بدعوة من رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية لونغ كونغ، سيقوم الملك برياه بات سامديتش برياه بورومنيث نورودوم سيهاموني ملك كمبوديا بزيارة دولة إلى فيتنام في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر 2024. وقبل الزيارة، أجرى السفير الفيتنامي لدى كمبوديا مقابلة مع الصحافة حول الصداقة والتعاون بين فيتنام وكمبوديا.
وبحسب السفير نجوين هوي تانغ، توج الملك الكمبودي نورودوم سيهاموني في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2004. وقام الملك بالعديد من الزيارات إلى فيتنام.
وفقًا لجدول أعمال الزيارة، سيجري الملك نورودوم سيهاموني محادثات واجتماعات مع جميع كبار قادة فيتنام. ومن خلال ذلك، يود الملك نورودوم سيهاموني أن يُعرب لقادة وشعب فيتنام عن الصداقة الحميمة والوطيدة التي تربط قادة كمبوديا بقادة وشعب فيتنام.
سيساهم هذا في تعزيز الثقة السياسية بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والتعليم وغيرها. ولا شك أن زيارة الملك نورودوم سيهاموني ستسهم في تعميق العلاقات بين فيتنام وكمبوديا، تحت شعار "حسن الجوار، والصداقة التقليدية، والتعاون الشامل، والاستدامة طويلة الأمد".
فيما يتعلق بالإنجازات التي شهدتها العلاقات بين فيتنام وكمبوديا في الآونة الأخيرة، قال السفير نجوين هوي تانغ إنه على الصعيد السياسي، يتبادل كبار قادة البلدين الزيارات بانتظام. ففي عام ٢٠٢٤، استقبلت فيتنام زيارة دولة للرئيس تو لام؛ ومؤخرًا، كانت هناك زيارة رسمية لرئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان، إلى جانب حضور مؤتمرين دوليين، الدورة الثانية عشرة للمؤتمر الدولي لسياسات الشراكة بين القطاعين العام والخاص (ICAPP) والدورة الحادية عشرة للمؤتمر الدولي لسياسات الشراكة بين القطاعين العام والخاص (IPTP) اللذين استضافتهما كمبوديا.
على الجانب الكمبودي، شهد ديسمبر 2023 زياراتٍ لرئيس الجمعية الوطنية سامديتش خون سوداري ورئيس الوزراء سامديتش ثيبادي هون مانيت؛ وكانت هذه المرة زيارة دولة للملك نورودوم سيهاموني. إضافةً إلى ذلك، جرت اتصالاتٌ واجتماعاتٌ رفيعة المستوى عديدة بين زعيمي البلدين. وفي يوليو 2024، ترأس رئيس مجلس الشيوخ ورئيس حزب الشعب الكمبودي سامديتش تيكو هون سين وفدًا كمبوديًا لحضور جنازة الأمين العام الراحل نجوين فو ترونغ في هانوي.
في ذلك الوقت، أجرى سامديتش تيكو هون سين اتصالات رفيعة المستوى مع القادة الفيتناميين، مما ساهم في تعميق الثقة السياسية بين الزعيمين، ورسم ملامح العلاقة الشاملة بين البلدين.
فيما يتعلق بالتعاون في مجالات الأمن والدفاع والشؤون الخارجية، أشار السفير نجوين هوي تانغ إلى أن فيتنام وكمبوديا أدركتا في السنوات الأخيرة أن أمن واستقرار كل دولة هو منفعة للأخرى. ولذلك، يولي الجانبان أهمية بالغة للتعاون الأمني والدفاعي.
ينفذ الجانبان بانتظام وفعالية البروتوكولات الخمسية، بالإضافة إلى خطة التعاون السنوية بين وزارة الدفاع الوطني الفيتنامية ووزارة الدفاع الوطني الكمبودية، وبين وزارة الأمن العام الفيتنامية ووزارة الداخلية الكمبودية، مما يُسهم في الحفاظ على بيئة سلمية ومستقرة للتعاون والتنمية المتبادلة.
وفي الشؤون الخارجية، يتشاور الجانبان بشكل منتظم بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الثنائية، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية؛ لضمان تعامل الجانبين مع القضايا الإقليمية والدولية بطريقة متناغمة، وضمان مصالح وسيادة كل دولة.
فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، شهد هذا المجال تطورات إيجابية في السنوات الأخيرة. ولا تزال فيتنام من بين الدول والأقاليم العشرة ذات رأس المال الاستثماري الأكبر، وهي الدولة الرائدة في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في الاستثمار في كمبوديا. وتمتلك فيتنام حاليًا 205 مشاريع سارية برأس مال مسجل قدره 2.94 مليار دولار أمريكي.
وتؤدي بعض الشركات الفيتنامية أعمالها بفعالية كبيرة وتساهم بشكل إيجابي في ميزانية كمبوديا، مما يساهم في العلاقة بين البلدين، مثل شركة ميتفون، ومجموعة صناعة المطاط في فيتنام، وشركة أنجكور للحليب، والبنوك التجارية، ومشروع ثاكو الزراعي عالي التقنية.
شهدت العلاقات التجارية بين فيتنام وكمبوديا تطورات ونموًا ملحوظًا. ففي الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 8.4 مليار دولار أمريكي، ويتوقع الجانبان أن يعود إلى مستوى يتجاوز 10 مليارات دولار أمريكي هذا العام. وهذا أيضًا يُمهد الطريق للبلدين لمواصلة تحقيق الهدف الطموح الذي حدده رئيسا الوزراء، وهو بلوغ حجم التبادل التجاري بينهما 20 مليار دولار أمريكي.
كما استمر التعاون بين لجان المجلس الوطني والوزارات والقطاعات والنقابات والمنظمات الاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى التبادلات الشعبية بين البلدين، في التطور والنمو بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. وقد ساهم التعاون بين المحافظات الحدودية في ضمان استقرار الحدود بين البلدين، مما يخدم تنمية وبناء حدود سلمية وودية وتعاونية من أجل التنمية المشتركة.
يُثمّن الجانبان التعاون في مجال التعليم والتدريب تقديرًا كبيرًا. ففي كل عام، يدرس ما بين 2400 و2500 طالب دولي من كمبوديا في فيتنام، بينما يدرس أكثر من 100 طالب دولي من فيتنام في كمبوديا. ويُعدّ هذا مصدرًا بالغ الأهمية للموارد البشرية والنظام السياسي في البلدين.
وفقًا للسفير نجوين هوي تانغ، فإنه في الفترة المقبلة، ورغم الصعوبات والتحديات الناجمة عن التطورات المعقدة في العالم والمنطقة، ستتمتع العلاقات الفيتنامية الكمبودية بفرص واعدة للتطور. وعلى وجه الخصوص، تُعدّ مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والتكنولوجيا الخضراء، والتكنولوجيا النظيفة، والتكنولوجيا الرقمية، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، من المجالات التي تجذب اهتمام شركات البلدين وتعزز استثماراتها في أسواق كل منهما، كما أنها تُمكّن الشركات الأجنبية من الاستفادة من مواردها في السوقين الكمبودية والفيتنامية.
مصدر
تعليق (0)