هذه خطوة أولى مهمة في عملية بناء صورة موحدة وحديثة ومتميزة لفيتنام، قادرة على الانتشار بقوة على الساحة الدولية. وفي ظل العولمة العميقة والتنافس على الصورة الوطنية، يُعدّ الإعلان المبكر عن هذه الاستراتيجية وتطبيقها مطلبًا موضوعيًا وملحًا.
في الواقع، ورغم وجود العديد من البرامج، لا يزال تعزيز صورة فيتنام خارجيًا غير واضح المعالم على الصعيد العالمي. ووفقًا لإحصاءات المسودة، قيّم تصنيف "براند فاينانس" لعام 2024 قيمة العلامة التجارية الوطنية لفيتنام بـ 507 مليارات دولار أمريكي، لتحتل المرتبة 32 من بين 193 دولة. في الوقت نفسه، ووفقًا لتقييم "فيوتشر براند"، احتلت الصورة الوطنية لفيتنام عام 2020 المرتبة 66 فقط من بين 75 دولة شملها الاستطلاع. وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، احتلت فيتنام المرتبة 15 من بين 18 دولة. تُعتبر هذه الأرقام متواضعة للغاية، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الإمكانات الفعلية لفيتنام ومستوى حضورها في وسائل الإعلام العالمية.
من الأسباب الرئيسية عدم امتلاك فيتنام استراتيجية اتصال شاملة، وافتقارها إلى توجه مشترك من حيث المحتوى وأساليب التنفيذ وتخصيص الموارد. ولا يزال العمل الترويجي يقتصر على تقديمات فردية ومتفرقة، ولا يستند إلى بحث معمق حول احتياجات الجمهور الدولي وتوقعاته وعادات استقباله. لذلك، ترتبط صورة فيتنام بشكل رئيسي بالسياحة والثقافة التقليدية، وتفتقر إلى قصص معمقة وملهمة تتماشى مع اتجاهات الاتصال العالمية.
الهدف العام المذكور في المسودة هو تعزيز المعلومات الإيجابية عن فيتنام في الداخل والخارج، بهدف تعزيز الاعتراف بالصورة الوطنية "المستقرة والمتطورة والمبتكرة والإبداعية والهوية الثقافية الغنية"، وبالتالي تعزيز مكانة فيتنام على الساحة الدولية.
الهدف العام المذكور في المسودة هو تعزيز المعلومات الإيجابية عن فيتنام محليًا ودوليًا، بهدف تعزيز الاعتراف بصورة فيتنام الوطنية كدولة "مستقرة، متطورة، مبتكرة، مبدعة، غنية بالهوية الثقافية"، وبالتالي تعزيز مكانة فيتنام على الساحة الدولية. هذه هوية يجب تنفيذها بطريقة موحدة من قبل الوزارات والفروع والمحليات، من أجل التغلب على التشرذم في التواصل بشأن الصورة الوطنية. ومع ذلك، وكما حلل بعض السفراء ومديري وسائل الإعلام، فإن العالم اليوم لا يقيّم الدولة من خلال مواردها الغنية أو تراثها أو هويتها فحسب، بل أيضًا من خلال قدرتها على العمل، وقدرتها على المساهمة في القيم المشتركة مثل السلام والتنمية المستدامة والإنسانية.
سيُبدي المجتمع الدولي اهتمامًا بما تُقدمه فيتنام للمساهمة في حل المشكلات العالمية بمثل هذه "الصفات" الفريدة. على سبيل المثال، بدلًا من اعتبار فن الدمى المائية إرثًا فنيًا تقليديًا، يُمكن دمجه كرمز للتماسك المجتمعي وحب السلام، بما يتماشى مع رغبة الرأي العام الدولي في بناء أمم مسؤولة وتشاركية وفاعلة لبناء مستقبل مشترك.
لذلك، يجب تطوير مسودة استراتيجية التواصل وتعزيز صورة فيتنام في الخارج مع تحول جذري في التفكير من الانغلاق إلى التكامل؛ ليس فقط من خلال التعبير عما نريد، بل أيضًا من خلال سرد قصص تهم العالم وتتفاعل معه. في الوقت الحالي، يُعد التواصل القائم على قيم عالمية كالسلام والإنسانية والتنمية المستدامة والابتكار، وغيرها، "لغة مشتركة" يسهل على المجتمع العالمي قبولها. يجب أن يبدأ بناء استراتيجية تواصل بمسح شامل لاحتياجات وأذواق وسياقات وخصائص ثقافية وعادات استقبال المعلومات في كل منطقة وكل فئة مستهدفة. بناءً على ذلك، يتم اختيار الرسائل المناسبة، وصياغة "قصة فيتنام" شاملة وملهمة ومتسقة من حيث أنظمة القيم وأنماط الحياة والروح الوطنية وتطلعات التنمية، باستخدام لغة حديثة ومتعددة الوسائط ومنصات متعددة.
مع تزايد مكانتها المرموقة، تواجه فيتنام فرصةً ذهبيةً لتأكيد صورتها كدولة عصرية، ودودة، غنية الهوية، ومسؤولة عالميًا. ولتعزيز الصورة الوطنية لتصبح "رأس الحربة" في استراتيجية بناء وتنفيذ السياسات الخارجية، كما فعلت دولٌ عديدة، تحتاج فيتنام إلى استراتيجية تواصل منهجية، تضع العالم في مركز الاهتمام، وفي الوقت نفسه تُلهم وتُغذي القيم الفيتنامية العميقة والحيوية، مما يُرسخ صورةً واضحةً وإيجابيةً لفيتنام في قلوب الأصدقاء الدوليين.
المصدر: https://nhandan.vn/dinh-hinh-hinh-anh-viet-nam-tren-truong-quoc-te-post898263.html
تعليق (0)