مليئة بالإثارة والفخر والامتنان

أقيم برنامج الفن السياسي "الوطن في القلب"، الذي نظمته صحيفة نهان دان بالتعاون مع لجنة هانوي الشعبية، في أجواء رائعة ومشوقة. وامتلأ ملعب ماي دينه الوطني بالجمهور من جميع الأعمار، من الشباب النابض بالحياة إلى كبار السن ذوي الشعر الرمادي، ومن ضباط الشرطة والجنود إلى الموظفين الحكوميين والعمال.

وكما قال الصحفي لي كوك مينه، عضو اللجنة المركزية للحزب، ورئيس تحرير صحيفة "نان دان"، ورئيس جمعية الصحفيين الفيتناميين ، فإن البرنامج يُجسّد سيمفونية وطنية تجمع بين الموسيقى والعروض المسرحية والفنون المعقدة، مع عمق التاريخ وإلهام العصر، ومشاعر المجتمع. يُعيد البرنامج إحياء صفحات تاريخية بطولية، ويُخلّد تضحيات أجيال من الآباء والإخوة، وينقل رسالة فخر وطني، وروح تضامنية عظيمة، وتطلع الشعب الفيتنامي إلى النهوض في العصر الجديد.
من تصميم المسرح على شكل حرف V الذي يرمز إلى "فيتنام - النصر"، إلى الصور المقدسة مثل العلم الأحمر المرفرف بالنجمة الصفراء، والجيش يسير بمهيبة وقوة، أو الشرائح الخالدة التي تعيد خلق التاريخ... تم تنظيم كل ذلك بشكل متقن مع الرغبة في استحضار الفخر، وربط ملايين القلوب الفيتنامية في الداخل والخارج.

كان ملعب "ماي دينه" الوطني مزينًا باللون الأحمر بالعلم الوطني، وغنى 50 ألف شخص النشيد الوطني بفخر، وسار الجيش في انسجام تام بخطوات قوية، وكان العرض مثيرًا للغاية، وتم غناء الأغاني المألوفة والغريبة في نفس الوقت من خلال تناغم جديد، ولعب المغنون والموسيقيون والرياضيون المشهورون ولكن البسطاء دور القادة لعشرات الآلاف من الناس، وكان الجمهور في غاية السعادة وغنى معًا...
بمجرد بدء العرض، وخاصةً بعد هذه الليلة الفنية المميزة، انتشر تفاعل إيجابي كبير عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي. نشرت العديد من صفحات فيسبوك ومنصات الفيديو مقاطع من العرض، مع آلاف التعليقات حوله أسفل كل مقطع.
أعرب أحد الحضور، دونغ هونغ لي، عن شكره العميق للجنة المنظمة على تنظيم هذا الحدث الرائع والهادف. إن الاستمتاع ببرنامجٍ رفيع المستوى، بمحتوى مُعدّ بعناية، يُثير دموع الجمهور باستمرار، والانغماس في أجواء الفخر الوطني المُتقد مع عشرات الآلاف من أبناء الوطن، وغناء أغاني خالدة معًا، هي تجارب لا تُنسى حقًا.
علّق هونغ فو، أحد الحضور، قائلاً: "يحمل البرنامج معنىً عميقاً من اسمه. أحياناً لا نشعر بالوطن، فالوطنية تسري في عروقنا، في قلوبنا، حتى نتواصل. يتدفق هذا الشعور وتقوده الموسيقى والضوء والراية الحمراء ذات النجمة الصفراء، وحتى كلمات وتعبيرات كل فنان. يعرف الشباب أيضاً عن ظهر قلب الأغاني الثورية، والموسيقى الحمراء، لكنها حمراء القوة، والوطنية العارمة".

