
نجوين لي فونغ لينه (الصف الثاني عشر د، مدرسة كاو ثانغ الثانوية - بلدية سون تاي) هي الطالبة المتفوقة على الدفعة C00 في مدرسة ها تينه، بمجموع درجات 29.25 (9.5 في الأدب، 9.75 في التاريخ، 10 في الجغرافيا). قليلون هم من يعرفون أنه قبل ثلاثة أشهر فقط من الامتحان، فقدت لينه والدها الحبيب في حادثة مفاجئة. ترك هذا الرحيل فراغًا كبيرًا في العائلة وفي روح الفتاة ذات الثمانية عشر عامًا.
قالت لينه بصوت مرتجف وعيناها تدمعان: "كانت هناك ليالٍ كنت أدرس فيها حتى وقت متأخر من الليل، ثم أستيقظ في الثالثة فجرًا لأواصل المراجعة، لكنني كنت أبكي لاشتياقي لأبي. كانت هناك أوقات ظننت فيها أنني لست قوية بما يكفي. لكنني وعدت والدي بأن أبذل قصارى جهدي. لم أستطع أن أترك هذا الوعد دون الوفاء به".

كانت فونغ لينه تدرس في القسم D01 (رياضيات، أدب، ولغات إنجليزية)، ولكن عند دخولها الصف الثاني عشر، قررت الانتقال إلى القسم C00 (أدب، تاريخ، جغرافيا)، وهي نقطة تحول محفوفة بالمخاطر عندما كان التاريخ والجغرافيا لا يزالان مجالين جديدين. شعرت لينه بالخجل والقلق، بل ورغبت في العودة إلى نقطة البداية، لكنها اختارت الاستمرار. بالنسبة لها، حلم الصعود إلى منصة التتويج لتدريس الأدب ليس مجرد أمنية، بل يجب أن يُكتب بعزيمة وجهود حثيثة.
تدرس لينه بمعدل خمس ساعات يوميًا، وفي أوقات ذروة التحضير للامتحانات، قد تصل إلى ثماني ساعات. هذا الجدول الدراسي الصارم لا يُرهقها، بل على العكس، يُساعدها على إيجاد إيقاعها ودعمها الروحي في أوقات الفقد.
كنت أعلم أنني أستطيع اجتياز الاختبار، لكنني فوجئت حقًا بنتيجة حصولي على المركز الأول. كما أنني أشعر ببعض الندم لأنني ترددت في ثلاثة أسئلة في مادة التاريخ واخترت سؤالًا خاطئًا، لكنني أعتقد أن هذه النتيجة هي ثمرة جهدي في الدراسة.
لطالما حلمت فونغ لينه بأن تصبح مُعلمة أدب منذ المرحلة الإعدادية، لكنها لم تُقرر اختيار القسم C00 إلا بعد دخولها الصف الثاني عشر، لتسلك هذا المسار بوضوح. هدفها هو دراسة تخصص أصول تدريس الأدب في جامعة هانوي الوطنية للتعليم 1، الجامعة التي لطالما اعتبرتها حلمها.

قالت السيدة لي ثي تويت نهونغ (والدة فونغ لينه): "منذ وفاة والدها، فقدت العائلة نصف أبنائها. كنت قلقة من أنها لن تتعافى لأن موعد الامتحان كان قريبًا والألم كان شديدًا. لكن لينه لم تستسلم. في بعض الليالي، كنت أستيقظ باكرًا للعمل، وأرى ضوء غرفتها مضاءً في الثالثة فجرًا، وهي تدرس، وعيناها لا تزالان حمراوين من البكاء. بالنسبة لي، نتيجة اليوم ليست بنفس أهمية تغلبها على نفسها بعد الخسارة. إنها أقوى مما كنت أعتقد."
كان نجوين كام لي، صديق لينه المقرب منذ اثني عشر عامًا، يجلس بجانبها خلال أشهر الدراسة. في نفس الفصل وفي نفس مسقط رأسها، كان لي رفيق لينه الأكثر هدوءًا وثباتًا. حصل كام لي على 28.75 نقطة (9 في الأدب، 10 في التاريخ، 9 في الجغرافيا) - وهو إنجاز نال إعجاب الكثيرين، وكان على بُعد خطوة واحدة فقط من أن يصبح الأول على دفعته.

