقم أعلى بأربع مرات من التقديرات السابقة. وقد يكون لهذا آثار مهمة على الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بالخلايا الليمفاوية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو سرطان الدم، كما قال هاتون.
ثو ثاو (وفقًا لموقع لايف ساينس )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)