كان مصنع نينه بينه للأسمدة يُعتبر في السابق منطقةً منخفضةً بيئيًا وتكنولوجيًا في الصناعة الكيميائية، إلا أنه حقق تحولًا مذهلًا ليصبح رائدًا في التحول الأخضر والتنمية الاقتصادية الدائرية. بفضل تطبيق العلم والتكنولوجيا، والابتكار في التفكير الإداري، والاستثمار المنهجي في مشاريع إعادة التدوير، والطاقة المتجددة، والتكامل الصناعي، لم يكتفِ مصنع نينه بينه للأسمدة بالتغلب على الصعوبات، بل أنشأ أيضًا نموذج إنتاج مستدامًا.
التغلب على "الحوض" البيئي
قبل أكثر من عقد من الزمان، عندما بدأ تشغيل مصنع النيتروجين في نينه بينه رسميًا، لم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا المصنع أحد رواد الصناعة الكيميائية في التحول الأخضر.
يقع مصنع نينه بينه للأسمدة، التابع لمجموعة فيتنام الكيميائية (فيناتشيم)، في منطقة خانه فو الصناعية، وقد استثمر بكثافة في حجمه وطاقته الإنتاجية، إلا أنه واجه صعوبات عديدة في المراحل الأولى من التشغيل. وقد أثارت أوجه القصور في التكنولوجيا، وارتفاع تكاليف الإنتاج، والانبعاثات الكبيرة، مخاوف عامة متكررة بشأن الأثر البيئي للمصنع. وعلى وجه الخصوص، لم تُطلق كمية ثاني أكسيد الكربون، وهو ناتج ثانوي لعملية إنتاج اليوريا، بالكامل في البيئة. وقد رافق ذلك ارتفاع استهلاك الفحم وانخفاض كفاءة استغلال الطاقة. ولم يُعتبر مصنع نينه بينه للأسمدة "أرضًا منخفضة" من حيث الكفاءة الاقتصادية فحسب، بل كان يُعتبر أيضًا أحد "المناطق الساخنة" بيئيًا في الصناعة الكيميائية.
ومع ذلك، فقد مثّل إعلان الحكومة الفيتنامية التزامها الراسخ خلال مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP26)، وتحديد هدفها المتمثل في تحقيق انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050، نقطة تحول رئيسية. وفي الوقت نفسه، أصدرت المجموعة الكيميائية الفيتنامية برامج عمل محددة، لتشجيع الوحدات الأعضاء على تطبيق نماذج النمو الأخضر وتطوير الاقتصاد الدائري. وبعزمها على الابتكار، بدأت شركة نينه بينه للأسمدة رحلة "تخضير" شاملة، ليس فقط لتجاوز صورة الماضي، بل أيضًا نحو استراتيجية تنمية مستدامة طويلة الأمد.
وفقًا للسيد نجوين فيت هين، المدير العام لشركة نينه بينه للأسمدة المحدودة، فإن عملية التحول هذه لا تقتصر على الاستثمار في معدات جديدة فحسب، بل تشمل أيضًا تغييرًا جذريًا في التفكير الإداري ونموذج التشغيل. ولذلك، أطلقت شركة نينه بينه للأسمدة، خلال السنوات القليلة الماضية، سلسلة من المشاريع الخضراء ذات القيمة الاقتصادية والبيئية، لتصبح بذلك نموذجًا يُحتذى به في قطاع الصناعات الكيميائية في تطبيق التحول الأخضر.
الابتكار من التفكير إلى العمل
من أبرز إنجازات المصنع مشروع استعادة وتنقية ثاني أكسيد الكربون. في السابق، كان المصنع ينبعث منه كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الخام والمكرر سنويًا. بعد إجراء أبحاث وتعاون مع شركاء متخصصين، استثمر المصنع في نظام استعادة عالي التقنية. حاليًا، يتم استعادة أكثر من 50% من ثاني أكسيد الكربون الخام، بنقاء يزيد عن 72%، وتكريره إلى ثاني أكسيد كربون بنسبة نقاء تزيد عن 99.9%، وذلك لتلبية احتياجات صناعات المشروبات والأغذية والميكانيكا. لا تقتصر هذه العملية على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فحسب، بل تفتح أيضًا سلسلة قيمة اقتصادية مهمة.
