رئيس الوزراء فام مينه تشينه ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو خلال زيارتهما الرسمية إلى فيتنام من 30 أبريل إلى 1 مايو 2022. (تصوير: نجوين هونغ) |
نقلت مشاركة رئيس الوزراء فام مينه تشينه في قمة مجموعة السبع الموسعة في هيروشيما باليابان رسالة فيتنام الديناميكية والمبتكرة والمشاركة بشكل استباقي والمساهمة المسؤولة في السلام والتنمية والمخاوف المشتركة للمجتمع الدولي.
وتعتبر قمة مجموعة السبع الموسعة، التي تعقد في إطار قمة مجموعة السبع، منتدى دوليا مهما يجمع زعماء سبع دول صناعية رائدة ودول ومنظمات دولية مرموقة لمناقشة وتعزيز التعاون في التعامل مع القضايا العالمية.
يضمّ ضيوف قمة مجموعة السبع لهذا العام قادةً كبارًا من ثماني دول وست منظمات دولية، وفيتنام إحدى دولتين من جنوب شرق آسيا. هذه هي المرة الثالثة التي تحضر فيها فيتنام قمة مجموعة السبع، والمرة الثانية التي تُدعى فيها بصفتها دولةً لا تُمثّل منظمةً أو مجموعة دول في المنطقة.
المشاركة في حل التحديات العالمية
وقال وزير الخارجية بوي ثانه سون إن مشاركة فيتنام لها أهمية خاصة، وتعكس الاعتراف الإيجابي من جانب دول مجموعة السبع والمجتمع الدولي بمكانة فيتنام ومكانتها، فضلاً عن جهودها ومساهماتها النشطة والمسؤولة في تعزيز التعاون الدولي في معالجة التحديات العالمية في الآونة الأخيرة.
في المؤتمر القادم، ستواصل فيتنام تأكيد موقفها الثابت، وستقدم قصارى جهدها للمجتمع الدولي في اقتراح وتنفيذ تدابير عملية وفعّالة لتعزيز التعاون العالمي والإقليمي في الحفاظ على السلام والاستقرار، وتعزيز التعافي والتنمية المستدامة بعد جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى التعامل مع القضايا العالمية على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، مثل ضمان أمن الطاقة والأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ والوقاية من الأمراض والمساواة بين الجنسين، وغيرها. ومن خلال المؤتمر، سترسل فيتنام رسالة عزم على التنفيذ الفعال لالتزاماتها بالتعاون لحل المشاكل المشتركة في العالم والمنطقة، مثل الالتزام بخفض صافي الانبعاثات إلى "صفر" بحلول عام 2050.
في ظلّ مواجهة المجتمع الدولي لأزماتٍ مُتلاحقة، وبطء انتعاش الاقتصاد العالمي، تتضمن قمة مجموعة السبع الموسعة لهذا العام ثلاث جلسات، تتناول المواضيع التالية: التعاون في مواجهة الأزمات المتعددة؛ والجهود المشتركة من أجل كوكبٍ مستدام؛ ونحو عالمٍ ينعم بالسلام والاستقرار والازدهار. وبناءً على ذلك، يُركّز المؤتمر على قضايا تشمل الغذاء، والصحة، والتنمية، والمساواة بين الجنسين، والتصدي لتغير المناخ، والبيئة، والطاقة، وغيرها.
بناءً على هذه المحاور، شاركت فيتنام تجربتها التنموية من منظور دولة تسعى إلى تعزيز التصنيع والتحديث والتكامل الدولي الشامل والعميق. وفي الوقت نفسه، تُتيح هذه الفرصة لفيتنام للاستفادة من الدروس والممارسات الجيدة والطرق الفعالة للتعامل مع القضايا العالمية، بالإضافة إلى تحديات التنمية المستدامة، وخاصةً في الدول النامية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الزيارة تعد فرصة أيضا لرئيس الوزراء فام مينه تشينه للقاء قادة الدول والمنظمات الدولية لتعزيز التعاون الثنائي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
مستوى عال من الثقة السياسية
يكتسب هذا الحدث أهميةً أكبر نظرًا لتزامن مشاركة فيتنام في المؤتمر مع الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدولة المضيفة، اليابان (1973-2023). ويُعدّ هذا دليلًا واضحًا على مستوى الثقة السياسية العالي بين البلدين، بالإضافة إلى التطور القوي والشامل للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام واليابان؛ كما يُظهر أن البلدين يتشاركان في أرضية مشتركة ومصالح مشتركة في العديد من القضايا الدولية والإقليمية.
وفي هذه المناسبة، من المتوقع أن يجري رئيس الوزراء فام مينه تشينه محادثات مع رئيس الوزراء كيشيدا فوميو، ويلتقي بقادة ورجال أعمال وأصدقاء يابانيين لمناقشة الاتجاهات والتدابير الرامية إلى خلق زخم جديد للعلاقات الثنائية لمواصلة التطور بشكل أقوى وأكثر فعالية، بما يخدم مصالح الشعبين بشكل أفضل، فضلاً عن تقديم مساهمات أكثر إيجابية للسلام والاستقرار والتعاون من أجل التنمية في المنطقة والعالم.
