إن الضغط من جانب أولياء الأمور لا يؤدي فقط إلى شعور المعلمين بالتعب والتوتر وفقدان السيطرة على أنفسهم والإلهام في عملهم، مما يؤثر بشكل خطير على جودة التعليم ؛ بل ويخلق أيضًا صورة سيئة للمعلمين في نظر الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع.
حظي مشروع قانون المعلمين بأولى ملاحظاته من الجمعية الوطنية خلال دورتها الثامنة من الدورة الخامسة عشرة، مع العديد من السياسات الجديدة لتحسين رواتب المعلمين ودخلهم. وهذه علامة إيجابية. ومع ذلك، لا يزال لدى المعلمين مخاوف أخرى، أبرزها ضغط أولياء الأمور.
في إطار الدراسة حول حياة المعلمين في المنطقة الجنوبية، أجرى معهد تطوير السياسات بجامعة مدينة هوشي منه الوطنية (التابعة لجامعة الاقتصاد والقانون) بحثًا، وأجرى مقابلات مع 132 من مديري التعليم والمعلمين على جميع المستويات، وأجرى مسحًا واسع النطاق لـ 12505 معلمًا على جميع المستويات حول القضايا المتعلقة بالدخل والحياة والضغط... في المقاطعات الثلاث بينه ثوان وتاي نينه وهاو جيانج في سبتمبر وأكتوبر 2024. أظهرت النتائج أنه بالإضافة إلى ضغط الدخل (تلبية متوسط 51.87٪ فقط من احتياجات الإنفاق الشهري لأسر المعلمين)، فإن المعلمين يتعرضون حاليًا لضغوط كبيرة ليس من العمل المهني ولكن من الآباء. أظهرت نتائج المسح أن ما يصل إلى 70.21٪ من المعلمين قالوا إنهم تحت ضغط أو ضغط كبير من الآباء بمتوسط درجة 4.4/5 (5 نقاط تعني ضغطًا كبيرًا). كما أظهرت نتائج المسح أن ما يصل إلى 40.63٪ من المعلمين كانوا ينوون تغيير مساراتهم المهنية بسبب العنف النفسي من الوالدين.
اتفقت المقابلات المعمقة مع المعلمين في مجلس المدرسة، وقادة المواد الدراسية، والمعلمين، على أن ضغط أولياء الأمور على المعلمين يُمثل حاليًا مشكلةً مُقلقة في قطاع التعليم. فكثير من أولياء الأمور لديهم توقعات عالية، وغالبًا ما يتدخلون بشكل كبير في التدريس، بل ويضغطون على الدرجات. فهم يراقبون باستمرار، ويطرحون الأسئلة، ويطلبون تقارير مُفصلة عن وضع أطفالهم التعليمي عبر مجموعات Zalo أو فيسبوك... والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بعض المعلمين أفادوا أيضًا بأن بعض أولياء الأمور قد أساءوا إلى المعلمين بشكل خطير، مثل الحضور إلى المدرسة للشجار، أو حتى الاعتداء عليهم عندما يُنتقد أطفالهم أو يُذكرونهم أو لا يحصلون على درجات عالية. كما يواجه العديد من المعلمين تهديدات أو تشهيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن ناحية أخرى، أظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا أن ما يصل إلى 94.23% من المعلمين قالوا إنهم يواصلون ممارسة المهنة بسبب حبهم للمهنة وطلابهم؛ وأن 91.6% يواصلون ممارسة المهنة بسبب مُثُلهم الشخصية، معتبرين أنها مهنة نبيلة.
اتفق العديد من الإداريين التربويين والمعلمين الذين أجريت معهم المقابلات على رأي واحد: في ظل الظروف الراهنة، ومع تعزيز حقوق الطلاب وأولياء الأمور، يبدو أن حقوق المعلمين تتعرض للانتهاك، وخاصةً حقهم في حماية الكرامة والشرف عمومًا وفي الفضاء الإلكتروني خصوصًا. كما أشار العديد من المعلمين إلى أن التدريس عمل شاق للغاية، وأن الدخل لا يكفي لتغطية نفقات الحياة الأسرية، وأن السبب الرئيسي لاستمرارهم في هذه المهنة هو اعتبارها مهنة نبيلة. فإذا ما ازدادت صورة هذه المهنة النبيلة سوءًا، فسيكون من الصعب حب المهنة وحب الطلاب والاستمرار فيها.
لذلك، يجب تنظيم محتوى احترام وحماية كرامة الإنسان وشرفه وجسده عند ممارسة الأنشطة المهنية في بند منفصل ضمن قانون المعلمين، وذلك لخلق إطار قانوني متين وشامل لحماية المعلمين. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري مواصلة تعزيز تقاليد احترام المعلمين في السياق الجديد، وخاصةً في سياق تطور شبكات التواصل الاجتماعي والتحول الرقمي.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/bao-dong-ap-luc-tu-phu-huynh-185241205235724222.htm
تعليق (0)