أضعفت حرب إسرائيل على غزة النظام الصحي في القطاع، تاركةً الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية دون علاج. يقول الأطباء إنهم يضطرون إلى رفض طلبات الآباء الذين يطلبون الحليب لمواليدهم الجدد، ويعجزون حتى عن التعامل مع الأطفال المصابين بأمراض مزمنة بسبب الجوع الشديد.
لقد دمّر القصف الذي استمر لأكثر من ثمانية أشهر البنية التحتية وأباد المجتمعات في غزة والمناطق المحيطة بها. وتضررت شبكات الصرف الصحي، التي تعاني أصلاً من نقص المياه بسبب الحر الشديد، بشدة، مما قلل من إمكانية الحصول على المياه النظيفة، وفقًا للأمم المتحدة.
وفي تقرير صدر في 25 يونيو/حزيران عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يقيم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية على مستوى العالم، حذر التقرير من أن كل قطاع غزة تقريبا سيواجه المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
أطفال فلسطينيون يجمعون المياه في جباليا، شمال غزة، 3 يونيو/حزيران. تصوير: وكالة فرانس برس
وحذرت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من أن جنوب غزة قد يشهد قريبا "مستويات كارثية من المجاعة" مماثلة لتلك التي سجلت سابقا في الشمال، حيث ركزت إسرائيل هجومها العسكري في الأيام الأولى من الصراع.
أفاد مكتب الإعلام في غزة في 22 يونيو/حزيران أن 34 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية. ويُحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك، إذ إن محدودية الوصول حالت دون تمكن الوكالات من تقييم الأعداد وإحصائها بدقة. وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن أكثر من 50 ألف طفل بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد.
يُعدّ الرضع والنساء الحوامل من بين الفئات الأكثر عرضة لسوء التغذية والجفاف في غزة، وفقًا لوكالات الإغاثة والعاملين في مجال الصحة. والأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية أكثر عرضة للولادة المبكرة أو حتى للوفاة بسبب انخفاض الوزن عند الولادة.
في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، لم يتمكن الأطباء من إنقاذ أمل بعد أربعة أيام فقط من ولادتها. قبل وفاتها، كانت أمل تتنفس بصعوبة في حاضنة، بعد أن أنجبتها والدتها، سماهر، قبل شهرين من موعدها. كانت أصابع قدميها الوردية الصغيرة ملفوفة بأنابيب بلاستيكية.
قال والدها، أحمد مقاط، بعد وفاتها في 22 يونيو/حزيران: "هؤلاء الأطفال يموتون. إنه قدر الله، ولكنه من صنع الإنسان". وأضاف مقاط أن سماهر عانت شهورًا من الحمل دون نوم أو أكل أو شرب.
«كل من في هذه الأسرّة اليوم في خطر الموت. يموتون واحدًا تلو الآخر»، أضاف بصوت يرتجف حزنًا. «لا حياة لنا».
ويتلقى نحو 250 مريضاً العلاج من سوء التغذية في المستشفيات، ولا يوجد سوى مركزين عاملين لاستقرار الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، مما يعرض للخطر ما يقرب من 3000 طفل كانوا يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد في الجنوب قبل التصعيد العسكري في رفح.
ويقول الأطباء إنهم غالبا ما يكونون غير قادرين على علاج الأطفال الذين يعانون من أعراض سوء التغذية، بما في ذلك مشاكل التنفس والتهابات الصدر والجفاف الشديد، لأن الإمدادات الطبية آخذة في النفاد.
قال طبيب أطفال محلي إن مرضى سوء التغذية المصابين بأمراض مزمنة أو مُعدية أقل حظًا في التعافي بسبب ارتفاع معدلات انتقال الأمراض في الملاجئ. وقد سجّلت سلطات غزة أكثر من 1.4 مليون حالة إصابة بأمراض مُعدية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لوزارة الصحة.
هواي فونج (بحسب سي إن إن)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/tre-em-gaza-dang-chet-dan-trong-vong-tay-cha-me-khi-nan-doi-lan-rong-post300833.html
تعليق (0)