تألق كييزا في فوز ليفربول 4-2 على بورنموث. |
لم يعد فيديريكو كييزا يُذكر كثيرًا في حسابات ليفربول الطموحة. كان يومًا ما أملًا، واعتُبر رهانًا زهيدًا ولكنه جدير بالمحاولة في أنفيلد. لكن الإصابات المتكررة وعدم الاستقرار وموجة التعاقدات الجديدة دفعت كييزا إلى الظل.
ثم، في ليلة مميزة على ملعب أنفيلد، برز النجم الإيطالي فجأةً في دائرة الضوء. لحظة تألق، هدف الفوز، محققًا النتيجة 3-2، ثم، وبقسوة، كادت أن تكون وداعه لملاعب كرة القدم الإنجليزية.
ليلة عاطفية في أنفيلد
بدأ ليفربول الدوري الإنجليزي الممتاز في وضع صعب. أنفقوا 350 مليون يورو في سوق الانتقالات استعدادًا لاستقبال ألكسندر إيزاك، لكن الضغط ظل قائمًا: الفوز، وتأكيد قوتهم.
وكل ما حدث في أنفيلد ذلك اليوم كان مُغطىً بحزنٍ عميقٍ على ديوغو جوتا. هتف الجمهور باسمه، وغنّت أغانيه المألوفة طوال المباراة، كطقوسٍ لزميلٍ رحل إلى الأبد.
في تلك الأجواء، بدا ليفربول وكأنه سيُصيب نفسه بجراح عندما تعادل بورنموث 2-2، رغم تقدمه. التعادل في المباراة الافتتاحية، مع كل هذا الإنفاق الضخم، سيكون بمثابة سيل من الماء البارد. ثم ظهر كييزا - الذي لم يتوقعه أحد.
من غير المرجح أن يختار آرنه سلوت إشراك كييزا، ليحل محل فلوريان فيرتز، أغلى لاعب في السوق. كان كييزا صفقة بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني فقط الموسم الماضي، وهي مخاطرة بسيطة. لعب كبديل أكثر من أساسي (11 من أصل 14 مباراة في الموسم الماضي كانت من مقاعد البدلاء). تم استبعاد كييزا بشكل شبه كامل من أي حديث عن طموحات ليفربول.
لكن كرة القدم مليئة بالمفاجآت. لم يحتج كييزا سوى بضع دقائق ليثبت جدارته: تسديدة رائعة ومتقنة في الشباك وسط هدير جماهير أنفيلد. من لاعبٍ خفيّ ظاهريًا، أصبح اللاعب الأكثر تألقًا في تلك الليلة.
لم يكن جمال هذا الهدف في أسلوبه فحسب، بل في رمزيته أيضًا. فقد أظهر أنه في مباريات العقود الضخمة، لا يزال هناك مجال للاعبٍ أُهمِلَ ليُحدث فرقًا.
دخل كييزا وسجل هدفًا على الفور. |
كييزا، في لحظة تألقه، لم ينس سرّ تميز ليلة أنفيلد هذه. قال: "كانت لحظة رائعة بالنسبة لي، لكن قلبي كان مع ديوغو. بعد الهدف، كل ما كنت أفكر فيه هو عائلته، شقيقه أندريه". كانت هذه الكلمات البسيطة كافية لإثارة مشاعر الناس.
كرة القدم قاسية أحيانًا، لكنها مليئة بالإنسانية أيضًا. سجل كييزا الهدف الذي فاز به ليفربول، لكن هذا الهدف كان في المقام الأول لجوتا. هدية صغيرة في ليلة عاطفية.
الهدف الأول والأخير؟
من المفارقات أن الصحافة البريطانية أكدت أن الهدف لن يغير مصير كييزا. كان لا يزال على قائمة الانتقالات. كان لدى ليفربول خطط أكبر، بنجوم أصغر سنًا وأكثر تكلفة. في السابعة والعشرين من عمره، احتاج كييزا إلى وجهة جديدة لإعادة بناء مسيرته. لم يعد أنفيلد المكان المناسب له.
هذا يجعل هدفه ضد بورنموث مفارقة: فهو دليل على أنه لا يزال لاعبًا قيّمًا، ونهاية رحلته القصيرة مع ليفربول. إذا اضطر للرحيل، سيترك كييزا على الأقل ذكرى جميلة، لحظة يتذكره فيها الجمهور ليس فقط كـ"صفقة فاشلة"، بل كـ"الرجل المنسي" الذي نجح في كتابة ليلة لا تُنسى.
قصة كييزا انعكاسٌ صارخٌ للجانب المظلم من كرة القدم الحديثة. فمع استمرار التعاقدات بملايين الجنيهات، يُدفع اللاعبون "العاديون" إلى الظل. لم يعودوا محور الاهتمام، ولم يعودوا الأمل. لكن المفارقة هي: هؤلاء الأشخاص هم من يُحدثون الفارق أحيانًا.
ليفربول لديه فيرتز، وإيكيتيكي، وصلاح، وربما إيزاك، لكن في اليوم الافتتاحي للموسم، كان كييزا هو من حسم مصير المباراة. لقطة واحدة، لحظة واحدة، كانت كافية للتذكير بأن كرة القدم لا تزال لعبة بشرية، وليست مجرد لعبة أموال.
من المرجح أن يغادر كييزا ليفربول في المستقبل القريب. |
إذا صحت التوقعات، سيغادر كييزا ليفربول في الأسابيع المقبلة. لكن بدلًا من الاختفاء بهدوء، اختار أن يتألق لآخر مرة. هدف، ليلة لا تُنسى، تكريم لزميله المنكوب. والأهم من ذلك، علامة تُؤكد ذلك: لقد كان يومًا ما في أنفيلد، ولو للحظة وجيزة.
قد يرحل كييزا، لكن ليلة أنفيلد هذه ستبقى خالدة. قد تكون بالنسبة له وداعًا. أما بالنسبة لليفربول، فهي دليل على أنه في دوامة كرة القدم الشرسة، قد تُلهم لحظة بسيطة الجميع للتوقف والتذكر.
المصدر: https://znews.vn/8-phut-cua-chiesa-post1577455.html
تعليق (0)