(NLDO) - إن شراء الملح في بداية العام هو وسيلة لتذكير أفراد الأسرة بأهمية تقدير الحب والولاء والتضامن دائمًا لبناء أسرة سعيدة.
عندما كانت أزهار الخوخ والمشمش في أوج ازدهارها، كنت أرتدي ملابس جديدة للخروج في الربيع، وفجأة سمعت صوتًا واضحًا ينادي: "من يريد شراء الملح؟"
تذكرتُ فجأةً عاداتٍ جميلةً كانت سائدةً في ريف السهول المنخفضة الفقيرة. منذ القدم، لا أحد يعلم متى بدأت، كل ما نعرفه هو أن جيل أجدادنا وآبائنا توارثوا المثل القائل: "اشترِ الملح في بداية العام".
يتصرف العديد من بائعي الملح بطريقة إبداعية، فيضعون الملح في مظاريف أموال الحظ والأكياس الحمراء ليرمزوا إلى الحظ.
عادة "شراء الملح في بداية العام"
يقول المزارعون إن طعم الملح الغني يجلب الحظ لأصحاب المنازل. ولذلك، جرت العادة منذ أجيال على شراء الملح في بداية العام تعبيرًا عن التمني بعام سعيد وهادئ.
ظننتُ أنها عادةٌ شمالية، لكن مع احتفالي بعيد تيت في الجنوب، أدركتُ أن العادات الطيبة تبقى مع مرور الزمن، وستبقى في كل مكان. أينما وُجد العرض، وُجد الطلب. في أول أيام العام الجديد، ينشر بائعو الملح بوجوههم المشرقة، كرسل الربيع، القيم والمفاهيم والعادات الطيبة.
يدرك الجميع قيمة الملح الأبيض النقي، فهو معدن أساسي لا غنى عنه في العمليات الكيميائية الحيوية للإنسان، من خلال إضفاء نكهة مميزة على الطعام اليومي. يُضفي الملح نكهةً غنيةً على الوجبات. ولطالما كان الملح رمزًا للترابط العاطفي في الأسرة، وقد ترسخت جذوره في وجدان البشر عبر الأجيال.
أتذكر عندما كنت أعيش مع والديّ في مسقط رأسي، كنت أتساءل في كل مرة لماذا تضطر أمي لشراء الملح في بداية العام؟ كانت أمي، المزارعة النزيهة والبسيطة، تجيب بناءً على تجربتها: ربما لأننا كنا فقراء في الماضي، فكان شراء الملح وسيلةً للأجداد والآباء لتذكير أبنائهم وأحفادهم بالاقتصاد والتوفير.
لكن أبي ابتسم وقال: يتبلور الملح بين الشمس والرياح ومياه البحر، وبفضل جهد عمال الملح الشاق، ليحصل على حبيبات ملح بيضاء نقية. لذا، يُعدّ الملح أيضًا رمزًا للمشاعر الطيبة، ودفء العلاقات، والحب بين الزوجين، والأبناء. شراء الملح في بداية العام هو وسيلة لتذكير أفراد الأسرة بأهمية الحب والاحترام والتضامن لبناء أسرة سعيدة.
أحمل في يدي كيسًا من الملح، حبيبات الملح البيضاء النقية، أحمل في قلبي العديد من الأمنيات للبداية.
في الماضي، كانت بائعات الملح يحملن سلة مليئة بالملح. وعندما يشتريه أحد، كن يسكبنه ولا يتركنه جانبًا، آملين أن يزدهر عمله. لكن مع مرور الوقت، أصبحت حياة الناس أكثر عصرية، ولم يعد بائعو الملح مضطرين لحمله إلى الأزقة الضيقة المتعرجة. كانوا فقط يقفون في أماكن تعج بالزوار والمسافرين في بداية العام. كما كان العديد من بائعي الملح مبدعين، حيث وضعوا الملح في أظرف نقود وأكياس حمراء رمزًا للحظ.
شاركني بائع الملح مبتسمًا تحت شمس الصباح: "بيع الملح سهلٌ جدًا، البائع لا يساوم، والمشتري لا يساوم ولا يساوم خوفًا من خسارة الحظ. كل من يحلم بالحظ، ويجلب له حظًا سعيدًا في الربيع، يشعر بالبهجة والسرور. لذا، بالنسبة لي، بيع الملح في بداية العام سهلٌ جدًا ويجلب الكثير من البهجة."
أحمل كيس الملح في يدي، حبيباته البيضاء النقية، فيحمل قلبي أمنياتٍ كثيرة لبداية جديدة. بالنسبة لي، يُعبّر جرة الملح عن أمنيتي بحياةٍ رغيدة، تجذب الثروة، وتُنقّي مساحة المعيشة، وتمنع الطاقة السلبية.
تحتوي عادة "شراء الملح في بداية العام" على قيمة إنسانية أراد أسلافنا أن ينقلوها من خلال طريقة سلوك راقية وغنية ثقافياً، تعزز دائماً النقاء والأناقة والمودة في العلاقات الأسرية والاجتماعية، بل وأكثر من ذلك، حب الوطن والبلاد.
بالنسبة لي، شراء الملح في بداية العام لا يعني فقط الدعاء من أجل الحظ السعيد، بل أريد أيضًا الاستمرار في الحفاظ على العادات الجيدة التي تركها لنا أسلافنا اليوم وغدًا...
[إعلان 2]
المصدر: https://nld.com.vn/dau-nam-mua-muoi-196250129100400533.htm
تعليق (0)