تواصل الصحافة مهمتها في ربط الشعبين الفيتنامي والكوبي

أكد السفير الكوبي لدى فيتنام روخيليو بولانكو فوينتس أن صحافة البلدين لا تشترك في ماضي تاريخي مهم فحسب، بل إنها تتكيف أيضًا مع متطلبات العصر، من خلال برامج تعاون محددة بين جمعيات الصحفيين في البلدين.

التقط الضيوف صورًا تذكارية مع السفير الكوبي في فيتنام ووفد جمعية الصحفيين الكوبيين. (تصوير: نغوك آنه)

خلال الاجتماع والتبادل للترحيب بوفد جمعية الصحفيين الكوبيين لزيارة فيتنام وحضور الأنشطة للاحتفال بالذكرى المئوية ليوم الصحافة الثورية الفيتنامية في 19 يونيو، أكد السفير روجيليو بولانكو فوينتس أن العلاقة بين صحافة الدولة ذات الشكل S وجزيرة الكاريبي لا تنبع فقط من الصداقة التقليدية بين البلدين، بل تم تشكيلها أيضًا خلال سنوات المقاومة الشرسة ضد الولايات المتحدة من قبل الشعب الفيتنامي.

خلال تلك السنوات الصعبة ولكن البطولية، كرست كوبا كل مواردها الإعلامية لنشر الحقيقة حول النضال البطولي للشعب الفيتنامي للمجتمع الدولي، من كشف الطبيعة الظالمة للإمبريالية إلى تصوير الروح القتالية الشجاعة للشعب الفيتنامي.

السفير روخيليو بولانكو فوينتس يتحدث في حفل استقبال وفد جمعية الصحفيين الكوبيين. (تصوير: فام ترونغ)

كانت الوكالتان الرئيسيتان للصحافة الكوبية آنذاك هما وكالة أنباء برينسا لاتينا وراديو هافانا، اللتان غطتا الحرب والوضع في فيتنام بانتظام وبشكل شامل. بالإضافة إلى دعم وسائل الإعلام، درّبت كوبا أيضًا العديد من المراسلين الفيتناميين، الذين لم يقتصر عملهم على الدولة الكاريبية، بل أقاموا أيضًا في العديد من البلدان الأخرى.

في الوقت نفسه، أرسلت كوبا أيضًا أفضل صحفييها إلى ساحة المعركة في فيتنام لتغطية تطورات حرب المقاومة، حسبما أفاد السفير. وكان من بينهم الصحفية مارتا روخاس، أول من نقل محاكمة البطل نغوين فان تروي، مما ساعد المجتمع الدولي على فهم حقيقة المحاكمة وطبيعة النظام العميل. ثم أُرسلت إلى ساحة المعركة في جنوب فيتنام، حيث أجرت مقابلات مع العديد من الشخصيات التاريخية المهمة.

إلى جانب السيدة مارتا روخاس، زار الصحفي فالديس فيفو فيتنام أيضًا، وعمل في العديد من مناطق الحرب، ثم أصبح لاحقًا سفيرًا لكوبا في فيتنام. ألّف الصحفيان كتبًا عن نضال الشعب الفيتنامي الذي لا يلين، نُشرت في كوبا ثم عُرضت على القراء الفيتناميين.

أشار السفير روخيليو بولانكو فوينتس إلى مخرج الأفلام الوثائقية سانتياغو ألفاريز رومان، الذي أخرج العديد من الأفلام الوثائقية عن مقاومة الشعب الفيتنامي، وأجرى مقابلات مع الرئيس هو تشي مينه. وقد أصبحت أفلام مثل "ربيع 79" و" هانوي ، الثلاثاء 13" أعمالاً نموذجية في السينما الكوبية، تعكس بصدق الروح النضالية للشعب الفيتنامي.

وأكد الدبلوماسي أن "الذكرى المئوية للصحافة الثورية الفيتنامية هي يوم انتصار لكوبا".

بعض ممثلي جمعية الصحفيين الفيتناميين في لقاء حميم مع وفد جمعية الصحفيين الكوبيين. (تصوير: فام ترونغ)

بالإضافة إلى استعراضه للتقاليد، أشاد السفير روخيليو بولانكو فوينتس بأهمية الأنشطة الحالية في تعميق العلاقات الصحفية بين البلدين، قائلاً: "لقد نظمنا العديد من الأنشطة بمناسبة مشاركة وفد جمعية الصحفيين الكوبيين في الاحتفال بالذكرى المئوية ليوم الصحافة الثورية الفيتنامية. وفي السنوات الأخيرة، شهدت فيتنام وكوبا العديد من التبادلات في مجال الإعلام الصحفي، وبين جمعيتي الصحفيين في البلدين".

وأضاف أن جمعيتي الصحفيين وقعتا اتفاقية تعاون بمضامين محددة، طُبّقت بفعالية في الآونة الأخيرة. وتُعدّ هذه العلاقة جزءًا من العلاقات الودية والتقليدية الشاملة بين البلدين. كما يتبادل الجانبان بانتظام تكنولوجيا المعلومات، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الصحافة، ويعملان معًا للحد من الآثار السلبية التي قد تُسببها التكنولوجيا.

بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام وكوبا (1960-2025)، أعرب السفير روخيليو بولانكو فوينتس عن أمله في أن يصبح التعاون الصحفي أحد المجالات الرئيسية في العلاقات الثنائية. وحسب السفير، فإن البلدين لم يحافظا على علاقات سياسية وثيقة فحسب، بل حققا أيضًا العديد من الإنجازات العملية في مجالات الدفاع والأمن والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والاستثمار، والآن أيضًا في مجال الصحافة والإعلام.

