يُواصلون الترويج لحججٍ مُضللة لتخريب الحزب والدولة، مُنكرين نتائج مكافحة الفساد. مكافحة هذه الحجج الباطلة ليست مسؤولية كوادر الحزب وأعضاءه فحسب.

مشهد من ورشة عمل "الوضع الراهن والحلول لمنع ومكافحة الفساد والسلوكيات السلبية بين كوادر وأعضاء الحزب في ظل الوضع الجديد"، التي نظمها معهد العلوم ، كوادر (اللجنة المنظمة المركزية)، بالتنسيق مع الجهات المنظمة. تصوير: نغوك آنه
تشويه صارخ وغير علمي
في مقالة "علاج الفساد: التغيير المؤسسي" للكاتب تران نغوك توان على إذاعة آسيا الحرة بتاريخ 23 يونيو/حزيران 2022، طُرح السؤال التالي: "هل يُمكن القضاء على الفساد في ظل النظام الحالي؟"، حيث أكد هذا الشخص بصوت عالٍ: "لمكافحة الفساد، يجب تغيير الآلية الحالية في فيتنام بالكامل... لا يُمكن القضاء على الفساد إلا عندما يكون في فيتنام نظامٌ متعدد الأحزاب". وهذه أيضًا الحجة التي كررتها فو ثي هاو في عدد من المواقع الإلكترونية. ولتعزيز هذه الحجة، نشرت الصحيفة خبرًا مفاده: "لقد عزمت فيتنام على مكافحة الفساد لسنوات عديدة، لكن مئات من كبار المسؤولين لا يزالون يتعرضون لعقوبات تأديبية بأشكال مختلفة بسبب الفساد".
إن القول بأن الفساد مرتبط بطبيعة النظام الاجتماعي هو تحريف صارخ وغير علمي، وذلك لأنه:
أولاً، الفساد عيب اجتماعي شائع في كل دولة. فوفقاً لإحصاءات الفترة من ٢٠٠٣ إلى ٢٠١١، سُجِّلت في السويد ١٢٤٨ حالة فساد مزعومة تتعلق بالمشتريات العامة، والتراخيص، والتخطيط، وغيرها. ووفقاً لتقرير يستند إلى تحليل إحصاءات فساد القطاع العام الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية: "إن الأرقام والمؤهلات السياسية للمسؤولين المنتخبين وقادة الأعمال في إلينوي الذين تورطوا أو حوكموا أو أُدينوا في عام ٢٠٢٠ مُذهلة". ويُظهر تقرير عام ٢٠٢٠ أن إلينوي وحدها شهدت ٣١ حالة إدانة بفساد القطاع العام...
ثانيا، لو كان الفساد موجودا فقط في البلدان التي تسير على الطريق الاشتراكي، ومرتبطا بقيادة الحزب الشيوعي وحدها، لما كان هناك وجود لمنظمة الشفافية الدولية، ولما كان هناك حدث ديسمبر/كانون الأول 2003 الذي اجتمع فيه ممثلو أكثر من 120 دولة حول العالم في المكسيك لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ولما كان هناك يوم دولي لمكافحة الفساد في التاسع من ديسمبر/كانون الأول.
إذا نظرنا إلى مؤشر مدركات الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية في عام 2021، حيث سجلت فيتنام 39/100 نقطة، واحتلت المرتبة 87 من بين 180 دولة تم تقييمها، فمن المؤكد أن الحجة القائلة بأن الفساد متأصل، ولا يوجد إلا في الدول الاشتراكية، بما في ذلك فيتنام، هي سخيفة، ولا أساس لها من الصحة من الناحية النظرية والتطبيقية.
هل مكافحة الفساد في فيتنام عبارة عن تطهير داخلي؟
لإنكار إنجازات مكافحة الفساد في فيتنام، تواصل القوى المعادية الادعاء بأن مكافحة الفساد في فيتنام ليست سوى "صراع داخلي"، و"صراعات على السلطة بين جماعات المصالح داخل الحزب"، و"قرع الطبول وضرب الأجراس لتعمية أعين العالم". نشرت إذاعة آسيا الحرة مقالاً بعنوان: "هل يصدق أحد المثل القائل: مكافحة الفساد في فيتنام لا مناطق محظورة؟"؛ أو إذاعة صوت أمريكا: "تطهير داخل الحزب في فيتنام"... كلها مجرد حجج مشوهة تهدف إلى النيل من هيبة الحزب، وفقدان ثقة الجماهير في مكافحة فساد حزبنا ودولتنا.
يُعرّف حزبنا ودولتنا الفساد بأنه "كارثة وطنية" و"عدو داخلي" يعيق مسيرة التنمية في البلاد، بل ويُشكّل أحد التهديدات لبقاء النظام. لذلك، لا بدّ من النضال بحزم للقضاء على هذه الظاهرة من الحياة الاجتماعية. ولحل هذه المشكلة، لا بدّ من إرادة النظام السياسي بأكمله، والأمة والشعب بأسره. فهو ليس، على الإطلاق، تطهيرًا داخليًا أو صراعًا على السلطة بين جماعات المصالح كما تدّعي القوى المعادية. وذلك لأن:
أولاً، يُحدد الحزب الوقاية من الفساد ومكافحته كأحد الركائز الأساسية والمحورية في بناء الحزب وإصلاحه. وينص الحزب بوضوح على: "النضال بحزم وإصرار لمنع الفساد والإهدار وردعهما، بعزيمة سياسية أقوى، وإجراءات أكثر فعالية وشمولاً. والجمع بشكل وثيق بين الوقاية الفعالة والكشف الاستباقي، والمعالجة الصارمة والفورية لأعمال الفساد والإهدار والتستر والتسامح والتحريض على الفساد والتدخل والعرقلة في مكافحة الفساد والإهدار، دون استثناءات أو مناطق محظورة".
