المستثمرون الأجانب يبيعون الأسهم بشكل مستمر: هل هذا مثير للقلق؟

بعد أن انخرط السيد خانه مينه (المقيم في المنطقة العاشرة بمدينة هو تشي منه) في سوق الأسهم لأكثر من ثلاث سنوات، فإنه غالبًا ما يختار الأسهم ذات الأسس الجيدة للاحتفاظ بها على المدى الطويل. ومن معايير الاستثمار التي يعتمد عليها مراقبة تحركات المستثمرين الأجانب. وتساءل قائلًا: "بعد أن رأيتُ المستثمرين الأجانب يبيعون صافي استثماراتهم منذ بداية العام، أشعر بالقلق أيضًا لأن قائمة الأسهم جميعها تابعة لشركات كبيرة ذات نتائج أعمال جيدة".

الضغط على مؤشر VN

تشير الإحصاءات إلى أنه في النصف الأول من عام 2024، باع المستثمرون الأجانب أسهمًا صافية تجاوزت قيمتها ملياري دولار أمريكي (أكثر من 50,000 مليار دونج فيتنامي) في سوق الأسهم الفيتنامية. وفي أسبوع التداول الأخير وحده (من 8 إلى 12 يوليو)، واصلت هذه المجموعة بيع أسهم صافية بقيمة تقارب 4,500 مليار دونج فيتنامي، حيث انصبّ التركيز على سهم FPT بقيمة بيع صافية بلغت 1,334 مليار دونج فيتنامي. يليهما سهما MWG وVHM، بمبيعات بلغت 551 مليار دونج فيتنامي و467 مليار دونج فيتنامي على التوالي.

يعتقد الخبراء أن ضغط البيع الصافي للمستثمرين الأجانب خلال الفترة الماضية يُمثل أحد أكبر العوائق التي حالت دون تجاوز مؤشر فيتنام مستوى 1300 نقطة. وصرح السيد نجوين كوانغ هونغ، كبير الاقتصاديين في شركة دراغون كابيتال لإدارة الصناديق، بأن هناك العديد من الأسباب التي دفعت المستثمرين الأجانب إلى خفض حصتهم في سوق الأسهم الفيتنامية.

أثر عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي العالمي، بالإضافة إلى المخاوف بشأن السياسات النقدية للقوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، بشدة على تدفقات الاستثمار الأجنبي، مما زاد من ضغوط البيع الصافي على الأسهم. علاوة على ذلك، حقق مؤشر VN منذ بداية العام أداءً تجاوز 16%، ليُصنف ضمن أفضل 5 مؤشرات أداءً في آسيا.

من المفهوم والمنطقي أن يجني المستثمرون الأجانب أرباحًا للحفاظ عليها. ويتضح جليًا أنه من بين صافي مبيعات بقيمة ملياري دولار أمريكي تقريبًا، ركز ما يقرب من 20% منها على أسهم النمو القوية مثل FPT وصندوق Diamond ETF، وفقًا لما ذكره السيد هونغ.

يؤثر البيع الصافي المستمر للأسهم من قِبل المستثمرين الأجانب على معنويات المستثمرين المحليين ونمو سوق الأسهم الفيتنامية. الصورة: هوانغ تريو

وفقًا للسيد دينه دوك مينه، مدير الاستثمار في صندوق فيناكابيتال للاستثمار، فإن ارتفاع أسعار أسهم الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات قد جذب جزئيًا رؤوس الأموال الأجنبية إلى الولايات المتحدة. إضافةً إلى ذلك، تدفقت الأموال أيضًا إلى أسواق الأسهم في تايوان (الصين) وكوريا الجنوبية، وهما مكانان يزخران بفرص استثمارية واعدة في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. ولا يقتصر بيع الأسهم الصافي للمستثمرين الأجانب على فيتنام فحسب، بل يشمل أيضًا معظم الأسواق الناشئة الأخرى.

أصبح الاستثمار في الأسواق الناشئة أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، بينما تواصل الأسهم الأمريكية تحقيق مكاسب باهرة. ويتجلى ذلك في حل صندوق Ishares Frontier and Select EM ETF، وتصفية أكثر من 100 مليون دولار أمريكي من الأسهم الفيتنامية في يونيو.