السفير روخيليو بولانكو فوينتس يتحدث مع أعضاء رابطة الصحفيين الكوبيين. (تصوير: نغوك آنه)

وبهذه المناسبة، وجّه السفير فوينتس أطيب تمنياته لجميع الصحفيين في فيتنام، وخاصةً صحيفة "جيوي فا فيتنام" ، وهي وكالة أنباء ساهمت إسهامات كبيرة في تعزيز العلاقات بين البلدين. كما أعرب عن أمله في أن تتجه الصحيفة ووكالات الأنباء الكوبية في المستقبل نحو توقيع اتفاقيات تعاون محددة، تعود بالنفع على الجانبين.

بروح من التبادل والتواصل، عبّر السيد خوان كارلوس راميريز هيراس، نائب رئيس جمعية الصحفيين الكوبيين، عن تأثره الشديد خلال زيارته الأولى لفيتنام، بمناسبة الذكرى المئوية ليوم الصحافة الثورية الفيتنامية، قائلاً: "هذه أول زيارة لنا لفيتنام، ونحن معجبون جدًا بهذا البلد وشعبه. يُكنّ الشعب الفيتنامي حبًا واحترامًا عميقين لكوبا. نود أن نتقدم بخالص الشكر لجمعية الصحفيين الفيتناميين على دعوتهم الوفد الصحفي الكوبي لحضور هذا الحدث".

وأكد السيد خوان كارلوس راميريز هيراس أن الزيارة ليست فرصة للتبادل والتعلم فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز العلاقات الودية بين صحافة البلدين، وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الروابط التعاونية ستستمر في التعزيز والتطوير بشكل أقوى وأكثر رسوخًا في السنوات القادمة.

قدّم السيد خوان كارلوس راميريز هيراس، نائب رئيس جمعية الصحفيين الكوبيين، أعضاء الجمعية في حفل الاستقبال. (تصوير: فام ترونغ)

كما أعرب نائب رئيس جمعية الصحفيين الكوبيين عن انطباعه بالتقدم السريع الذي تشهده الصحافة الفيتنامية في مجال التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة. وقال: "نحن معجبون جدًا بالتطور الملحوظ الذي تشهده الصحافة الفيتنامية في مجال التكنولوجيا ومنصات الإعلام الحديثة".

وفي حين أن الصحافة الكوبية لا تزال تواجه العديد من الصعوبات في الابتكار وتطوير المحتوى، فقد أكد أن روح التضامن والدعم القيم من الصحافة والحكومة والشعب في فيتنام "مصدر تشجيع كبير للصحافة الكوبية لمواصلة السعي للارتقاء في الفترة المقبلة".

كما أكد على ضرورة توسيع التعاون في سياق تكيف الصحافة العالمية مع التحول الرقمي: "على صحافة البلدين مواصلة عملية التحول لمواكبة التطور السريع للعصر الرقمي. نأمل أن نتعلم من تجربة الصحافة الفيتنامية، وأن نتعرف على النماذج والأساليب الفعالة التي تطبقونها".

يمكن القول إنه طوال رحلة الصداقة والترابط بين شعبي فيتنام وكوبا، لم تكن الصحافة شاهدًا تاريخيًا فحسب، بل كانت أيضًا جسرًا متينًا يربط الماضي بالحاضر، والتقاليد بالابتكار. فمن التقارير الإخبارية في خضم معركة "القنابل والرصاص الطائش" إلى اتفاقيات التعاون في العصر الرقمي، أكدت صحافة البلدين دورها كقوة رائدة، تُسهم في تعزيز الصداقة ومواصلة القيم المستدامة التي يصونها الشعبان.

السفير روجيليو بولانكو فوينتس يتحدث في اجتماع مع الخبراء ومسؤولي الصحافة الذين درسوا في كوبا، نظمته السفارة الكوبية في فيتنام بالتنسيق مع أكاديمية الصحافة والاتصال، في 6 يونيو. (تصوير: ديب ثاو)

وفي لقاء مع الخبراء ومسؤولي الصحافة الذين درسوا في كوبا يوم 6 يونيو، قال السفير الكوبي لدى فيتنام روجيليو بولانكو فوينتس إنه طوال النضال البطولي للشعب الفيتنامي من أجل الاستقلال والتحرير وبناء الاشتراكية، كرست قوة من الصحفيين الموهوبين ذكاءهم وشجاعتهم لنشر الإيديولوجية الثورية وتكريم القيم الوطنية وتعبئة الجماهير لحماية أعلى المثل الوطنية.

وبحسب السفير فإن كوبا كرست نظامها الصحفي بأكمله لدعم تحرير الشعب الفيتنامي ونشر الحقيقة ورفع الوعي العالمي بالإبادة الجماعية التي تسبب فيها الإمبريالية.

كما أكد السفير فوينتس أنه بفضل التعاون الوثيق والودّي بين صحفيي البلدين، يواكب شعب كوبا، في الطرف الآخر من العالم، مآثر الشعب الفيتنامي يوميًا. فكل طائرة أمريكية تُسقط، وكل أرض تُحرر، تُعدّ مصدر فرح وفخر حقيقي لعمال ومزارعي وطلاب كوبا.

المصدر: https://baoquocte.vn/bao-chi-tiep-tuc-su-menh-gan-ket-hai-dan-toc-viet-nam-cuba-318834.html