وفقًا لأحد الحضور، نغوك ديب نجوين، فإن العديد من الحضور من كبار السن ومتوسطي العمر كانوا مصممين على "الإرهاق" مع الشباب خلال العرض. عادوا إلى منازلهم عند منتصف الليل، لكن جميعهم كانوا لا يزالون في حالة معنوية عالية، واستيقظوا باكرًا لممارسة الرياضة، مرتدين قمصانهم الحمراء بفخر.
حلل الجمهور، نغو نغوك هوي، بشغف: "هذا حفل سياسي"، حيث يحضره كل فرد بروح وطنية، ويحب الوطن من كل قلبه. اجتمع أكثر من 50 ألف جمهور، من رجال ونساء وكبار وأطفال، من المدينة إلى الريف، ليهتفوا "الوطن في القلب" بفخر وحماس. وكان النشيد الوطني هو أكثر ما حرّك مشاعر الجمهور، ودفعهم إلى ذروة حماسهم.
وفقًا لهذا الجمهور، كان المغني تونغ دونغ هو الأبرز، سواءً أكان منفردًا أم جماعيًا، فقد أثّر في قلوب الجمهور. قدّم فو ها ترام، وفام ثو ها، موسيقى أكاديمية متنوعة الألوان. أما توك تيان، ونو فوك ثينه، وثانه دوي، فقد قدّموا تجربة ترفيهية رائعة. وكان عرض الألعاب النارية المذهل، الذي اختتم البرنامج بأغنية "كأننا نحتفل بيوم النصر العظيم"، مُبهجًا للغاية، وترك انطباعًا جيدًا لدى الجميع، وغرس في قلوب عشرات الآلاف من الناس روح "الوطن في قلوبهم".
قال الشاب نجوين دوي خوي: "بصفتي من جيل Z، شاركتُ في برنامجٍ حافلٍ بأغاني الموسيقى "الحمراء"، لكنني وجدتُه قريبًا وعصريًا للغاية. كان شعور الفخر الذي انتابني عندما غطّى العلم الأحمر ذو النجمة الصفراء المسرحَ صعبًا للغاية. ينشغل الشباب مثلي أحيانًا بملاحقة الصيحات الجديدة، لكن المشاركة في هذا البرنامج تجعلني أشعر بالفخر بالتقاليد وأفهم بوضوحٍ أكبر مسؤولية الحفاظ على البلاد وتنميتها."
إثارة التضامن والفخر بالمستقبل

استمتع العديد من المشاهدين بالعرض على التلفزيون والمنصات الرقمية فقط، لكنهم أعربوا أيضًا عن شعورهم بأن هذا كان برنامجًا فنيًا بأغاني ثورية مألوفة، وكان الفنانون أيضًا وجوهًا مألوفة، لكن العرض كان رائعًا، ينشر و"يخمّر" الوطنية.
يُعزى نجاح البرنامج على الأرجح إلى عرض "الوطن في القلب" الذي يُعيد إحياء المعالم التاريخية للبلاد، المرتبطة بصورة العلم الأحمر ذي النجمة الصفراء، الرمز المقدس للوطنية والطموحات الوطنية. يُضفي كل عرض تجارب موسيقية مؤثرة، ويُثير في النفس فخر الوطن.
الأغاني في البرنامج هي أغاني ثورية موجودة منذ سنوات، مثل "19 أغسطس" (Xuan Oanh)، "هيئة الدفاع الوطني" (Phan Huynh Dieu)، "الطريق الذي نسلكه" (Huy Du، Xuan Sach)، "قريتي" (Van Cao)، "على الطريق" (Luu Huu Phuoc)، "Parabelle Call" (Hoang Van)، "Mother Loves Child" (Nguyen Van Ty)، "Song of Hope" (Van Ky)، "Aspiration" (Pham Minh Tuan)، "Hue - Saigon - Hanoi" (Trinh Cong Son)، "Five Brothers on a Tank" (Doan Nho، Huu Thinh)، "Marching to Saigon" (Luu Huu Phuoc)، "The Country is Full of Joy" (Hoang Ha)، "Proud Melody" (Pham Hong Bien)، "Uncle Ho، You Give Me Everything" (Hoang Long، Hoang Lan)، "As "لو كان العم هو هنا في يوم النصر العظيم" (فام توين)...

هذه هي "كنوز الذاكرة الجماعية" للشعب الفيتنامي. عند عزفها في سياق الذكرى الثمانين لثورة أغسطس واليوم الوطني في الثاني من سبتمبر، تُصبح هذه الألحان جسرًا بين الماضي والحاضر، مُسترجعةً ذكريات بطولية ومعبرةً عن امتنان عميق للجيل السابق. رسالة "الوطن في القلب" لها جاذبية عاطفية قوية، تُلامس القيم المشتركة لجميع الأجيال: الوطنية، والفخر الوطني، والشعور بالمسؤولية المدنية.
لا يقتصر البرنامج على الموسيقى فحسب، بل يتضمن أيضًا مسرحًا مُعقدًا يضم صورًا وثائقية وأضواء وشاشات LED... ممزوجة معًا لخلق قصة مترابطة. هذا يُتيح للمشاهدين ليس فقط السمع، بل أيضًا الرؤية والشعور بحواس متعددة. يُضفي تأثير المسرح الواسع في ماي دينه، إلى جانب مشهد بحر من الناس يرتدون قمصانًا حمراء ونجومًا صفراء، صورة جماعية مهيبة وبراقة ومشرقة في آن واحد.

