يعد الجلوكوما السبب الرئيسي للعمى غير القابل للعلاج بسبب طبيعته الخطيرة وتطوراته المعقدة.
الجلوكوما، المعروف أيضًا باسم الجلوكوما أو إعتام عدسة العين، هو مجموعة من الأمراض التي يرتفع فيها ضغط العين بشكل يفوق القدرة على التحمل، مما يسبب اكتئاب القرص البصري وضموره وتلفًا لا رجعة فيه في مجال الرؤية. يُصاب العديد من المرضى بالعمى في إحدى العينين بسبب الجلوكوما دون علمهم، لذا يُطلق على هذا المرض اسم "سارق البصر الصامت".
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعدّ الجلوكوما ثاني أهم سبب للعمى بعد إعتام عدسة العين. وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 80 مليون شخص مصاب بالجلوكوما في العالم حاليًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 112 مليونًا بحلول عام 2040.
في الدول المتقدمة، لا يعلم حوالي 50% من المصابين بالجلوكوما بإصابتهم بالمرض ولا يذهبون إلى الطبيب. أما في الدول النامية، فقد تصل هذه النسبة إلى 90%. على سبيل المثال، ذهبت امرأة تبلغ من العمر 67 عامًا في تاي بينه إلى مستشفى هانوي للعيون عالي التقنية (هايتيك) لإجراء فحص شامل للجلوكوما، لكنها لم تكن تعلم بذلك.
قبل عام، شعرت المريضة بألم خفيف في عينها اليسرى، وامتد الألم إلى رأسها وحول عينها. ذهبت إلى مستشفى المنطقة للفحص، وعولجت من التهاب الجيوب الأنفية بالمضادات الحيوية ومسكنات الألم. بعد بضعة أيام، شعرت بعدم راحة في عينيها، فاشترت مضادات حيوية لتتناولها مرة أخرى. مؤخرًا، كانت عيناها حمراء ومؤلمة، وغائمة كالضباب أمام عينيها. عندما ذهبت إلى المستشفى، شُخِّصت حالتها بالتهاب الملتحمة (العين الوردية)، لكن العلاج لم يُجدِ نفعًا.
الدكتور سانه (يسار) يُجري جراحة عين لمريض. الصورة: مُقدّمة من المستشفى.
عند استلام الحالة، فحص الدكتور نجوين فان سان، مدير مستشفى هايتك، كلتا العينين وشخّص إصابتهما بجلوكوما انسداد الزاوية المزمنة. ورغم أن الرؤية لم تتأثر كثيرًا، إلا أن العصب البصري والمجال البصري تضررا بشدة.
يعاني العديد من مرضى الجلوكوما من ألم شديد في العينين، ينتشر إلى نصف الرأس، ويصاحبه فقدان مفاجئ للرؤية، مما يدفع المريض إلى زيارة الطبيب للكشف المبكر. مع ذلك، لم تعاني هذه المريضة إلا من ألم خفيف، ينتشر إلى المنطقة المحيطة بالعينين، ولم يتراجع بصرها كثيرًا، لذلك لم تُشخّص، وتطور المرض ليصبح مزمنًا، كما قال الدكتور سان، معتبرًا هذه الحالة حالة خاصة.
في هذه الحالة، يحتاج المريض إلى تدخل فوري. تحديدًا، العين اليسرى أكثر خطورة وتحتاج إلى جراحة، بينما تحتاج العين اليمنى أيضًا إلى علاج بالليزر للحفاظ على وظيفة البصر المتبقية.
للجلوكوما الأولية نوعان: زرق مغلق الزاوية وزرق مفتوح الزاوية. يُعد زرق مغلق الزاوية أكثر شيوعًا لدى الآسيويين الذين تبلغ أعمارهم 35 عامًا فأكثر، نظرًا لصغر حجم مقلة العين مقارنةً بالأوروبيين. كلما تقدم العمر، زادت احتمالية الإصابة بالجلوكوما؛ وتصيب النساء أكثر من الرجال، وخاصةً في سن اليأس، حيث يكون معدل الإصابة لدى النساء أعلى بأربع مرات منه لدى الرجال.
