دبلوماسية المكوك لرئيس الوزراء البريطاني

منذ توليه منصبه في أوائل يوليو/تموز، قام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بجولة في شركاء رئيسيين لتحسين العلاقات الثنائية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتصحيح "الفارق المرحلي".

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ونظيره الأيرلندي سيمون هاريس. (المصدر: PA)

مثّل حضور كير ستارمر في دبلن في 7 سبتمبر/أيلول أول زيارة لرئيس وزراء بريطاني إلى أيرلندا منذ خمس سنوات. وتُعدّ هذه الزيارة حدثًا تاريخيًا بارزًا، إذ تفتح آفاقًا لتحسين العلاقات بين لندن ودبلن، التي شهدت توتّرًا في السنوات الأخيرة.

خلال محادثاته مع نظيره سيمون هاريس، تعهد رئيس الوزراء كير ستارمر بإعادة بناء العلاقات مع دبلن. وأكد رئيس الوزراء أن إمكانات التعاون بين البلدين لا تزال واعدة، واقترح تحديد مسارات محددة لتحسين العلاقات بشكل مشترك. ويأمل الزعيم البريطاني أن يترابط البلدان من خلال قيم السلام والازدهار والاحترام المتبادل والصداقة.

اتفق رئيسا الوزراء على تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في مجالي التجارة والاستثمار، لتعزيز النمو وتحقيق فوائد عملية للجانبين. وأكد السيد كير ستارمر رغبة لندن في بناء علاقات أفضل مع جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما فيها أيرلندا.

بعد عودة حزب العمال إلى السلطة في انتخابات مبكرة، بدأ رئيس الوزراء كير ستارمر السعي لتحسين التعاون مع الاتحاد الأوروبي. وقد أدى قرار استفتاء عام ٢٠١٦ بمغادرة الاتحاد الأوروبي إلى توتر العلاقات البريطانية الأيرلندية. ومن أسباب ذلك أن قواعد التجارة التي تحكم أيرلندا الشمالية - وهي جزء من المملكة المتحدة والمنطقة التي تشترك في حدود برية مع أيرلندا - أصبحت نقطة خلاف في هذه العلاقة.

في بيان أدلى به قبل مغادرته إلى دبلن، أكد السيد كير ستارمر: "لم تبلغ العلاقات البريطانية الأيرلندية كامل إمكاناتها قط. أنا والسيد هاريس نمضي قدمًا نحو المستقبل ونعمل بشكل أعمق".

والتقى الزعيمان مع العديد من رجال الأعمال قبل مشاهدة مباراة كرة القدم بين أيرلندا وإنجلترا معًا قبل عودة السيد ستارمر إلى لندن.

بعد أيام قليلة من زيارته لدبلن، من المتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء كير ستارمر إلى واشنطن العاصمة في 13 سبتمبر لإجراء محادثات مع رئيس الدولة المضيفة، جو بايدن. وستكون هذه الزيارة الثانية للسيد كير ستارمر إلى الولايات المتحدة خلال شهرين فقط. وكانت زيارة السيد ستارمر السابقة قد تمت بعد أيام قليلة من توليه منصبه، بمناسبة حضوره قمة قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن العاصمة. وخلال الاجتماع في المكتب البيضاوي، أشاد الرئيس جو بايدن بالمملكة المتحدة ووصفها بأنها "أفضل حليف".

فيما يتعلق بالمحادثات المقبلة، ووفقًا لإعلان البيت الأبيض، سيناقش رئيس الدولة المضيفة ورئيس الوزراء كير ستارمر أهمية "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وسيناقش الزعيمان بعمق استمرار الدعم القوي لأوكرانيا، وتأمين إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة.

تأتي الزيارة بعد أن قرر جو بايدن الانسحاب من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠٢٤ وتسليم ترشيح الحزب الديمقراطي إلى "نائبته"، كامالا هاريس. ولم يتضح بعد ما إذا كان ستارمر سيلتقي بنائب الرئيس خلال هذه الرحلة.

قبل زيارته دبلن وواشنطن العاصمة، زار رئيس الوزراء كير ستارمر العديد من عواصم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك باريس (فرنسا) وبرلين (ألمانيا)، منذ فوزه في الانتخابات على أمل خلق ميزة للمضي قدمًا، بالإضافة إلى "الوقوف معًا" بشأن القضايا الدولية.

في هذا السياق، يُولي الرأي العام الدولي اهتمامًا بالغًا لما ناقشه السيد كير ستارمر مع زعيمي أيرلندا والولايات المتحدة هذه المرة. ففي دبلن، يدور الحديث حول تحسين العلاقات مع أيرلندا والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي واشنطن العاصمة، كيف سيؤثر لقاء زعيم جديد منتخب وزعيم على وشك الاستقالة على "العلاقة الخاصة" بين "الزعيمين الكبيرين"، وعلى الصراعات التي تؤثر بشدة وعمق على الحياة الدولية المعاصرة.

المصدر: https://baoquocte.vn/ngoai-giao-con-thoi-cua-thu-tuong-anh-285978.html