ارتبطت طفولتي ارتباطًا وثيقًا بلون أزهار البونسيانا الملكية. قالت أختي إن اللون الأحمر الزاهي للزهور هو لون المدرسة، لون الحب والشوق الذي لا ينساه كل من مرّ بسنوات الدراسة. عندما كانت أختي لا تزال ترتدي الزي التقليدي، وتركب دراجتها إلى بوابة المدرسة في الصباح الباكر، كنت أراها أحيانًا تلتقط بتلات البونسيانا الملكية المتساقطة وترتبها على شكل فراشة على ورقة بيضاء. كنت أعتقد أنها مضيعة للوقت، لكنني مررت أيضًا بأيام مماثلة.
عندما بدأت أشجار البونسيانا الملكية في الأعلى تتفتح بتلاتها الزاهية، شعرتُ بمشاعر لا توصف. لأنه كان أيضًا موسم الامتحانات، موسم الفراق. لا تزال البونسيانا الملكية تزدهر كعادة طبيعية، تُزين فناء المدرسة في الأيام الأخيرة من العام الدراسي القديم، كلونٍ يُودع الطلاب القدامى الذين غادروا المدرسة بذكريات لا تُنسى. في ظهيرة أحد الأيام، مر الحارس القديم ذو الشعر الأبيض والظهر المنحني بفناء المدرسة القديم، ولم يعد بإمكانه التعرف على الطالب المشاغب الذي تسلق السياج لتأخره. وقفتُ في ذهول تحت أشجار البونسيانا الملكية التي كانت هي الأخرى في أوج ازدهارها، وكان فناء المدرسة هادئًا من الضحك، لا يُسمع فيه سوى صوت زقزقة حشرات السيكادا على حفيف الأشجار. نظرت إلى الفصول الدراسية القديمة والجدران المكسوة بالطحالب، وسمعت فجأة صدى معلمتي القديمة تقرأ قصيدة في الصمت: "أريد أن أقول الكثير، أريد أن أبكي كثيرًا/ أود أن أغني البيت الأول عن المدرسة القديمة/ فصل دراسي بلون أخضر متدلي حزين/ ساحة المدرسة في الليل تتساقط منها ثمار شجرة البانيان الليلية..." (قصيدة للشاعر هوانغ نهوان كام).
الرسم التوضيحي: ترا ماي |
الأبيات التي نقشها جيلي في قلوبنا، حتى أنني كلما تذكرت مدرستي القديمة، تردد صدى تلك الأبيات في أذني، يتردد صداها في حنيني العميق. أسير في الممرات التي جُددت، متينة ولم تعد تنهار كما كانت من قبل، تحت جدار الورود البهي. كل ركن مألوف في الفناء، وكل جدار مغطى بالطحالب، يستحضر فيّ ذكريات لا تُنسى.
موسم البونسيانا الملكي في داخلي. لونه الأحمر الزاهي يشبه لون قلبٍ شغوف. لا أفهم السبب، لكن من المنطقي أن يقارن الناس زهور البونسيانا الملكية بزهرة الحياة الطلابية، وزهرة موسم الامتحانات، وموسم الفراق. في ذلك العام، عندما كنا نجلس تحت سقف المدرسة في الأيام الأخيرة من حياتنا الطلابية، ممزوجين بالفرح والحزن، تفتحت زهور البونسيانا الملكية الحمراء على الأغصان كإشارة لتهدئة قلوب الطلاب قبل لحظة الفراق. موسم البونسيانا الملكي العاطفي، آخر موسم بونسيانا ملكي في الحياة الطلابية، ومهما تكررت مواسم البونسيانا الملكية، فإنها لا تزال لا تثير نفس القدر من الحنين والحب الذي أثاره آخر موسم بونسيانا ملكي.
تردد صدى طبول المدرسة في مخيلتي، وفجأة رأيت نفسي أتجول في فناء المدرسة من آخر حصة حتى لم يبقَ سوى الطالب حاملاً ذكريات كثيرة في قلبه. لا أتذكر بوضوح ما قلته لأزهار البونسيانا الملكية آنذاك، ولكن بعد سنوات عديدة، كلما مررتُ بمدرستي القديمة عندما كانت أزهار البونسيانا الملكية في أوج ازدهارها، كان قلبي يخفق بشدة. في تلك اللحظة، قلتُ لنفسي: يا له من وقت! يا له من شباب! أرجو أن تحتفظوا لي بذكريات جميلة من أيام الدراسة القديمة...
المصدر: https://baodaklak.vn/van-hoa-du-lich-van-hoc-nghe-thuat/202506/mau-hoa-phuong-vi-51c016f/
تعليق (0)