ولأول مرة، نجح فريق من العلماء في الصين في زراعة كلى تحتوي على خلايا بشرية في أجنة الخنازير، وهو ما يبشر ببديل لزراعة الأعضاء.
تحتوي الأعضاء المزروعة في أجنة الخنازير على ٥٠-٦٠٪ من الخلايا البشرية. الصورة: SCMP
نشر فريق بحثي من معهد قوانغتشو للطب الحيوي والصحة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم ورقة بحثية في مجلة Cell Stem Cell في 7 سبتمبر، تُظهر إمكانية زراعة أعضاء لأغراض الزراعة والأبحاث لدى الخنازير. ووفقًا لشبكة العلوم الصينية، تُعدّ هذه المرة الأولى التي تُزرع فيها أعضاء بشرية داخل جسم نوع آخر.
تُعدّ الكلى من أكثر الأعضاء التي تُزرع شيوعًا. ومع ذلك، فإنّ نقص الكلى المتبرع بها يُصعّب توفير أعضاء سليمة للمتلقين. قد تُمثّل زراعة الأعضاء البشرية في أجنة ثدييات كبيرة حلاًّ جذريًا لهذه المشكلة. صرّح لاي ليانغشيو، المؤلف المشارك في الدراسة، بأنّ طريقة فريقه في إدخال الخلايا الجذعية البشرية في أنسجة المتلقي تُحسّن تغذية الخلايا الجذعية البشرية داخل الأجنة.
من بين أكثر من 1800 جنين استُخدمت في الدراسة، نما خمسة منها بنجاح دون أن تتحلل. وطوّرت هذه الأجنة كلىً تحتوي على 50 إلى 60% من الخلايا البشرية. ولأسباب أخلاقية وخطر تدهور الجنين، أُوقف الحمل عند 28 يومًا. استخدم الفريق أداة تعديل الجينات كريسبر لاستهداف جينين مسؤولَين عن نمو الكلى والحد من نمو خلايا الخنازير. وصرح داي تشن، أحد أعضاء فريق البحث، بأن هذا أدى إلى خلق فجوة في أجنة الخنازير، مما سمح للخلايا البشرية بالنمو.
من المخاوف الرئيسية المتعلقة بإنتاج أجنة تحتوي على خلايا من كل من البشر والخنازير إمكانية دخول خلايا بشرية إلى سلالة خلايا الخنزير. وُجدت خلايا بشرية في دماغ وحبل الأجنة الشوكي، ولكن ليس حول الحافة التناسلية، مما يشير إلى عدم اختلاط الخلايا البشرية بالخلايا التناسلية للخنزير. وصرح داريوس ويدرا، أستاذ بيولوجيا الخلايا الجذعية في جامعة ريدينغ بالمملكة المتحدة، بأن البحث يُعد إنجازًا هامًا، إلا أن اكتشاف الخلايا البشرية في دماغ الجنين أثار "تساؤلات أخلاقية جوهرية".
يمكن التغلب على ذلك بإزالة الجين المسؤول عن نمو سلالة خلوية معينة، إلا أن هذا يؤثر أيضًا على الكلى، وفقًا للدراسة. كما حددت الورقة تحديات أخرى، مثل العدد الكبير من الأجنة التي تتحلل في التجربة، واحتمال رفض الأعضاء بسبب اختلاف أنواع الخلايا، والمشاكل التي قد تنشأ إذا عاشت الأجنة لفترة أطول.
يعمل الباحثون على حل مشكلة نقص الأعضاء. ووفقًا لمركز لانغون الطبي بجامعة نيويورك، يُمكن للتعديل الجيني أن يُعيق التعبير عن الجينات المُسببة للرفض. في العام الماضي، نجح أطباء جامعة نيويورك في زراعة كلية خنزير بتعديل جيني واحد فقط لمريض ميت دماغيًا. واستمر العضو في العمل لمدة 32 يومًا بعد العملية.
آن كانج (وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست )
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)