الدفاع الاستباقي في العصر الرقمي
قبل اللائحة الصادرة في الأول من يوليو 2025، كانت البنوك تقوم مؤقتًا بتعليق المعاملات مع الحسابات المؤسسية غير الموثقة، وقد نفذت العديد من الشركات خطوات المصادقة بسرعة لتجنب خطر انقطاع الدفع، وهو عامل حيوي للعمليات التجارية.
وفقًا لبنك الدولة الفيتنامي (SBV)، على الرغم من تشديد النظام المصرفي إجراءات التحقق من الحسابات الشخصية، يواصل مجرمو الإنترنت التحايل على القانون والتوجه إلى حسابات الشركات لارتكاب جرائم الاحتيال. لذلك، يُعد توسيع نطاق المصادقة البيومترية ليشمل الشركات خطوةً حتميةً في عملية تعزيز الثقة وضمان سلامة منظومة الدفع الرقمي.
وبالإضافة إلى المصادقة، ينسق البنك المركزي مع البنوك التجارية والسلطات لبناء قاعدة بيانات مركزية للحسابات التي تحتوي على معاملات مشبوهة، لتحذير المستخدمين بشكل استباقي مبكر.
ويُنظر إلى هذا باعتباره جزءًا من "الدرع الناعم" في مشهد الأمن المالي الرقمي، حيث لا يتم منع الخروقات فحسب، بل يتم أيضًا اكتشافها ومراقبتها باستمرار.
قامت معظم البنوك الكبرى، مثل فيتكومبانك، وBIDV، وفيتنبانك، وACB ، وTechcombank، وMB، وVPBank، بدمج ميزات المصادقة البيومترية في تطبيقات الخدمات المصرفية الرقمية. بالتوازي مع ذلك، تُطلق سلسلة من الحملات التوعوية لإرشاد العملاء إلى كيفية إتمام معاملاتهم عبر الإنترنت وفي مكاتب الخدمات المصرفية.
في الواقع، لا تنتظر العديد من الشركات حتى حلول "ساعة الصفر" لاتخاذ الإجراءات اللازمة. أفاد السيد تران ثانه بينه، مدير شركة بينه فونغ الخاصة (هانوي)، أنه بعد تلقيه إشعارًا من البنك، قام بالمصادقة على حسابه بشكل استباقي عبر تطبيق Techcombank ، وأكمل العملية في غضون 10 دقائق فقط.
في حالة بنك فييتِن ، نظرًا لاختلاف معلومات تسجيل الشركة وبطاقة الهوية، توجه مباشرةً إلى مكتب المعاملات لمعالجتها. قال: "لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، فقد أرشده الموظفون إلى الخطوات بدقة بالغة".
مع ذلك، لا تزال بعض الشركات تواجه صعوبات، مثل: عدم وجود بطاقة هوية مزودة بشريحة، أو عدم وجود جهاز اتصال قريب المدى (NFC)، أو الخلط بين الممثل القانوني ومستخدم الحساب. وعلى وجه الخصوص، تواجه منظمات الاستثمار الأجنبي المباشر أو مكاتب التمثيل الأجنبية صعوبة في استخدام جوازات السفر للمصادقة.
أكد ممثل أحد البنوك التجارية: "لا يحق إلا للممثلين القانونيين فتح الحسابات مباشرةً، ولا يُقبل التفويض. وهذا مبدأ أمني مهم للوقاية من المخاطر".
بحلول نهاية أبريل 2025، نجح النظام المصرفي في توثيق 113.5 مليون حساب شخصي و711 ألف حساب شركة، أي ما يعادل حوالي 66% من إجمالي عدد حسابات الشركات التي تُجرى معاملاتها إلكترونيًا. في حال عدم توثيقها، سيُعيد البنك توجيه المعاملات إلى شباك التذاكر كحل مؤقت، دون التأثير على أنشطة الإنتاج والأعمال.
وفقًا للخبير المالي الدكتور نجوين تري هيو، في ظل الجرائم التكنولوجية المتطورة بشكل متزايد، تُعدّ المصادقة البيومترية خطوةً مهمةً في إدارة الحسابات المصرفية نحو "ربط المسؤولية القانونية بالبيانات الشخصية". وهذا ليس متطلبًا تقنيًا فحسب، بل هو أيضًا شرطٌ أساسيٌّ لحماية الشركات من عمليات الاحتيال المنظمة العابرة للحدود بشكل متزايد.
