الحد الأقصى للقيود حتى سن 16 عامًا
في كتابه الجديد "قلق الجيل: كيف تؤدي التغيرات التي تطرأ على الطفولة إلى الإصابة بالأمراض العقلية"، يحث عالم النفس الاجتماعي جوناثان هايدت الآباء على إدارة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ببساطة، يكتب هايدت أنه يجب أن يكون لدى الأطفال قدر ضئيل أو لا شيء من هذه الأشياء حتى يبلغوا سن السادسة عشرة. وتستند آراء هايدت إلى سنوات من البحث في الصحة العقلية للمراهقين، فضلاً عن الإحصائيات التي تُظهر أن العديد من المراهقين في الولايات المتحدة يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات القلق.
أعربت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) عن مخاوف مماثلة، منتقدةً منصات التواصل الاجتماعي لكونها "غير آمنة بطبيعتها للأطفال". وذكر تقرير الجمعية، الصادر في 16 أبريل/نيسان، أن الأطفال يفتقرون إلى "الخبرة والحكمة وضبط النفس" لإدارة أنفسهم على منصات التواصل الاجتماعي.
يقول عالم النفس هايدت إن على الآباء إعادة طفولة أبنائهم إلى زمنٍ بلا هواتف ووسائل تواصل اجتماعي. الصورة: روزيس
لقد نسينا حماية الأطفال على الإنترنت.
في تسعينيات القرن الماضي، ظننا أن الإنترنت سيجعل أطفالنا أكثر ذكاءً، لأننا كنا متفائلين جدًا بشأن التكنولوجيا، كما قال هايدت في مقابلة حديثة مع شبكة CNN. وأكد أننا نبالغ في حماية أطفالنا في العالم الحقيقي، وننسى حمايتهم على الإنترنت.
عند سؤاله عن سبب وصولنا إلى نقطة تحول في هذه الأزمة، قال هايدت: "كان من المفترض أن تبدأ الأزمة في عام ٢٠١٩، ولكن بعد ذلك، جاء كوفيد-١٩ وحجب العلامات. عندما انتهى الوباء، اتضح للجميع أن الأطفال لم يكونوا على ما يرام عند إعادة فتح المدارس. تُظهر البيانات أن جزءًا كبيرًا من الزيادة في الأمراض النفسية حدث قبل فترة طويلة من كوفيد-١٩".
قواعد إدارة الأزمات
يقدم عالم النفس الأمريكي بعض النصائح للتعامل مع الأزمة. أولًا، يجب ألا يمتلك الأطفال هواتف ذكية حتى مرحلة الدراسة الثانوية. يحتاج الأطفال في المرحلة الابتدائية أو الثانوية فقط إلى هاتف تقليدي أو ساعة ذكية للتواصل.
وقال أيضًا إنه لا ينبغي للأطفال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل بلوغهم السادسة عشرة. فهذه المنصات ليست مخصصة للأطفال، بل قد تكون ضارةً بهم بشكل خاص.
كما نصح المدارس بعدم السماح للطلاب بحمل الهواتف، فهي تُعدّ مصدر تشتيت كبير إذا كانت في حقيبة الطالب. فبدون هواتف، يستطيع الطلاب التركيز على الاستماع إلى المعلمين وقضاء الوقت مع زملائهم.
أضرار وخسارة جسيمة
وبحسب إحصائيات هايدت، فإن نحو 30% إلى 40% من المراهقين في الولايات المتحدة هذا العام يعانون من الاكتئاب أو القلق، بينما يقول نحو 30% منهم إنهم فكروا في الانتحار.
بالإضافة إلى ذلك، مع تفاعل الأطفال بشكل أقل مع الجنس الآخر عبر الإنترنت، قد تتأثر المواعدة والزواج بين الجنسين، مما يؤدي إلى انخفاض أسرع بكثير في معدلات الزواج والإنجاب بين الجنسين مقارنة بالماضي، والتي كانت في انخفاض لعقود من الزمن.
وأخيرًا، هناك آثار اقتصادية هائلة. فقد رُفعت دعاوى قضائية ضد ميتا وسناب شات لزيادة الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة على خدمات الطوارئ النفسية للمراهقين، كما أضاف.
ويخلص هايدت إلى القول: "إن المجتمع عند نقطة تحول، وإذا لم يتخذ الكبار أي إجراء، فإن الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي قد تعرض الصحة العقلية لجميع الشباب للخطر إلى أجل غير مسمى".
نغوك آنه (وفقًا لشبكة CNN)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)