انتقادات للسياسات الاقتصادية التضخمية
في خطوة استراتيجية لتحديد لهجة المناظرة المقبلة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدم الرئيس السابق دونالد ترامب معاينة للحجج التي يخطط لاستخدامها ضد تعامل الرئيس جو بايدن مع الاقتصاد.
في خطاب رئيسي استغرق نحو 80 دقيقة في مؤتمر نظمته مجموعة الدعوة الإنجيلية "تحالف الإيمان والحرية"، قدم دونالد ترامب سلسلة من الانتقادات التي استهدفت قضايا اقتصادية مختلفة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.
وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات لاذعة للسياسات الاقتصادية للرئيس جو بايدن، قائلا إنها تسببت في ارتفاع أسعار البنزين وأضعفت المكانة الاقتصادية الأميركية في العالم.
السيد دونالد ترامب يحضر فعالية انتخابية في فيلادلفيا، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية (صورة: رويترز) |
وأكد أن الاقتصاد الأمريكي شهد تراجعًا في عهد الرئيس جو بايدن، مع ارتفاع الدين العام وعجز الموازنة. وأضرت سياسات جو بايدن الاقتصادية بالطبقة المتوسطة والعمال الأمريكيين.
ركّز دونالد ترامب أيضًا على التضخم، وهو مصدر قلق كبير لكثير من الأمريكيين. فسياسات إدارة الرئيس جو بايدن دفعت التضخم إلى الارتفاع، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات اليومية. وفي الوقت نفسه، أدى الإنفاق الحكومي المفرط في عهد الرئيس جو بايدن إلى خلق هذا الضغط التضخمي، مما زاد من تكلفة المعيشة على الناس.
انتقادات لسياسات المناخ
انتقد ترامب أيضًا نهج بايدن تجاه سياسات البنية التحتية والمناخ. فبينما ترى إدارة بايدن مشروع قانون البنية التحتية استثمارًا هامًا في مستقبل البلاد، صرّح ترامب بأنه يفتقر إلى المسؤولية المالية وعدم دقة توجيهه. ويجادل بأن الإنفاق على البنية التحتية غير فعال، وأن سياسات المناخ المدرجة في مشروع القانون غير واقعية وتضر بالاقتصاد.
على وجه التحديد، أكد السيد ترامب أن مشروع قانون البنية التحتية الذي قدمه الرئيس جو بايدن ليس حلاً مالياً سليماً. وقيّم أن الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية لا تُدرس بعناية من حيث الفوائد الاقتصادية طويلة الأجل والقدرة على سداد الديون. سيؤدي الإنفاق العام غير المنضبط إلى زيادة الدين العام، مما يضغط على الميزانية الوطنية ويشكل عبئاً مالياً على الأجيال القادمة.
فيما يتعلق بسياسة المناخ، قال دونالد ترامب إن الإجراءات المقترحة في مشروع قانون البنية التحتية الذي قدمه جو بايدن غير واقعية وقد تضر بالاقتصاد. وجادل بأن التحول السريع إلى مصادر الطاقة المتجددة وفرض لوائح صارمة للانبعاثات من شأنهما زيادة تكاليف الإنتاج وتقليل القدرة التنافسية للشركات الأمريكية في السوق العالمية.
في الوقت نفسه، علّق السيد ترامب على أن هذه السياسة المناخية قد تؤدي إلى فقدان الوظائف في الصناعات التقليدية كالنفط والغاز والفحم، مما يؤثر سلبًا على حياة ملايين العمال. فالإنفاق لا يُخصّص بشكل معقول ولا يُوجَّه بشكل صحيح، مما يؤدي إلى الهدر وعدم الكفاءة في تحسين البنية التحتية وحماية البيئة.
في غضون ذلك، أكد السيد ترامب أنه ركز خلال فترة ولايته على تحسين البنية التحتية بفعالية أكبر، ووضع سياسات اقتصادية واقعية تدعم التنمية المستدامة دون الإضرار بالاقتصاد. وأكد أن أي سياسة فعّالة للبنية التحتية يجب أن تُراعي بعناية الفوائد والتكاليف الاقتصادية، وأن تُنفّذ بطريقة مسؤولة ماليًا لتجنب زيادة الدين العام.
الرئيس جو بايدن يحضر فعالية انتخابية في فيلادلفيا، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية (صورة: رويترز) |
العجز الفيدرالي يتزايد.
من النقاط الرئيسية الأخرى في خطاب ترامب تنامي العجز الفيدرالي. وأشار إلى أن العجز الفيدرالي استمر في النمو في عهد الرئيس جو بايدن، وهو ما اعتبره ترامب دليلاً على سوء الإدارة المالية. وأعرب عن قلقه من أن هذا العجز المتزايد قد يكون له آثار سلبية طويلة المدى على الاقتصاد، بما في ذلك زيادة الضرائب وانخفاض النمو الاقتصادي.
أكد السيد دونالد ترامب أن هذا الوضع لا يزيد من عبء الدين العام فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى زيادات ضريبية لتغطية التكاليف، مما سيؤثر سلبًا على الأفراد والشركات. كما أشار إلى أن ارتفاع عجز الموازنة الفيدرالية قد يُبطئ النمو الاقتصادي، إذ ستضطر الحكومة إلى إنفاق المزيد من الأموال لسداد فوائد الديون، بدلًا من الاستثمار في مجالات مهمة أخرى.
الاستعداد للمناقشة الساخنة
وتظهر هذه الخطوة التي اتخذها السيد دونالد ترامب أنه يستعد بعناية للمناظرة الرئاسية المقبلة، بهدف جذب دعم الناخبين من خلال التأكيد على الإنجازات الاقتصادية خلال فترة ولايته وانتقاد سياسات الرئيس جو بايدن.
ويعد خطاب دونالد ترامب في المؤتمر الإنجيلي أيضًا جزءًا من استراتيجيته الأوسع لتعزيز قاعدة دعمه بين المجتمعات الدينية والمحافظة، التي يعتقد أنها ستكون قوة رئيسية في الانتخابات المقبلة.
من خلال تسليط الضوء على هذه القضايا، يهدف دونالد ترامب إلى استقطاب الناخبين القلقين بشأن الوضع الاقتصادي الراهن، وتقديم نفسه كخيار أفضل. ويهدف تركيزه على قضايا اقتصادية محددة إلى ملامسة الناخبين الذين يشعرون بتأثير التضخم وسياسات الإنفاق الحكومي على حياتهم اليومية.
مع اقتراب موعد المناظرة الرئاسية الأولى، مهدت هجمات دونالد ترامب التمهيدية على السياسات الاقتصادية للرئيس جو بايدن الطريق لمواجهة سياسية حادة. ونظرًا لأن الاقتصاد قضية رئيسية للعديد من الناخبين، فمن المرجح أن تهيمن انتقادات دونالد ترامب على المناظرة الرئاسية المقبلة، مما يُبرز تناقضًا صارخًا بين رؤى المرشحين لمستقبل الاقتصاد الأمريكي.
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/election-of-the-2024-president-of-the-my-2024-ong-donald-trump-he-lo-chien-luoc-moi-voi-tong-thong-joe-biden-328272.html
تعليق (0)