
يقوم العديد من الآباء الفرنسيين بتركيب أجهزة تتبع GPS على حقائب أطفالهم المدرسية - صورة توضيحية: رويترز
يتزايد عدد الآباء الفرنسيين الذين يختارون وضع أجهزة تتبع GPS في حقائب أطفالهم المدرسية لتتبع رحلاتهم من وإلى المدرسة، سعيًا لضمان سلامتهم. إلا أن هذا الإجراء يُثير جدلًا حادًا بين العائلات والمدارس وهيئات حماية الخصوصية، إذ يتلاشى الخط الفاصل بين الحماية والمراقبة بشكل متزايد.
حادثة وقعت مؤخرًا في فاينس، مقاطعة فار، جنوب شرق فرنسا، خير مثال على ذلك. قام أب بتركيب جهاز تتبع Apple AirTag بحقيبة ابنه المدرسية البالغ من العمر ست سنوات خلال رحلة مدرسية بعد حالة ذعر عائلية. عندما تم رصد الإشارة، صادرت المدرسة الجهاز ومنعت استخدام الأجهزة المماثلة.
رفع الأب دعوى قضائية أمام محكمة تولون الإدارية، مُجادلاً بأن الحظر ينتهك حقوق الطفل. وقضت المحكمة لصالح الوالدين، مُشيرةً إلى أن الحظر الكامل لأجهزة تحديد المواقع (GPS) يُعد "انتهاكاً خطيراً وغير قانوني لمصالح الطفل الفضلى"، وأن أجهزة تحديد المواقع لا تندرج ضمن فئة "أجهزة الاتصال" المحظورة بموجب قانون عام ٢٠١٨.
ومع ذلك، يشعر قطاع التعليم الفرنسي بالقلق من أن الحكم قد يمهد الطريق للتتبع الجماعي للطلاب، وهو ما يشكل انتهاكا لمبادئ حماية الخصوصية.
حذّرت اللجنة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والحريات (CNIL) من أن ربط أجهزة تحديد المواقع (GPS) بالأطفال قد يجعلهم "معتادين على المراقبة المستمرة" ويُقوّض شعورهم بالخصوصية. وتوصي اللجنة بعدم استخدامها إلا عند الضرورة القصوى، وشرح الغرض من التتبع للطفل بوضوح.
ويقول علماء الاجتماع وعلماء النفس إن هذا الاتجاه يعكس تزايد قلق الوالدين وحاجتهم إلى السيطرة في المجتمع الحديث، في حين يؤكد المعلمون أن "سلامة الأطفال لا يمكن أن تستند إلى الإشراف بدوام كامل، بل يجب أن تستند إلى التعليم في الاستقلال والمسؤولية".
في الوقت الحالي، لا يحظر القانون الفرنسي استخدام أجهزة التتبع للأطفال، ولكن اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات ووزارة التعليم تدعوان إلى تحقيق التوازن بين الحماية واحترام الخصوصية، وخاصة في البيئة المدرسية - حيث يحتاج الطلاب إلى أن يكونوا آمنين جسديًا ومن حيث كرامتهم الشخصية.
المصدر: https://tuoitre.vn/phap-tranh-cai-chuyen-cha-me-gan-thiet-bi-dinh-vi-vao-cap-di-hoc-cua-con-20251014132539469.htm
تعليق (0)