سجلت كام لي في تخصص علم أصول التدريس في جامعة هوي للتربية. هذه الفتاة ذات الابتسامة الهادئة تؤمن دائمًا بأن التاريخ ليس مجرد محطات جافة، بل هو نداء الذاكرة الوطنية، الذي يجب أن يُنقل بقلبٍ ووطنية.
لقد فوجئت بنتيجة التاريخ، لكنني شعرت ببعض الندم على نتيجة الجغرافيا. أعلم أنه كان بإمكاني تحقيق نتيجة أفضل. لكن هذه النتيجة تُعدّ هدية ثمينة لنا بعد أشهر طويلة من العمل الجاد، كما اعترف كام لي.
لم تضع لينه ولي أهدافًا تنافسية قط. بل على العكس، يدرسان معًا، ويصححان أوراقهما معًا، ويتشاركان كل سؤال في الامتحان، وكل لحظة تعب، وحتى لحظات الضحك بعد كل جلسة دراسية مرهقة. قالت لي: "لسنا صديقتين حميمتين فحسب، بل كنا كأختين أيضًا. عندما فقدت لينه والدها، كنت بجانبها. لم نتحدث كثيرًا، مجرد الدراسة معًا بهدوء كان كافيًا".
بالإضافة إلى درجاتهم العالية في الاختبارات، حقق فونغ لينه وكام لي إنجازات أكاديمية مبهرة. بالنسبة للينه، كان الإنجاز الأبرز حصولها على جائزة الترضية في الأدب على مستوى المقاطعة في الصف العاشر. أما بالنسبة للي، فكان الإنجاز الأبرز حصولها على الجائزة الثالثة في التاريخ على مستوى المقاطعة في الصفين الحادي عشر والثاني عشر.

في هذا الصيف، قبل أن يدخل كل منهما قاعة محاضرات مختلفة، وعدت لينه ولي بالذهاب إلى السينما معًا، وهو الأمر الذي تمنياه كلاهما طوال العام ولكن لم يتمكنا من فعله بسبب جداول أعمالهما المزدحمة.
فونغ لينه وكام لي صديقتان حميمتان منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، ودائمًا ما كانا مترابطتين، يرافقان ويدعمان بعضهما البعض في دراستهما وحياتهما. كلاهما طالبتان متفوقتان ونشيطتان، تتمتعان بحسٍّ عالٍ من الدراسة الذاتية، وتشاركان دائمًا بنشاط في أنشطة الصف والمدرسة. لينه أكثر هدوءًا وانطوائية، لكنها شجاعة للغاية؛ أما لي، فهي هادئة وواثقة، وتحافظ دائمًا على استقرار أدائها الأكاديمي. وبهذه المناسبة، يشرف صفنا أيضًا حصول ستة طلاب على 10 درجات من أصل 11 طالبًا حصلوا على 10 درجات على مستوى المدرسة. هذا ثمرة مجموعة تعرف كيف تجتهد، وتعرف كيف تشارك، وتحافظ دائمًا على مشاعرها، كما قالت الأستاذة تران ثي لي، معلمة الصف الثاني عشر (د) في مدرسة كاو ثانغ الثانوية.
في قصة الصديقتين في منطقة الحدود، نرى قوة إرادة هادئة ومثابرة. دموع وليالٍ بلا نوم وألمًا لا يُوصف. لكن في النهاية، أضاء نور دفاترهما، وحلمهما بأن يصبحا معلمتين، أجنحةً للتغلب على كل شيء. في قلب منطقة الحدود الهادئة، تكتب الفتاتان فصلًا جميلًا من فصول شبابهما، فصلًا يعرف كيف يعيش من أجل أحلامه وطموحاته للتدريس على منصات التتويج في المناطق النائية من ها تينه.
المصدر: https://baohatinh.vn/nuoc-mat-dem-trang-doi-ban-mien-bien-cuong-mo-ra-chuong-moi-tuoi-dep-cua-cuoc-doi-post291866.html
تعليق (0)