كانت المدينة المحرمة، المعروفة أيضًا بالقصر الإمبراطوري، مقر إقامة أباطرة الصين خلال العصر الإقطاعي. وهي الآن متحف ومعلم سياحي ذو قيمة تاريخية عظيمة للبلاد.
ليست المدينة المحرمة وجهة سياحية شهيرة فحسب، بل ترتبط بها أيضًا العديد من القصص الغامضة التي يصعب تفسيرها. من بينها أنه على الرغم من وجودها لأكثر من 600 عام، بُنيت المدينة المحرمة من خشب لم يُدمره النمل الأبيض قط.
رغم أن المدينة المحرمة بُنيت من الخشب، إلا أنها لم تتعرض لهجوم النمل الأبيض منذ أكثر من 600 عام. (صورة: سوهو)
شُيِّدت المدينة المحرمة بين عامي ١٤٠٦ و١٤٢٠، وتبلغ مساحتها الإجمالية ٧٢ هكتارًا. وهي عبارة عن منظومة تضم أكثر من ٧٠ قصرًا، تضم ٩٩٩٩ غرفة، معظمها مبني من الخشب.
حشد البلاط الإمبراطوري آنذاك ما يصل إلى مليون عامل لبناء المدينة المحرمة. بالإضافة إلى الخشب، استخدم الناس أيضًا الرخام الكبير والصغير من المحاجر لبناء القصر. ووفقًا للخبراء، فإن سبب عدم تضرر قصور المدينة المحرمة من النمل الأبيض يعود إلى أربعة أسباب.
أولاً، جودة الخشب. جميع أنواع الأخشاب المستخدمة هي أخشاب ثمينة، مثل الخشب البكر والسرو والتنوب. هذه الأنواع من الأخشاب صعبة التعفن.
وفقًا للسجلات، استُخدم الخشب البكر في صنع الأعمدة والعروش والأسرة وخزائن الملابس للإمبراطور. ويصل سعر هذا الخشب حاليًا إلى 8000 ضعف سعر الخشب العادي.
الأرز الصيني خشبٌ مشهورٌ في الصين، ويوجد بكثرة في هوبي وسيتشوان وقويتشو. يمكن أن يصل ارتفاع شجرة الأرز إلى 30 مترًا. يكتسب خشب الأرز لونًا أصفر ذهبيًا بعد صقله. في العصور الإقطاعية، كان اللون الذهبي يُعتبر رمزًا للإمبراطور، ولذلك كان هذا النوع من الخشب يقتصر على الإمبراطور فقط. وهو مُدرجٌ حاليًا في قائمة الأخشاب التي يجب الحفاظ عليها.
جميع القصور مصنوعة من الخشب البكر أو خشب السرو أو التنوب. (صورة: سوهو)
في العصور القديمة، كان قطع الأشجار لا يزال صعبًا. فأرسل البلاط الإمبراطوري العديد من المسؤولين لإدارة عملية قطع الأشجار. وكان عليهم السفر إلى مناطق عديدة، مثل سيتشوان وجيانغشي وتشجيانغ وهوغوانغ، وغيرها. في الواقع، استغرق المسؤولون أكثر من عشر سنوات للعثور على أفضل الأشجار لبناء المدينة المحرمة.
ثانيًا، عولجت هذه الأشجار قبل استخدامها، وغُطّيت بطبقة من الورنيش من الخارج. وهكذا، كان الخشب المستخدم في بناء المدينة المحرمة مقاومًا للنمل الأبيض والتآكل.
ثالثًا، يعود ذلك إلى الموقع الجغرافي للمدينة المحرمة. فنظرًا لوقوعها شمال الصين، يتميز هذا المكان بهواء جاف وبارد، مما لا يُناسب الحشرات آكلة الخشب، مثل النمل الأبيض.
رابعًا، تحتوي المدينة المحرمة على فتحات تهوية. هذه الفتحات مُثبّتة بذكاء في الجدران، مما يُساعد على حماية الخشب في المدينة المحرمة من الرطوبة والتعفن.
بفضل تصنيعها من الخشب الثمين، لم تتضرر قصور المدينة المحرمة من النمل الأبيض أو التآكل لسنوات عديدة. (صورة: سوهو)
كووك تاي (المصدر: سوهو)
مفيد
العاطفة
مبدع
فريد
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)