وبينما تتجمع الدول لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين بشأن تغير المناخ في الإمارات العربية المتحدة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، فإن مسألة الدور المستقبلي لخفض انبعاثات الكربون في عالم صديق للمناخ سوف تصبح موضع تركيز.
الطريقة الأكثر شيوعًا هي تركيز الهواء من مصدر مثل مدخنة صناعية. ومن هناك، يُنقل الكربون مباشرةً إلى موقع تخزين دائم تحت الأرض. ومن ثم، يمكن استخدام انبعاثات الكربون لأغراض صناعية أخرى باستخدام بدائل مناسبة. هناك نوعان من البدائل: "احتجاز الكربون وتخزينه" (CCS) و"احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه" (CCUS).
وفقًا للإحصاءات، يوجد حاليًا 42 مشروعًا تجاريًا لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS) واحتجاز الكربون وتخزينه (CCUS) قيد التشغيل حول العالم، بطاقة استيعابية تبلغ 49 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. ولا تُلبّي هذه المشاريع سوى حوالي 0.13% من إجمالي الانبعاثات السنوية البالغة حوالي 37 مليار طن. ويستخدم حوالي 30 مشروعًا من هذه المشاريع الكربون لإعادة تدوير النفط (EOR).
هناك شكل آخر لالتقاط الكربون وهو التقاط الهواء المباشر (DAC)، حيث يتم التقاط انبعاثات الكربون من الهواء.
وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، هناك حاليًا حوالي 130 منشأةً مُخططًا لإنشائها في مجال الطاقة الشمسية. ومع ذلك، لا يعمل منها سوى 27 منشأة. ولا تتجاوز انبعاثات الكربون الناتجة عن ذلك 10,000 طن سنويًا.
وفي أغسطس/آب، أعلنت الولايات المتحدة عن تمويل بقيمة 1.2 مليار دولار لمركزين لالتقاط الكربون في ولايتي تكساس ولويزيانا، واللذين سيقومان بامتصاص مليوني طن من الكربون سنويا، على الرغم من أن القرارات الاستثمارية النهائية للمشاريع لم تتخذ بعد.
إن إحدى العوائق أمام النشر السريع لتكنولوجيا احتجاز الكربون هي التكلفة.
تتراوح تكاليف التقاط الكربون وتخزينه بين 15 و120 دولارًا أمريكيًا للطن الواحد من الكربون، حسب مصدر الانبعاثات. أما مشاريع التقاط الكربون وتخزينه، فهي أكثر تكلفة، حيث تتراوح بين 600 و1000 دولار أمريكي للطن.
تم إيقاف العديد من مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه في بلدان مثل النرويج وكندا لأسباب مالية.
طبّقت دول، منها الولايات المتحدة، دعمًا حكوميًا لمشاريع احتجاز الكربون. ويمنح قانون إزالة الكربون، الصادر عام ٢٠٢٢، خصمًا ضريبيًا قدره ٥٠ دولارًا أمريكيًا لكل طن من الكربون الناتج عن عمليات احتجاز الكربون وتخزينه، و٨٥ دولارًا أمريكيًا لكل طن من عمليات احتجاز الكربون وتخزينه، و١٨٠ دولارًا أمريكيًا لكل طن من انبعاثات الكربون الناتج عن عمليات احتجاز الكربون وتخزينه.
ورغم أن هذه الحوافز ذات مغزى، فإن الشركات قد تتكبد بعض التكاليف الإضافية لدفع المشاريع إلى الأمام، حسبما قال بنيامين لونجستريث، المدير العالمي لالتقاط الكربون في فريق عمل الهواء النظيف.
فشلت بعض مشاريع احتجاز الكربون وتخزينه في إثبات فعاليتها. على سبيل المثال، واجه مشروع بقيمة مليار دولار أمريكي لالتقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محطة فحم في تكساس مشاكل فنية، وأخفق مرارًا في تحقيق أهدافه. وتم إيقافه في عام ٢٠٢٠.
هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن أماكن تخزين انبعاثات الكربون قد تكون محدودة بسبب الطبيعة الجيولوجية. ووفقًا لمعهد احتجاز الكربون وتخزينه، فإن أفضل الأماكن لتخزين الكربون هي أمريكا الشمالية وشرق أفريقيا وبحر الشمال.
وهذا يعني أن نقله إلى مواقع التخزين قد يتطلب شبكات واسعة من الأنابيب، أو حتى أساطيل من السفن ــ وهو ما يفرض عقبات جديدة محتملة.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)