وفي فيتنام، وفقاً لمسح أجرته منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ، فإن معدل استخدام التبغ بين طلاب المدارس الثانوية الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً آخذ في الازدياد.
وفي فيتنام، وفقاً لمسح أجرته منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، يتزايد معدل استخدام طلاب المدارس الثانوية لمنتجات التبغ الجديدة بين سن 13 و17 عاماً.
معدل الاستخدام يتزايد بسرعة
وبحسب أبحاث أجرتها منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة المحلية، أصبحت السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الجديدة تشكل تهديدا كبيرا للجيل الشاب.
وتحتاج المجتمعات والمنظمات الاجتماعية إلى المشاركة بشكل فعال في تغيير عادات الشباب. |
يتم تسويق السجائر الإلكترونية باعتبارها "بديلاً آمنًا" للسجائر التقليدية، ذات رائحة ودخان أقل، ومجموعة متنوعة من النكهات الجذابة مثل الفاكهة والنعناع والحلوى وما إلى ذلك.
هذا ما دفع الكثير من الشباب إلى الاعتقاد بأن استخدام السجائر الإلكترونية ليس خطيرًا، بل "متحضرًا" و"رائعًا". لكن الواقع مختلف تمامًا، إذ تحتوي هذه المنتجات على العديد من المواد الكيميائية السامة التي لا تقل ضررًا عن السجائر التقليدية.
على الرغم من عدم وجود دخان مثل السجائر التقليدية، إلا أن السجائر الإلكترونية لا تزال تحتوي على العديد من المواد الكيميائية السامة، بما في ذلك النيكوتين والفورمالديهايد والأكرولين وغيرها من المركبات التي يمكن أن تسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
النيكوتين، المادة المُسببة للإدمان الرئيسية في السجائر الجديدة، يُشكل خطرًا بالغًا على المراهقين، إذ يُمكن أن يؤثر على نمو الدماغ، مما يُؤدي إلى مشاكل في التعلم والتركيز واتخاذ القرارات. وقد وجدت إحدى الدراسات أن استخدام النيكوتين خلال فترة المراهقة يُمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية كالاكتئاب والقلق.
بالإضافة إلى ذلك، قد يُسبب استخدام السجائر الجديدة تلفًا طويل الأمد للجهاز التنفسي. فالمواد الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية قد تُسبب الالتهاب الرئوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. وقد سُجلت بعض حالات الالتهاب الرئوي الحاد وتلف الرئة نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية.
وبحسب التقارير الصادرة عن وزارة الصحة الفيتنامية والمنظمات الصحية الدولية، فإن معدل استخدام الطلاب للسجائر الإلكترونية يتزايد بسرعة.
أظهرت دراسة حديثة أن حوالي 8.6% من طلاب المدارس الثانوية في فيتنام يستخدمون السجائر الإلكترونية. وترتفع هذه النسبة بشكل خاص بين الفتيان وفي المناطق الحضرية الكبيرة، حيث يسهل الحصول على السجائر الإلكترونية وشراؤها عبر الإنترنت.
وتثير هذه الزيادة القلق بشكل أكبر لأن الدراسات تظهر أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى التحول إلى السجائر التقليدية.
بدأ معظم مستخدمي السجائر الإلكترونية بسجائر جديدة ثم عادوا إلى السجائر التقليدية، مما زاد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
قالت السيدة نجوين ثي تو هونغ، من صندوق الوقاية من أضرار التبغ بوزارة الصحة، إن السجائر الجديدة تم دمجها منذ فترة طويلة في صورة "الروعة" و"الفوائد الاجتماعية" في الأفلام أو مقاطع الفيديو الموسيقية أو الإعلانات، مما خلق انطباعًا خاطئًا بالضرر الحقيقي لهذا المنتج.
تعزيز التواصل لتغيير المفاهيم
من أهم الاستراتيجيات للحد من تعاطي التبغ بين الشباب تعزيز التواصل والتوعية. ينبغي ألا تقتصر حملات التوعية على التحذير من الآثار الضارة للتبغ فحسب، بل ينبغي أيضًا أن تُغيّر تصورات الشباب عن "الفوائد" الزائفة التي يعتقدون أنهم يحصلون عليها من التدخين.
هناك حاجة إلى برامج تعليمية في مرحلة الطفولة المبكرة لمساعدة الطلاب على إدراك الآثار الضارة للتبغ منذ الصغر. وينبغي أن تجمع هذه البرامج بين التوعية الصحية والآثار السلبية للتبغ، وأساليب الرفض والتعامل مع إغراءات الأصدقاء والمحيطين بهم لتعاطي التبغ.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى التنسيق الوثيق بين السلطات والمنظمات الاجتماعية وقنوات الإعلام لتنفيذ حملات اتصال فعالة، باستخدام الوسائل الحديثة مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو الفيروسية والمؤثرين للوصول إلى الشباب.
للوقاية من منتجات التبغ الجديدة، ووفقًا للسيد نجوين فان مينه، مدير جامعة الصحة العامة، تلعب الأسرة أيضًا دورًا بالغ الأهمية. يجب على الوالدين أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في الحفاظ على صحتهم، والابتعاد عن التبغ والمنشطات الأخرى.
يجب إجراء محادثات صادقة ومباشرة بانتظام حول الآثار الضارة للتبغ، وخطر الإصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة الأخرى الناجمة عن التدخين، حتى يفهم الأطفال أن التدخين ليس وسيلة لإظهار النضج أو الشخصية، بل هو عمل من أعمال التدمير الذاتي.
وبحسب السيد فو مان كونج، مدير المركز المركزي للتثقيف الصحي والاتصال بوزارة الصحة، فإن المجتمع والمنظمات الاجتماعية بحاجة أيضًا إلى المشاركة بنشاط في تغيير عادات الشباب.
إن حملات التوعية المجتمعية والمسابقات للتعرف على الآثار الضارة للتبغ وبرامج التدريب للتعرف على مهارات الرفض من شأنها أن تساعد الشباب على امتلاك المعرفة والقوة الكافية لقول لا للتبغ.
الشباب هم مستقبل الوطن. حماية صحة جيل الشباب، وحمايتهم من الوقوع في فخ التبغ، مسؤولية كبيرة يجب على كل منا المشاركة فيها؛ لا بد من حملات توعية فعّالة، واستراتيجية تواصل شاملة لتغيير وعي الشباب وعاداتهم وسلوكياتهم. لنبدأ بخطوات صغيرة، لكنها ثابتة وحازمة، لضمان جيل مستقبلي يتمتع بالصحة وخالٍ من التدخين.
[إعلان 2]
المصدر: https://baodautu.vn/canh-bao-ty-le-hoc-sinh-su-dung-thuoc-la-moi-dang-gia-tang-d233634.html
تعليق (0)