في ظلّ تناقص أعداد المجندين، أطلق الجيش التشيكي برنامجًا تجريبيًا لزيادة عددهم. وبينما يُصدر المدربون الأوامر، يشقّ عشرات الطلاب طريقهم بصعوبة وسط الأشجار الكثيفة، حاملين بنادقهم القتالية، ويتعلمون أوضاع الرماية الصحيحة.
مثل العديد من دول حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، فشلت جمهورية التشيك في تحقيق أهداف التجنيد لسنوات، وواجهت صعوبة في الحفاظ على مستويات القوات، مما ترك الوحدات العسكرية تعاني من نقص في الأفراد وغير قادرة على الاستعداد للقتال على الفور وسط الصراع بين روسيا وأوكرانيا على الحافة الشرقية لأوروبا.
تدريب عسكري تطوعي لتلاميذ المدارس في قاعدة هراديشت العسكرية بالقرب من قرية ألبيريس، جمهورية التشيك، 29 يوليو/تموز. الصورة: رويترز
قضى نحو 80 طالبًا من طلاب المدارس الثانوية في جمهورية التشيك جزءًا من إجازتهم الصيفية بالمشاركة في برنامج تدريب عسكري لمدة أربعة أسابيع، وتعلموا عن الحياة العسكرية في منطقة عسكرية مغلقة تقع على بعد 94 كيلومترًا غرب العاصمة براغ.
لكن الجنرال كاريل ريكا، القائد العام للقوات المسلحة التشيكية، وصف النظام الحالي بأنه غير مستدام. وقال إن البرنامج يُدار من قِبل اللواء الرابع للانتشار السريع، وهو وحدة عسكرية تعمل بنصف طاقتها فقط بسبب نقص الجنود.
نريد ردع أي عدو محتمل في المستقبل. إذا لم نفعل شيئًا حيال نقص القوى العاملة في الجيش، فلن نتمكن من حماية السلام وردع أي عدو محتمل، كما قال ريحكا.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن الجيش التشيكي، حققت البلاد في عام 2021 نسبة 56% من هدف التجنيد وارتفعت إلى 85% في عام 2022.
اتجهت الحكومة التشيكية إلى حملات التسويق الرقمي، وزادت مكافآت التجنيد، ودرست خيارات بما في ذلك خفض المتطلبات الطبية للجنود المحترفين والاحتياطيين والمجندين الجدد.
وليس جمهورية التشيك فقط، بل إن بلداناً في مختلف أنحاء أوروبا الشرقية تكافح من أجل تجنيد جنود جدد والاحتفاظ بالجنود ذوي الخبرة في منطقة الحدود المشتركة بين أوكرانيا وبولندا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا.
وفي بولندا، يقول مسؤولون حكوميون وعسكريون إنهم يحققون أهداف التجنيد ويخططون لزيادة حدود التجنيد، لكن المنتقدين يتساءلون عما إذا كان هدف بناء جيش قوامه 300 ألف جندي واقعيا.
وتسعى الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية أيضًا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى ما يقرب من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وأطلقت مؤخرًا حملة تجنيد تسمى "عطلة مع الجيش"، والتي تقدم للمواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا تدريبًا عسكريًا أساسيًا لمدة 28 يومًا.
لكن بيانات وزارة الدفاع البولندية تظهر أنه في حين أن عدد المجندين الجدد يرتفع وفقًا لأحدث الأرقام المتاحة، فإن ما يصل إلى 9000 جندي محترف سيغادرون الجيش بحلول عام 2023.
كما أطلق الجيش المجري حملة إعلامية باستخدام لوحات إعلانية ومسلسل تلفزيوني عسكري من المقرر بثه في أواخر عام 2024 لتجنيد جنود جدد.
في هذه الأثناء، بدأت الحكومة في رومانيا حملة تجنيد بعد أن أظهرت بيانات حديثة من وزارة الدفاع في البلاد أن 43% من وظائف الضباط كانت شاغرة، إلى جانب 23% من وظائف الجنود والرتب المهنية الأخرى.
تواجه دول غرب أوروبا الأعضاء في حلف الناتو تحديات مماثلة. في يوليو/تموز، أفادت وكالة رويترز أن الناتو سيحتاج إلى ما بين 35 و50 لواءً إضافيًا لتنفيذ خططه الجديدة بالكامل للدفاع ضد أي هجوم على أراضي الحلف.
هواي فونج (بحسب رويترز)
تعليق (0)