شهدت دبي نقطة تحول في قطاع النقل عندما أجرت سيارة أجرة طائرة كهربائية بالكامل أول رحلة تجريبية لها في الصحراء. بتنسيق من هيئة الطرق والمواصلات وشركة جوبي للطيران الأمريكية، أكملت الطائرة الكهربائية (eVTOL) - وهي طائرة إقلاع وهبوط عمودي - اختبارها الفني بنتائج مستقرة وواعدة.
بخلاف الطائرات التقليدية، يتميز تاكسي جوبي الطائر بتصميم ثابت الجناح وستة دوارات كهربائية مستقلة. عند الإقلاع، تتجه هذه الدوارات عموديًا لتوليد قوة الرفع. وعند الوصول إلى ارتفاع ثابت، يتكيف النظام تلقائيًا مع وضع الطيران الأفقي لتحسين الأداء وتوفير الطاقة. بفضل ذلك، لا تحتاج المركبة إلى مدرج، ويمكنها العمل بمرونة في قلب المدينة.

من حيث الأداء، يصل هذا التاكسي الطائر إلى سرعة قصوى تبلغ 320 كم/ساعة، ويمكنه الطيران بشكل متواصل لمسافة 160 كم بشحنة واحدة. البطارية المستخدمة هي من نوع ليثيوم أيون عالي الكثافة، متوافقة مع تقنية الشحن السريع في المحطات المتخصصة - المعروفة أيضًا باسم الموانئ العمودية - والتي تستثمر فيها دبي بشكل متزامن.
حاكى الاختبار رحلة من مطار دبي الدولي إلى جزر نخلة جميرا الاصطناعية، مسافة 35 كيلومترًا، في 12 دقيقة فقط بالطائرة. وفي ظل ظروف مرورية عادية، قد يستغرق هذا المسار ما بين 45 و60 دقيقة.
لا تقتصر سرعة سيارات الأجرة الطائرة على كونها سريعة فحسب، بل تحظى أيضًا بتقدير كبير لملاءمتها للبيئة. مستوى ضجيجها أقل من 65 ديسيبل - أي أقل من صوت المكنسة الكهربائية، وأكثر راحةً من محرك المروحية. يساعد هيكلها متعدد الدوارات على توزيع قوة الرفع، وتقليل الاهتزاز، وتحقيق الاستقرار في ظروف الطقس المتغيرة، وخاصةً في المناطق ذات الرياح العاتية.
ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أيضًا نظام التحكم المُدمج مع الذكاء الاصطناعي. لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على مراقبة حالة التشغيل آنيًا - من السرعة والارتفاع واتجاه الرياح إلى مستوى البطارية - بل يُمكنه أيضًا التعامل مع حالات الطوارئ وإيجاد خطة هبوط آمنة في الحالات الخاصة.
تسارع دبي لاستكمال محطات الهبوط العمودي في أربعة مواقع رئيسية، تشمل المطار الدولي، والمركز المالي، ونخلة جميرا، ومرسى دبي. ستضم كل محطة منصة هبوط، ومنطقة انتظار، ونظام شحن، ومركز تحكم آلي في الطيران متصل مباشرةً بنظام الملاحة الجوية في المناطق الحضرية.
على الصعيد التنظيمي، تعمل المدينة على تطوير معايير تشغيل خاصة بها للطائرات بدون طيار وشبه ذاتية القيادة. ويهدف ذلك إلى ضمان تشغيل سيارات الأجرة الطائرة بأمان واندماجها بسلاسة في شبكة النقل الحالية.
يُعتبر الطقس الجاف، وانخفاض الغيوم، ووضوح الرؤية، ظروفًا مثالية لاختبار ونشر طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية في دبي. وإلى جانب تخفيف العبء على نظام النقل البري، تأمل المدينة أيضًا أن تُسهم هذه التقنية الجديدة بشكل كبير في خفض انبعاثات قطاع النقل، الذي يُعدّ أحد أكبر مصادر الانبعاثات حاليًا.
وبحسب الخطة، سيتم تسويق خدمة التاكسي الطائر رسميًا في عام 2026. وستستهدف المرحلة الأولى العملاء رفيعي المستوى، قبل توسيع النطاق وتعديل الأسعار لخدمة عامة الناس.
لا يُقرّب هذا الاختبار الناجح دبي من هدفها المتمثل في استخدام ٢٥٪ من المركبات ذاتية القيادة في المدن بحلول عام ٢٠٣٠ فحسب، بل يُسهم أيضًا في رسم ملامح مستقبل النقل الحضري، حيث ستحل الرحلات الجوية القصيرة تدريجيًا محل الرحلات المزدحمة على الأرض. وفي إطار هذه الرؤية، يُعدّ eVTOL اسمًا لامعًا يُمهّد الطريق لفصل جديد في صناعة النقل العالمية .
المصدر: https://khoahocdoisong.vn/dubai-bay-thu-taxi-dien-mo-duong-cho-giao-thong-tren-khong-post1551937.html
تعليق (0)