انعقدت القمة الموسعة لمجموعة السبع في هيروشيما باليابان. |
تطوير علاقات ثنائية ومتعددة الأطراف قوية
أكد السفير الفيتنامي لدى اليابان فام كوانج هيو، أن عام 2023 له أهمية خاصة لأنه يصادف الذكرى الخمسين للعلاقات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا واليابان والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين فيتنام واليابان، معربا عن العديد من التوقعات بشأن رحلة عمل رئيس الوزراء فام مينه تشينه.
بالنسبة لآسيان، تُعدّ اليابان الشريك الأول والأكثر موثوقيةً وأهميةً، إذ تُساهم بنشاط وفعالية في الحوار والتعاون من أجل السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. وبصفتها عضوًا فاعلًا في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تُواصل فيتنام التنسيق الوثيق مع دول الرابطة واليابان للمساهمة في تطوير العلاقات الثنائية على نحوٍ قوي.
وعلى هذا الأساس، ستدعم فيتنام وتواصل التنسيق الوثيق مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا واليابان لضمان التنظيم الناجح للقمة للاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات في طوكيو في ديسمبر 2023. ويعتقد السفير فام كوانج هيو أن هذا الحدث سيخلق معلمًا تاريخيًا، مما يساهم في تعزيز ورفع مستوى العلاقة الطويلة الأمد والقوية والفعالة بين رابطة دول جنوب شرق آسيا واليابان في المرحلة التالية من التطور.
مع اليابان، تشهد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام واليابان تطورًا قويًا وشاملًا. اليابان هي الشريك الاقتصادي الرائد لفيتنام. ويجري التعاون بنشاط في مختلف المجالات، لا سيما الدفاع والأمن والاستثمار والتجارة والمساعدات الإنمائية الرسمية والصحة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والتحول الرقمي والتعليم والتدريب ومواجهة تغير المناخ، وغيرها. وينسق الجانبان بشكل وثيق في المحافل متعددة الأطراف.
بفضل هذه الفرضية الواعدة، يُقال إن العلاقات الفيتنامية اليابانية تتمتع بإمكانيات لا حدود لها. وتُمثل سلسلة الأنشطة المُقامة هذا العام للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية فرصةً لاستحضار الماضي وبناء أساسٍ يُمهد الطريق لتطور هذه العلاقات نحو المستقبل، وصولاً إلى مستوى الشراكة الإقليمية والعالمية المتساوية، بما يعود بالنفع على الطرفين.
ومن المتوقع أن تساهم زيارة رئيس الوزراء فام مينه تشينه، التي تأتي في وقت مهم، في تعزيز الثقة بشكل أكبر، وتعزيز تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز المحتويات الرئيسية مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والجيل الجديد من المساعدات الإنمائية الرسمية والبنية التحتية عالية الجودة والتحول الأخضر وتحول الطاقة، وما إلى ذلك؛ وتعزيز التنسيق وتبادل المواقف والتعاون بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويشكل تغير المناخ مصدر قلق مشترك بين البلدين، ومن المتوقع أن يكون موضوعا ساخنا للنقاش في قمة مجموعة السبع هذا العام. ويأمل السفير الياباني لدى فيتنام يامادا تاكيو أن تساهم فيتنام بشكل فعال في مناقشة هذه القضية في إطار القمة.
وأكد السفير يامادا تاكيو أن اليابان تقدر عاليا علاقاتها التعاونية مع فيتنام، واعتبر دعوة فيتنام لحضور قمة مجموعة السبع هذه المرة بمثابة معلم مهم لرفع الشراكة بين البلدين إلى مستوى جديد، مع خلق الزخم لتعزيز هذه العملية.
ونحن نعتقد أن فيتنام، التي تحمل رسالة واضحة بشأن التوجه التنموي والمجالات ذات الأولوية بما يتماشى مع المصالح المشتركة، ستترك انطباعاً عميقاً في المؤتمر، وتظهر صورة الصديق والشريك الموثوق به والعضو المسؤول في المجتمع الدولي، الذي يسعى إلى المساهمة بشكل مسؤول في المصالح المشتركة، نحو عالم من السلام والاستقرار والازدهار.
مجموعة الدول السبع (G7)، التي تأسست عام ١٩٧٦، هي تحالف يضم سبع دول صناعية متقدمة: المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، اليابان، فرنسا، كندا، وإيطاليا. تلعب مجموعة الدول السبع دورًا هامًا في تشكيل وتعزيز الحوكمة والهيكل العالميين. تجمع مجموعة الدول السبع الأصوات، وتعكس تشابه وجهات النظر والمصالح بين الدول المتقدمة في معالجة قضايا الأمن الدولي المشتركة، وتعزيز الحوار حول مواجهة التحديات العالمية. |
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)