المستثمرون المحليون "يزنون كل شيء"

وقال خبراء شركة دراجون كابيتال إن عمليات البيع الصافية للأسهم من قبل المستثمرين الأجانب تشكل ضغوطا على مؤشر VN.

مع ذلك، استوعب المستثمرون المحليون كمية الأسهم الأجنبية المباعة، دون أن يؤثر ذلك على زخم نمو السوق بشكل كبير. في الواقع، في بعض جلسات التداول، عندما سحب المستثمرون الأجانب رؤوس أموالهم أكثر من المعتاد، شهد السوق تقلبات حادة، ثم توقف الانخفاض، وسرعان ما استعادت أسعار الأسهم والمؤشرات توازنها وعادت إلى الارتفاع.

علق السيد فان دونغ خانه، مدير الاستشارات الاستثمارية في شركة مايبانك للأوراق المالية، قائلاً إن تصرفات المستثمرين الأجانب لم يكن لها تأثير كبير على سوق الأسهم الفيتنامية، ويعود ذلك أساسًا إلى عامل نفسي. في الفترة 2010-2019، شكلت معاملات المستثمرين الأجانب 20% من إجمالي السوق، لكنها الآن أقل من 10%، لذا فإن التأثير ليس قويًا جدًا. ويشكل المستثمرون الأفراد حاليًا نسبة كبيرة من السوق، لذا فإن ضغط البيع الصافي للمستثمرين الأجانب "متوازن" مع ضغط المستثمرين المحليين.

وفقًا للخبراء، من الصعب التنبؤ بدقة بموعد توقف المستثمرين الأجانب عن بيع الأسهم. ومع ذلك، قد يخف هذا الضغط عندما يُشير مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة أو تتضح احتمالات رفع مستوى سوق الأسهم الفيتنامية.

فيما يتعلق بآفاق ترقية سوق الأسهم الفيتنامية، قال السيد نجوين كوانغ هونغ إنه إذا تمكنا من معالجة مسألة التمويل المسبق للمستثمرين الأجانب واستوفينا معايير الترقية بحلول عام 2025 كما هو محدد، فسيعيد المستثمرون الأجانب النظر في الأمر بالتأكيد. المهم هو تعافي الاقتصاد وأرباح الشركات المدرجة، وسيتمتع السوق بتقييم أكثر جاذبية بنهاية العام. هذا هو الوقت المناسب للاستثمار طويل الأجل في السوق الفيتنامية.

تُشكّل محفظة الأسهم التي تراقبها شركة فينا كابيتال حوالي 90% من القيمة السوقية. ومن المتوقع أن يصل نمو الأرباح السنوية الإجمالية لهذه الشركات إلى حوالي 20%. ورغم أن سوق الأسهم لا يزال يتأثر بأسعار الصرف وأسعار الفائدة، إلا أن هذا الضغط سينخفض ​​في الفترة المقبلة، وفقًا للسيد دينه دوك مينه.

وفقًا لتقرير استراتيجية الاقتصاد الكلي لشهر يوليو 2024، أفادت شركة SSI للأوراق المالية (SSI Research) أنه في الربع الثاني، زاد المستثمرون الأجانب من صافي البيع على نطاق واسع، مما رفع إجمالي قيمة السحب الصافي في النصف الأول من العام إلى ما يقرب من 47000 مليار دونج - أي أكثر من ضعف قيمة البيع الصافي في عام 2023. بما في ذلك المعاملات المتفاوض عليها، تجاوزت قيمة السحب الصافي 52000 مليار دونج (أكثر من 2 مليار دولار أمريكي).

في الربع الثاني من عام ٢٠٢٤، ركز المستثمرون الأجانب على البيع الصافي لأسهم البنوك، والعقارات السكنية، والأغذية والمشروبات، والخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات. بينما شهدت أسهم التجزئة، وقطع غيار السيارات، والعقارات الصناعية عمليات شراء صافية.

"حاليًا، تبلغ مساهمة المستثمرين الأجانب في إجمالي قيمة الصفقات حوالي 9.6%. في الوقت نفسه، لا يزال المستثمرون الأفراد المحليون يتداولون بنشاط في ظل انخفاض أسعار الفائدة على الودائع وامتصاص جيد للتدفقات الأجنبية" - تحليل خبراء SSI للأبحاث.

المصدر: https://nld.com.vn/khoi-ngoai-miet-mai-ban-rong-co-phieu-dang-lo-19624071420342571.htm