ثانيًا، إلى جانب الفهم العميق للسياسات والمبادئ التوجيهية، صدرت في وقت قصير العديد من لوائح الحزب والوثائق القانونية للدولة، مما أتاح ممرًا قانونيًا فعالًا لمكافحة الفساد. ويُظهر قانون مكافحة الفساد لعام ٢٠١٨ عزم حزبنا ودولتنا الراسخ على مكافحة الفساد، ويؤكد التزام فيتنام بتحسين مستوى الامتثال للاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد.
ثالثا، بفضل القيادة الحكيمة والحازمة لحزبنا ودولتنا، حققت أنشطة مكافحة الفساد في الآونة الأخيرة نتائج باهرة، مما عزز ثقة الجماهير واعتراف المجتمع الدولي.
في عام ٢٠٢٢، ووفقًا لتقرير مؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، تُعدّ فيتنام واحدة من ست دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حققت تقدمًا ملحوظًا. وفي تصنيف مؤشر مدركات الفساد الذي يضم ١٨٠ دولة ومنطقة، تقدّمت فيتنام ١٠ مراتب، من المركز ٨٧ (عام ٢٠٢١) إلى المركز ٧٧ (عام ٢٠٢٢).
هل تؤدي مكافحة الفساد إلى إضعاف الاقتصاد؟
في ظل الإنجازات الجلية التي حققتها حملة الحزب والدولة لمكافحة الفساد، تواصل القوى المعادية استخدام ذريعة الادعاء بأن مكافحة الفساد ستُضعف الاقتصاد وتُشلّ الأنشطة الاقتصادية. نشرت إذاعة آسيا الحرة (RFA) في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 مقالاً لفرانشيسكو غواراسيو، جاء فيه: "إن حملة مكافحة الفساد واسعة النطاق التي يشنها الحزب الشيوعي الفيتنامي تُشلّ العديد من المعاملات الاقتصادية، مما قد يؤثر على الاستثمار الأجنبي المباشر ويُقلّل الصادرات". وزعمت إذاعة صوت أميركا الفيتنامية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 أن: "حملة مكافحة الفساد في فيتنام تُشلّ سلسلة توريد الاستثمار، وتُعطّل العديد من المعاملات المحلية الاعتيادية، وتُسبّب نقصًا في السلع الأساسية، وتُقلّل ثقة المستثمرين".
هذه الحجة لا أساس لها من الصحة. لأن:
أولاً، يُعتبر الفساد آفة اجتماعية تُعيق التنمية الاقتصادية للبلد، وتُقوّض هيبة وكرامة القوى الحاكمة وقادتها. فهو يُستنزف مصادر الاستثمار المحلي، ويُسبب خسائر فادحة في الأصول العامة، ويُضعف ميزانية الدولة، ويُقلّص تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل كبير، ويُعيق الأنشطة الاقتصادية الكلية، ويُعيق عمل الوحدات الاقتصادية... وإذا لم يُكافح الفساد على الفور، فسيُصبح تهديدًا خطيرًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويُهدد بقاء النظام.
ثانيًا، إذا شلّتِ حملة مكافحة الفساد الاقتصاد، فلن يحظى هذا النشاط باهتمام خاص من المجتمع الدولي والدول لحل هذه المشكلة. على سبيل المثال، اضطرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 6 ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى الإعلان عن استراتيجية جديدة لمكافحة الفساد والأنشطة المالية غير القانونية. وقد اتخذت وزارة المالية في هذا البلد إجراءاتٍ للتعامل مع من يستغلون سوق العقارات الأمريكي لإخفاء الأصول... بهدف تطهير الاقتصاد داخليًا ومواصلة تنمية البلاد.
وفي الواقع، مع كل الإنجازات التي تحققت على هذه الجبهة، تعززت ثقة الناس تدريجيا، وتعزز مكانتنا على الساحة الدولية، وأصبحت فيتنام سوقا يهتم بها المستثمرون الأجانب.
وفي تقييمه لمهمة منع الفساد ومكافحته، أكد الأمين العام نجوين فو ترونج، رئيس اللجنة التوجيهية، في اجتماع اللجنة الدائمة للجنة التوجيهية المركزية لمنع الفساد والسلبية ومكافحتهما في 18 نوفمبر 2022: "كلما عززنا مكافحة الفساد والسلبية، كلما أصبح حزبنا أقوى، وعزز ثقة الشعب في الحزب والدولة والنظام، وجعل الجهاز نظيفًا، وشدد الانضباط والنظام، وقدم مساهمة مهمة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على الاستقرار السياسي، وتعزيز الدفاع الوطني والأمن والشؤون الخارجية، وفي الوقت نفسه رفض الحجج الكاذبة للقوى السيئة والمعادية والمعارضة بأن مكافحة الفساد والتعامل مع الكوادر وأعضاء الحزب المخطئين هي "صراع داخلي" و"تحزب" و"تثبيط" للآخرين.
______
(*) المقال الفائز بالجائزة الثانية في المسابقة الثالثة للمقال السياسي لحماية الأساس الأيديولوجي للحزب في عام 2023 لمدينة هانوي.
مصدر
تعليق (0)