عزيزي نائب الوزير، ما هو الدور الذي يلعبه الابتكار بالنسبة للشركات والاقتصاد في السياق الحالي؟
- في سياق التطور التكنولوجي السريع الحالي، والتغيرات المستمرة في السوق وبيئة الأعمال، يصبح الابتكار عاملاً مهمًا لبقاء الشركات وتطورها.
وفقًا لمؤشر الابتكار العالمي لعام ٢٠٢٣، احتلت فيتنام المرتبة ٤٦ من بين ١٣٢ دولة واقتصادًا، متقدمةً مركزين مقارنةً بعام ٢٠٢٢. ووفقًا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، تُعدّ فيتنام واحدةً من الدول السبع متوسطة الدخل التي حققت أكبر تقدم في الابتكار خلال العقد الماضي. كما تُعدّ فيتنام واحدةً من الدول الثلاث التي حافظت على سجل إنجازاتٍ بارزة مقارنةً بمستوى التنمية لمدة ١٣ عامًا متتالية.
تُظهر هذه النتائج أن الشركات الفيتنامية تبذل جهودًا كبيرة، وتُعدّ أحد ركائز منظومة الابتكار، بما في ذلك الدولة، ومعاهد البحث والجامعات، والشركات، والجهات ذات الصلة. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة مقارنة ببعض الدول المتقدمة الأخرى، لذا تحتاج الشركات الفيتنامية إلى: أولاً، الاستثمار في البحث والتطوير لابتكار منتجات وتقنيات جديدة.
ثانياً، بناء ثقافة الابتكار، وتشجيع الموظفين على اقتراح أفكار جديدة وتجربة حلول مبتكرة، وفي الوقت نفسه، خلق آليات لتشجيع الابتكار.
ثالثًا، تعزيز الوعي بالابتكار. ابحثوا واستعلموا عن الابتكار بشكل استباقي، ووفروا بيئةً مناسبةً للموظفين للمشاركة في دورات التكنولوجيا والابتكار. درّبوا الموظفين على مهارات تكنولوجيا الجيل الرابع لتطوير موارد بشرية عالية الجودة.
يرى البعض أن الابتكار سباقٌ مُستهلِكٌ للأموال. ما رأيك في هذه المسألة؟
هذا الرأي ليس صحيحًا تمامًا، فالابتكار لا يعتمد فقط على توافر المال، بل أيضًا على الإدارة الذكية والمبتكرة للأعمال في استخدام الموارد المتاحة. وتطبق العديد من الشركات الناشئة الناجحة حلولًا إبداعية للتغلب على قيود رأس المال. ويمكنها الاستفادة من مصادر التمويل الخارجية، والتعاون مع الشركاء، وتطبيق نماذج أعمال مرنة، واستغلال نقاط قوة الموارد البشرية المتاحة، والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لتوفير التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية.
عندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية المبتكرة، أعتقد أن الشيء المهم الذي تحتاج إليه الشركات هو عقلية مرنة للتكيف مع بيئة الأعمال المتغيرة والاستعداد لقبول المخاطر.
الثاني هو عقلية العميل. صياغة الحلول والمنتجات بناءً على احتياجاتهم ورغباتهم الحقيقية، مما يُسهم في خلق القيمة وبناء ثقة العملاء.
ثالثا، التفكير الإبداعي على كافة المستويات وتطوير بيئة العمل التي توفر مساحة للتجريب بأفكار جديدة.
ثم يأتي التفكير التعاوني. لا يمكن تحقيق الابتكار منفردًا. داخل المؤسسة، من الضروري تعزيز العمل الجماعي، وتبادل المعلومات بانتظام، وبناء شراكات لمشاركة الأفكار والمعرفة والموارد.
في نهاية المطاف، الابتكار ليس مجرد عملية قصيرة الأجل، بل استراتيجية طويلة الأجل. تحتاج الشركات إلى الابتكار وخلق عملية مستمرة لاكتشاف أفكار جديدة وتطبيقها.
سيدي، ما هو الدعم الذي قدمته وزارة التخطيط والاستثمار في الماضي لتشجيع الشركات على تطبيق الابتكار؟
أشرفت وزارة التخطيط والاستثمار، ونسقت مع الوزارات والفروع والمحليات والشركات، على صياغة العديد من الآليات والسياسات المهمة لدعم وتطوير منظومة الابتكار، وعرضها على المجلس الوطني والحكومة لإقرارها. ويهدف هذا المشروع إلى دعم المشاريع الناشئة المحتملة في الوقت المناسب، وتهيئة بيئة استثمارية حقيقية وفعّالة في مجال الابتكار، وتشجيع إنشاء مجتمعات ابتكارية رائدة في عدد من القطاعات والمجالات الاقتصادية الرئيسية ذات المزايا التنافسية.
كما تنسق الوزارة مع المنظمات الدولية لتعبئة الموارد اللازمة لمعالجة صعوبات الشركات المبتكرة والناشئة. أطلقت مبادرة فيتنام للابتكار، وكلف المركز الوطني للابتكار بتنفيذ هدفها المتمثل في وجود 500 شركة مبتكرة نموذجية بحلول عام 2030، مما يُسهم في قيادة الاقتصاد الفيتنامي.
بالإضافة إلى ذلك، يتولى المركز الوطني للابتكار أيضًا التعاون مع العديد من المنظمات الدولية ومؤسسات التدريب وحاضنات الأعمال والجامعات ببرامج تدريبية في مجال الابتكار.
شكرا لك يا نائب الوزير!
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)