قال الرسام والموسيقي فان ثاو، نجل الموسيقي الراحل فان كاو، إن أداء عشرات الآلاف من الحضور للنشيد الوطني كان مؤثرًا وذا معنى عميق. وأضاف أن أغنية "تيان كوان كا" لطالما كانت النشيد الوطني للبلاد، بل رمزًا راسخًا في قلوب كل فيتنامي.
أكد أن التعلق المقدس الذي يكنّه الشعب للعلم الأحمر ذي النجمة الصفراء ولأغنية "تين كوان كا" أمرٌ يستحق الاحترام والإعجاب من العالم. وقال إن والده نفسه أكد ذات مرة: "تين كوان كا" أغنيةٌ للشعب، ويجب أن تُهدى له وللوطن. سيواصل تناغم الموسيقى مع الروح الوطنية في أداء الجوقة في البرنامج تأكيد القيمة الخالدة لأغنية "تين كوان كا"، كرمزٍ مقدس يربط قلوب ملايين الفيتناميين.
شارك الموسيقي نجوين فان تشونغ، مؤلف أغنية "مواصلة قصة السلام"، في البرنامج كجمهور مميز، وشارك على صفحته الشخصية على فيسبوك: "كانت أول مرة أشارك فيها في حفل موسيقي بحضور 50 ألف متفرج، رائعة حقًا. برنامج فني سياسي يتضمن أغانٍ عن الوطن والفخر الوطني، حيث يضم الفصل الأول أغاني رافقت السنين عبر التاريخ... مُرتّبة بأسلوب شبابي وبطولي للغاية.
فيما يتعلق بأغنيته التي أُدّيت في البرنامج، قال الموسيقي نجوين فان تشونغ: "كان من حسن الحظ اختيار أغنية "مواصلة قصة السلام" ضمن أغاني الجزء الثاني من البرنامج. توزيع رائع، وصوت قوي، ومشهد بديع، غمرني بفخر الموسيقي. لقد أثارت نسخة من "مواصلة قصة السلام" شعورًا مختلفًا تمامًا، بانفجار عنيف وطاقة هائجة كأمواج المحيط، مما جعلني أؤمن في تلك اللحظة بأن هذه الأغنية ستبقى حية في قلوب الجمهور وجميع الفيتناميين".
كان من أبرز أحداث البرنامج مشاركة 68 جنديًا من مدرسة ضباط الجيش الأول، ممثلين لجيش الشعب الفيتنامي في العرض العسكري بالساحة الحمراء (موسكو، روسيا) احتفالًا بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى (9 مايو 1945 - 9 مايو 2025)، مما أثار مشاعر خاصة في قلوب الجمهور. أعاد الجنود تمثيل العرض العسكري المهيب في الساحة الحمراء وسط هتافات حماسية من عشرات الآلاف من المتفرجين الفيتناميين.

حضور رياضيين فيتناميين بارزين، مثل الرامي فام كوانغ هوي، ولاعب كرة القدم كوانغ هاي، والسباح آنه فيين، ورافع الأثقال من ذوي الاحتياجات الخاصة لي فان كونغ، وغيرهم الكثير من الشخصيات الرياضية التي سطرت مجدًا للبلاد في المحافل الدولية. يُسهم حضور هذه الشخصيات البارزة في نشر روح الرياضة، وإيصال رسالة التضامن والفخر الوطني.
قال أحد الحضور، لاي هوب نهان: "في صغري، حفظتُ تعاليم العم هو الخمسة. في البرنامج، خمسة رياضيين فيتناميين نموذجيين، بخمس كلمات رئيسية رآها الجميع في أنفسهم: فخور، ممتن، متأثر، مُكرّم، وسعيد. صحيح أن الوطن دائمًا في القلب".
مع ذلك، واجه البرنامج بعض الصعوبات، لا سيما في ترتيب دخول أكثر من 50 ألف متفرج إلى الملعب للاستمتاع بالبرنامج. وأوضح رئيس تحرير صحيفة "نان دان"، لي كوك مينه، أن الصحيفة ليست منظمة فعاليات محترفة، بل هي صحفية فقط. لم يتمكن البرنامج من تجنب الأخطاء نظرًا لضخامة حجمه. لا أعلم إن كانت هناك فرصة أو قدرة على تنظيم فعالية مماثلة. لكنني استنفدت طاقتي، وكل ما يشغلني هو المساهمة في المجتمع.
نجح برنامج الفن السياسي "الوطن في القلب" في التأثير على الحس الوطني العميق لدى غالبية سكان العاصمة والبلاد أجمع. وقد خلق التناغم بين المحتوى السياسي والفنون الأدائية والمؤثرات التقنية، إلى جانب الانتشار الواسع على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي، فضاءً روحيًا قويًا، أيقظ فيهم الرغبة في الإسهام في خدمة الوطن.
المصدر: https://hanoimoi.vn/du-am-chuong-trinh-to-quoc-trong-tim-ban-hoa-ca-long-yeu-nuoc-ket-noi-khat-vong-vuon-minh-712219.html
تعليق (0)