لقد صُدم المجتمع عندما قالت متحدثة مشهورة في مسابقة جمال أنها شخصية عملية، وبالتالي فهي... "لم تقرأ كتابًا واحدًا".
القراءة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل لديها القدرة على تطبيقها على نطاق واسع في العديد من مجالات الحياة. (صورة توضيحية) |
إن الحادثة المذكورة أعلاه تظهر مرة أخرى أن إحياء ثقافة القراءة لا يزال أمامه طريق طويل.
الوقوف على أكتاف العمالقة
قد تدفعنا هيمنة التكنولوجيا والوسائط الرقمية اليوم أحيانًا إلى العزوف عن القراءة. وهذا ليس بالأمر الصعب.
لكن إن اعتقدنا أن القراءة تُغرقنا في عالم الأحلام، بعيدًا عن الواقع، فهذا فهم خاطئ ومضرّ للغاية. لا ينبغي أن نفهم الكتب، وقيمتها، وفوائد قراءتها بهذه السطحية!
الكتب كنز المعرفة الإنسانية، فهي تُثري المعرفة في شتى مجالات الحياة. خوض تجربة الحياة بنفسك أمرٌ قيّم، لكن قراءة تجارب الآخرين والاستفادة منها لا تقل قيمةً. كما يُمكنك توفير الجهد واختصار الوقت بالاستفادة من استنتاجات الآخرين. ولذلك يُقال غالبًا: "الوقوف على أكتاف العظماء".
يدرك مُعتادو قراءة الكتب سريعًا أنها لا تُزودنا بالمعرفة والمعلومات فحسب، بل تُساعدنا أيضًا على تنمية التفكير النقدي ومهارات التحليل. حتى الكتب الصعبة التي تتطلب تفكيرًا شاملًا ومهارات نقاش عالية، مثل كتب الفلسفة، تُساعد القراء على فهم الحياة والمجتمع بشكل أفضل، مما يُنمّي نظرتهم الخاصة للحياة وقيمهم.
تُساعد المعرفة المُستمدة من الكتب القراء على توسيع مداركهم حول العالم الموضوعي وقضايا الحياة المُعقدة. لذا، فإن قراءة الكتب لا تُبعد القارئ عن الواقع، بل تُساعده على تعميق نظرته إليه. ولا تُشيد هذه الفائدة من قراءة الكتب نظريًا فحسب، بل ثَبُتَت عمليًا.
إمكانيات الكتب لا حدود لها.
القراءة ليست مجرد نشاط ترفيهي فحسب، بل لديها القدرة على تطبيقها على نطاق واسع في العديد من مجالات الحياة.
إذا كنا نشك في جدوى القراءة، فذلك لأننا لا نفهم عملية التحول بين النظرية والتطبيق، وهي رحلة طويلة عبر التراكم.
يُعرّف كل مؤلف محتوى الكتاب وأهدافه بشكل مختلف. لا يُرشد كل كتاب القارئ مباشرةً إلى حل مشكلة مُحددة بأسلوب مُيسّر.
يستهدف كل كتاب مستويات تعليمية مختلفة. ومن خلال ممارسة عادة القراءة مع مرور الوقت، وفقًا لكل مستوى قراءة، سيطور القراء مهارات عديدة، منها بناء استراتيجيات ومهارات فعّالة لحل المشكلات، والتفكير الإبداعي. هذه المهارات تُمكّن الناس من إتقان جميع الظروف والمواقف التي قد تطرأ في الحياة.
من الواضح أن المعرفة المستقاة من الكتب لا تُسهم في تنمية شخصية كل شخص فحسب، بل تُعدّ أيضًا أداةً مهمةً في حل المشكلات واتخاذ القرارات. بعد قراءة الكتب، يُمكن للقراء، إلى حدٍّ ما، تطبيق ما اكتسبوه من معرفة عمليًا، مما يزيد من قيمة حياتهم اليومية.
إن الاعتقاد بأن قراءة الكتب تُبعدنا عن الواقع يعود إلى جهلنا بأهمية تحفيز الخيال الذي تُقدمه الكتب. وقد ركز التعليم، من القديم إلى الحديث، على تنمية الخيال في مراحل نمو الفرد. فمن خلال رعاية الخيال وتنميته، يكتسب الناس المزيد من الخبرة والمعرفة، مما يُمكّنهم من إدراك العالم، ويساهم في خلقه. إن مجتمع اليوم المتحضر والحديث هو ثمرة خيال الناس الدائم وإبداعهم. |
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/doc-sach-khien-xa-roi-thuc-te-286990.html
تعليق (0)