وضعها موضع التطبيق الفعال
قال الأستاذ المشارك فام كونغ هييب، نائب رئيس قسم البحث والابتكار في جامعة RMIT فيتنام: "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُغيّر طريقة تصميمنا وإنتاجنا واستغلالنا للقيمة في سلسلة التوريد. وهذا منظور مهم، لأنه لا يُحسّن الإنتاجية فحسب، بل يُساعد أيضًا على إعادة هيكلة طريقة إدارة الموارد ومعالجتها في الإنتاج".

في الواقع، نجحت شركات مثل فيناتكس ورانغ دونغ في تطبيق الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج، محققةً نتائج إيجابية ومثبتةً قوة هذه التقنية. وعلى وجه الخصوص، استخدمت فيناتكس الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب، مما أدى إلى تقليص وقت الإنتاج بنسبة تصل إلى 30%، وزيادة دقة التنبؤ بطلب السوق وتقليل هدر المواد.
لا تُسهم هذه النتائج في خفض التكاليف فحسب، بل تُسهم أيضًا في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحماية البيئة. كما يُساعد تحسين عملية الإنتاج من خلال الذكاء الاصطناعي شركة فيناتكس على توفير الموارد والطاقة، مما يُسهم في بناء اقتصاد دائري مستدام.
علاوةً على ذلك، نجحت شركة رانغ دونغ في تطبيق الذكاء الاصطناعي لتطوير المنتجات وتحسين عمليات الإنتاج. ووفقًا لشركة رانغ دونغ المساهمة للمصباح الكهربائي والقارورة الفراغية، فقد طبقت الشركة الذكاء الاصطناعي في عمليات الصيانة التنبؤية، مما ساعد على التنبؤ باحتمالية تعطل الآلات، وبالتالي جدولة الصيانة بشكل استباقي. وهذا لا يُسهم فقط في خفض تكاليف الصيانة، بل يُجنّب الحوادث غير المتوقعة، مما يُعزز استدامة الإنتاج.
على وجه الخصوص، يدعم الذكاء الاصطناعي شركة رانغ دونغ في إعادة تدوير المواد وإعادة استخدامها بكفاءة أكبر في الإنتاج. تساعد تقنية الرؤية الحاسوبية وروبوتات الذكاء الاصطناعي على تحديد المواد المعاد تدويرها وتصنيفها بدقة، مما يُعزز استعادة الموارد القيّمة، مثل المعادن الأرضية النادرة. هذا لا يُوفر التكاليف فحسب، بل يحمي الموارد أيضًا، ويساهم في التنمية المستدامة، ويُطبّق نموذج الاقتصاد الدائري في قطاع التصنيع.
إن بدء الشركات الفيتنامية بتطبيق الذكاء الاصطناعي في الإنتاج ليس سوى البداية، وهي تستفيد منه تدريجيًا وتتعلمه وتتطوره. إذ لا تزال العديد من الشركات حاليًا في مرحلة الاختبار، وتُطبق هذه التقنية بحذر، وذلك أساسًا لتحسين بعض عمليات الإنتاج الأساسية. في الواقع، قامت المصانع الصناعية التي بُنيت في فيتنام في السنوات الأخيرة بتوحيد عملية تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإنتاج لتوفير التكاليف والموارد البشرية وتحسين جودة المنتج.
تشمل الشركات الرائدة في نشر الذكاء الاصطناعي بنجاح مصنع VinFast للسيارات (هاي فونج)، ومصنع هواتف Samsung (ثاي نجوين)، ومصنع Nestlé Food (هونج ين)، ومصنع Hoa Phat Steel ( هاي دونج )، ومصنع LG Electronics للمكونات الإلكترونية (هاي فونج).
اتجاهات الإنتاج المستدام
وفقاً للخبراء، لا تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على زيادة كفاءة الإنتاجية فحسب، بل تُسهم أيضاً في حماية البيئة. إذ يُساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على تقليل هدر المواد، وتحسين استخدام الطاقة والموارد. وبشكل خاص، يُسهم دمج الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل عملية الإنتاج، من التصميم والإنتاج إلى الصيانة، في خلق عملية إنتاج متكاملة، تُوفر المواد، وتحمي الموارد، وتُقلل الآثار السلبية على البيئة.

أكد الأستاذ المشارك فام كونغ هييب: "لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على دعم النمو الاقتصادي فحسب، بل يُحدث أيضًا تغييرات جذرية في طريقة تنظيم الإنتاج المستدام. فمن خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي لتحسين سلسلة التوريد، يُمكن للشركات تقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد الدائري، مما يُساهم في حماية الموارد الطبيعية والبيئة."
وأشار السيد هييب أيضًا إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في عملية الإنتاج يعد خطوة استراتيجية، مما يتطلب من الشركات أن يكون لديها خطة تحول مناسبة ومستدامة.
وفقًا لوزارة الصناعة والتجارة ، تُشجّع الوزارة حاليًا الشركات العاملة في قطاعات النسيج والأحذية والتجهيز والتصنيع على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نمو مستدام وابتكار تكنولوجي. كما تُنسّق الوزارة مع الشركات وهيئات البحث لتسهيل تطبيق الذكاء الاصطناعي، مما يُسهّل على الشركات تطبيق هذه التقنية في ممارسات الإنتاج.
ومع ذلك، أشار الخبراء أيضًا إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من الشركات لا يزال يواجه صعوبات، لا سيما في ربط أنظمة الآلات القديمة بالتقنيات الحديثة. ووفقًا لرانغ دونغ، يُعدّ ربط أنظمة الآلات القديمة بالتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، أحد التحديات الرئيسية. ستحتاج شركات التصنيع التقليدية إلى عملية نقل التكنولوجيا وتدريب الموارد البشرية للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
تحتل فيتنام حاليًا المرتبة السادسة في رابطة دول جنوب شرق آسيا من حيث جاهزية تطبيق الذكاء الاصطناعي، بهدف الوصول إلى المراكز الأربعة الأولى في رابطة دول جنوب شرق آسيا والمراكز الخمسين الأولى في العالم بحلول عام 2030. وهذا يدل على الاهتمام القوي من جانب الحكومة والشركات بتعزيز تطبيق الذكاء الاصطناعي في الإنتاج.
المصدر: https://baolaocai.vn/ai-giup-nganh-san-xuat-viet-nam-toi-uu-quy-trinh-va-phat-trien-ben-vung-post878607.html
تعليق (0)