هذه هي وظيفة التصميم الحضري - مجال دراسي لا يزال جديدًا على الكثيرين، ولكنه يُصبح ركيزة أساسية للتنمية الحضرية المستدامة. في كلية التخطيط الحضري والريفي، المتخصصة في تدريب هذا المجال بطريقة منهجية وعملية وإنسانية، لا يتعلم الطلاب فقط كيفية رسم الطرق وتخطيط الشوارع، بل يتعلمون أيضًا كيفية "خلق تجارب حياتية" في كل متر مربع من المساحة الحضرية.

عندما لم تعد المدن مجرد "أماكن للعيش"
فيتنام من أسرع دول جنوب شرق آسيا نموًا حضريًا. مدنها الكبرى تتوسع باستمرار، وتُبنى مئات المناطق السكنية الجديدة سنويًا. لكن المشكلة تكمن في أن هذا التطور يفتقر أحيانًا إلى الدفء الإنساني.
● المناطق الحضرية الخالية من الأشجار.
● الأرصفة صغيرة وغير مستوية.
● شقق فاخرة ولكن لا توجد مناطق لعب للأطفال أو مساحات معيشة مشتركة للسكان.
تعكس هذه الأمور الفجوة في التصميم الحضري، عندما نركز فقط على المباني، وننسى "الحياة بين المباني".
التصميم الحضري – مهنة تنظيم الحياة الحضرية بطريقة إنسانية
بخلاف العمارة أو الهندسة، يُعرّف التصميم الحضري بأنه فن ترتيب المدن بطريقة تُشعر الناس بها، وتتفاعل معهم، وتتواصل معهم. ويحتاج ممارسو هذه المهنة إلى تفكير متعدد الأبعاد: من تصميم المساحات، وتحليل سلوك السكان، إلى فهم التاريخ والثقافة المحلية، وتغير المناخ.
يجيبون على أسئلة مثل: كيف يمكن لكبار السن المشي إلى الحديقة بسهولة؟ كيف يمكن للأطفال اللعب بأمان في باحات منازلهم؟ كيف يمكن لراكبي الدراجات تجنب "الضياع" على الطريق؟ وكيف يمكن للأماكن العامة أن تربط الناس - بدلاً من مجرد وجودهم؟
لا تقع هذه الأسئلة على عاتق قطاع البناء وحده، بل هي مسؤولية طلاب التصميم الحضري.

مساحة التعلم - حيث يتم زرع التفكير الاجتماعي
في كلية التخطيط الحضري والريفي، يُدرّس تخصص التصميم الحضري بروح عملية ومبتكرة ومتعددة التخصصات. لا يقتصر تعليم الطلاب على نظريات التخطيط والعمارة وتصميم المناظر الطبيعية، بل يتاح لهم أيضًا الاطلاع على مواد في علم النفس الحضري، وسلوك المجتمع، وإدارة المساحات العامة، وخاصةً كيفية تطبيق التفكير التصميمي لحل المشكلات الاجتماعية.
من مميزات هذا البرنامج ارتباط الطلاب بالبيئة المحلية والمشاريع العملية منذ السنة الدراسية الأولى. فبدلاً من مجرد القيام بمشاريع محاكاة، يُتاح للطلاب فرصة "التجول في الشوارع"، ومسح المجتمع، وقياس الوضع الراهن، وابتكار حلول لتجديد مساحات حقيقية - من زقاق صغير، أو ركن سوق، أو شارع قديم، أو منطقة حضرية جديدة.
رحلة مهنية مفتوحة على مصراعيها – من الحياة الحضرية إلى الحياة المجتمعية
يمكن لخريجي التصميم الحضري العمل في العديد من المجالات:
● شركات استشارات التخطيط والعمارة وتصميم المناظر الطبيعية؛
● مجالس إدارة التنمية الحضرية وإدارات التخطيط في المناطق؛
● المنظمات غير الحكومية المعنية بالتنمية الحضرية المستدامة؛
● مشاريع ناشئة إبداعية في مجال المساحات العامة والتجديد الحضري القديم.
وبشكل خاص، في سياق المدن الكبرى مثل هانوي ومدينة هوشي منه ودا نانغ... تتجه نحو "مدن صالحة للعيش، ومدن ذكية، ومدن للناس"، حيث يتم تقدير دور مصممي المدن بشكل متزايد.

اختر مهنة - اختر حياة ذات معنى
بالنسبة للعديد من الشباب الشغوفين بالعمارة، والمُحبين للجمال، والمهتمين بالمجتمع، يُعدّ التصميم الحضري خيارًا يُوازن بين الإبداع والمسؤولية. فهو ليس مجالًا دراسيًا يسعى إلى إشباع الذات الفنية الفردية، بل هو مجالٌ يُتيح للطلاب التواصل مع المجتمع، والاستماع إلى الحياة، وحل المشكلات المكانية بحساسية ومعرفة مهنية.
قسم التصميم الحضري - تحت سقف كلية التخطيط الحضري والريفي - هو المكان الأمثل لرعاية أولئك الذين يُحدثون هذا التغيير بهدوء. ليس مُتبجحًا، ولا صاخبًا، بل مثابرًا ومليئًا بالإنسانية.
المصدر: https://tienphong.vn/thiet-ke-do-thi-geo-mam-hanh-phuc-tu-tung-goc-pho-con-duong-post1764626.tpo
تعليق (0)