الأشخاص الذين يعانون من صغر حجم مقلة العين، وطول نظر شديد، وصغر حجم القرنية، وضحالة الغرف الأمامية، والحساسية العاطفية، والقلق، هم أكثر عرضة للإصابة بزرق انسداد الزاوية. إذا أصيب أحد أفراد العائلة بنوبة زرق حادة، فإن بقية أفراد العائلة معرضون لخطر كبير. إن توعية أقارب المريض وإجراء فحوصات دورية للعينين سيساعد في التشخيص المبكر والوقاية الفعالة.
يُعدّ الجلوكوما مفتوح الزاوية أكثر شيوعًا لدى الأشخاص البيض، ومن تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، والمصابين بقصر النظر. كلما تقدّم العمر، ازداد الخطر. ويزداد احتمال إصابة أقارب المريض بالدم بهذا المرض بمقدار 5-6 مرات.
غالبًا ما يبدأ زرق انسداد الزاوية الأولي فجأةً في المساء، أو عندما يعمل المريض بوضعية منحني، أو بعد صدمة نفسية. يشعر المريض بألم شديد في العين، ينتشر إلى جانب الرأس نفسه، ويرى هالات زرقاء وحمراء كقوس قزح عند النظر إلى الأضواء. قد يشعر المريض بالغثيان أو القيء، واحمرار العينين، وتشوش الرؤية: قد يكون مجرد ضبابية خفيفة كما لو كان ينظر عبر الضباب، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض حاد في الرؤية لدرجة عد الأصابع أو رؤية ظل اليد.
في المقابل، غالبًا ما يظهر الجلوكوما مفتوح الزاوية الأولي بصمت، ويتطور ببطء على مدى فترة طويلة. لا يشعر معظم المرضى بألم في العين، بينما يشعر بعض الحالات بإجهاد طفيف في العين أو عدم وضوح في الرؤية، كما لو كان ضبابًا، ثم يزول من تلقاء نفسه. غالبًا ما تكون هذه الأعراض غير واضحة، لذا لا ينتبه إليها إلا القليل من الناس.
طبيب يفحص مريضًا مصابًا بالجلوكوما. الصورة: مقدمة من المستشفى.
يوصي الدكتور سانه بإجراء فحوصات دورية للعين، حتى في حال عدم وجود أعراض غير عادية، للكشف المبكر عن الجلوكوما وعلاجها، وتجنب خطر العمى. تحديدًا: قبل سن الأربعين: فحص واحد كل سنتين إلى أربع سنوات؛ من سن الأربعين إلى الستين: فحص واحد كل سنتين؛ بعد سن الستين: فحص واحد كل سنتين.
في حالة مرض انسداد الزاوية، حتى بعد اكتشافه وإجراء عملية جراحية له، لا يزال المرضى بحاجة إلى اتباع نظام مراقبة منتظم بدقة: فحص العين، وقياس ضغط العين كل 3 أشهر خلال السنة الأولى، ثم كل 6 أشهر - سنة واحدة.
بالنسبة لمرضى الجلوكوما مفتوح الزاوية الذين يعالجون بقطرات العين، على الرغم من تعديل ضغط العين، فإنهم ما زالوا بحاجة إلى إجراء فحوصات دورية وفحوصات ضغط العين: كل شهرين، فحص المجال البصري وإعادة فحص قاع العين: كل 3-6 أشهر حتى يتمكن الأطباء من تعديل الدواء للمساعدة في السيطرة على ضغط العين عند مستوى آمن.
استجابةً لأسبوع الجلوكوما العالمي ، من 12 إلى 17 مارس، يقدم المستشفى فحوصات عيون مجانية للمرضى وأفراد عائلاتهم الذين لديهم تاريخ من الجلوكوما.
لي نغا
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)