وفقًا للحسابات، تصل قيمة فوائد استعادة ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه إلى حوالي 400 مليار دونج فيتنامي سنويًا، وذلك بفضل عقود توريد الغاز لعلامات تجارية كبرى مثل كوكاكولا وبيبسي كولا والعديد من مصانع التصنيع المحلية. وتهدف الشركة إلى استعادة كل ثاني أكسيد الكربون القابل لإعادة الاستخدام بحلول عام 2027، مما يُكمل دورة إنتاج اليوريا المغلقة.
بالتوازي مع استعادة الغاز، يُعد مصنع نينه بينه للأسمدة رائدًا في مجال استخدام الطاقة المتجددة. ابتداءً من فبراير 2024، تم تشغيل نظام طاقة شمسية على سطح المبنى بقدرة 3.8 ميجاوات. بفضل هذا النظام، يُقلل المصنع ملايين الكيلوواط/ساعة من الكهرباء من الشبكة الوطنية سنويًا، ما يُحقق ربحًا يُقارب 10 مليارات دونج فيتنامي، مع تقليل استهلاك الفحم، وهو عامل رئيسي في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لم يتوقف مصنع نينه بينه للأسمدة عند تركيب المعدات، بل نفذ أيضًا سلسلة من أعمال التجديد في خط الإنتاج. ويساهم مشروع تحديث نظام استخلاص الكبريت في استعادة الغازات الحمضية، وخفض تكلفة المواد الكيميائية المستوردة، وتحسين ظروف العمل بشكل ملحوظ. وبفضل تحديث خط الإنتاج وتطبيق إدارة الطاقة الذكية، انخفض استهلاك الفحم بشكل ملحوظ. ويمثل هذا حلاً مزدوجًا، يوفر الموارد ويقلل انبعاثات الغازات السامة.
ومن أبرز إنجازات الشركة استخدام ثاني أكسيد الكربون المكرر في إنتاج اليوريا. فمن خلال الجمع بين استعادة ثاني أكسيد الكربون المكرر ونظام استيراد الأمونيا، تزيد شركة نينه بينه للأسمدة إنتاج اليوريا بنسبة 5-10% مقارنةً بالوضع الحالي، أي ما يعادل قيمة مضافة تتراوح بين 230 و470 مليار دونج فيتنامي. وتُحدث هذه المشاريع تأثيرًا مزدوجًا، إذ تُحسّن الطاقة الإنتاجية وتُخفف الضغط البيئي.
من خلال التواصل مع الشركات في منطقة خان فو الصناعية، وخاصةً شركة نينه بينه للغاز الصناعي المساهمة، شكّل المصنع نموذجًا نموذجيًا للتكامل الصناعي، حيث يُصبح غاز العادم من إحدى الوحدات مادةً مُدخلةً لوحدة أخرى. وهذا هو المبدأ الأساسي للاقتصاد الدائري الحديث.
كان مصنع نينه بينه للأسمدة يُعتبر في السابق منطقةً تكنولوجيةً منخفضة، ولكنه يتحول تدريجيًا إلى مركزٍ أخضر في شبكة الإنتاج الكيميائي الوطنية. ولا تقتصر نجاحاته الأولية على تعزيز كفاءة الشركة فحسب، بل تُحدث أيضًا تأثيرًا إيجابيًا على استراتيجية التنمية المستدامة في مقاطعة نينه بينه.
عازمًا على عدم مقايضة البيئة بالنمو، يُثبت مصنع نينه بينه للأسمدة أن التنمية الصناعية الخضراء ليست مجرد شعار، بل هي ممكنة تمامًا باتباع التوجه الصحيح والإجراءات المحددة. هذا هو الأساس الذي يُمكّن الشركات من مواصلة توسيع نطاق النظام البيئي الأخضر، مؤكدةً دورها الريادي في عملية بناء اقتصاد دائري في فيتنام.
⇒ الجزء الثاني: الصورة الاقتصادية الدائرية في نينه بينه
المصدر: https://baoninhbinh.org.vn/phat-trien-kinh-te-xanh-kinh-te-tuan-hoan-chuyen-dong-o-806120.htm
تعليق (0)