مقارنةً بالعديد من الدول، تُطبّق فيتنام مصادقة الحسابات الرقمية بوتيرة سريعة نسبيًا. في الهند، أصبح برنامج "أدهار" (Aadhaar)، الذي يُحدّد هوية المواطنين باستخدام البيانات الحيوية، منصةً تُساعد على تتبّع المعاملات الاحتيالية وتعزيز الشفافية المالية. في كوريا الجنوبية، أصبح المصادقة الحيوية عبر منصات الخدمات المصرفية الرقمية معيارًا إلزاميًا منذ عام ٢٠٢٢.
لا يقتصر التحول الرقمي في القطاع المالي والمصرفي على مواكبة التوجهات السائدة فحسب، بل يشمل أيضًا الأمن القومي والمسؤولية تجاه كل عملة متداولة في السوق. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من دعم الشركات: من خلال التحديث الاستباقي للتكنولوجيا، والامتثال للقوانين، والتوعية بأمن المعلومات.
هل يكفي لوقف الاحتيال؟
إن إلزام الشركات والأفراد بالتحقق من صحة البيانات الحيوية عند استخدام الحسابات المصرفية ليس مجرد تغيير في الإجراءات الإدارية، بل هو أيضا خطوة مهمة إلى الأمام في تشديد إدارة الهوية وتعزيز الشفافية في المعاملات المالية، وخاصة في سياق الجرائم الإلكترونية المتزايدة التعقيد والتي لا يمكن التنبؤ بها.
أكد السيد فو نغوك سون، رئيس قسم التكنولوجيا والتعاون الدولي بالجمعية الوطنية للأمن السيبراني (NCA)، أن تطبيق البيانات الحيوية على حسابات الأعمال يشكل نقطة تحول.
ولا يساعد ذلك في التحقق من المستخدمين بطريقة آمنة للغاية فحسب، بل إنه يقلل أيضًا من استخدام الكيانات القانونية "الافتراضية" والحسابات المؤسسية غير الخاضعة للرقابة، والتي تشكل ثغرات خطيرة في سلسلة الاحتيال وغسيل الأموال والتلاعب بالتدفقات النقدية عبر الحدود.
في الواقع، منذ أن طبّقت العديد من البنوك تقنية المصادقة بالوجه وبصمة الإصبع على المعاملات الكبيرة، انخفض معدل الاحتيال في الهوية بشكل حاد، حيث سجّلت بعض المؤسسات الائتمانية انخفاضًا تجاوز 40% بعد نصف عام فقط. وهذا مؤشر إيجابي على أن القياسات الحيوية تلعب دورًا فعالًا كـ"حاجز" في حماية حسابات المستخدمين.
ومع ذلك، وفقًا للسيد سون، فإن القياسات الحيوية ليست "درعًا واقيًا تمامًا". فمع تطور تقنيات الأمن، يُطوّر مجرمو الإنترنت أيضًا أساليبهم. ونظرًا لعجزهم عن تزييف الوجوه، يلجأون إلى انتحال هويات الكيانات القانونية، وإنشاء شركات "فارغة"، وشراء وبيع وثائق تسجيل الشركات... لإضفاء الشرعية على الحسابات المصرفية، وتحقيق أغراض غسل الأموال والتمويل غير المشروع.
بالإضافة إلى حلول السياسات، يُطبّق القطاع المصرفي أيضًا سلسلة من التدابير التقنية لتحسين قدرات الدفاع الاستباقي: إنشاء قاعدة بيانات للحسابات المشبوهة، ومشاركتها داخليًا بين البنوك، مما يُنذر العملاء استباقيًا عند وجود معاملات بحسابات تُظهر علامات عدم ارتياح. منع الوصول من الأجهزة غير الآمنة، مثل الهواتف التي تعرضت لاختراق أمني، والأجهزة المُفعّلة صلاحيات الوصول، وهي أدوات هجوم شائعة يستخدمها المخترقون.
وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري تعزيز التكنولوجيا لمراقبة تسريبات المعلومات، والكشف عن المواقع والتطبيقات المصرفية المزيفة التي تخدع المستخدمين لإدخال بيانات حساباتهم، وإزالتها بسرعة.
وأكد السيد دوآن ثانه هاي، نائب مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في بنك الدولة الفيتنامي: "إن المصادقة البيومترية ليست هي الهدف، بل هي بداية استراتيجية طويلة الأجل لحماية الهويات الرقمية في القطاع المالي والمصرفي".
بفضل الجهود المنسقة بين البنوك والهيئات التنظيمية والعملاء، يمكن أن تصبح البيانات الحيوية بمثابة "جدار حماية" فعال، ولكن لا يزال يتعين تعزيزها بشكل مستمر من خلال التكنولوجيا والتشريعات والتوعية العامة.
المصدر: https://baodaknong.vn/siet-chat-giao-dich-de-ngan-lua-dao-qua-tai-khoan-doanh-nghiep-256732.html
تعليق (0)