طائرات بدون طيار أوكرانية تهاجم مصنع شاهد الروسي من مسافة لا تصدق
طائرات بدون طيار أوكرانية تهاجم مصنع شاهد في تتارستان وتحرق مستودعًا للطائرات بدون طيار على بعد 1300 كيلومتر.
Báo Khoa học và Đời sống•11/08/2025
في 9 أغسطس/آب، أكد جهاز الأمن الأوكراني (SSU) أن فرقة العمل ألفا التابعة له نفذت عملية جريئة بعيدة المدى، دمرت خلالها مركزًا لوجستيًا في قرية كيزيل-يول، جمهورية تتارستان، وهي منطقة تقع على عمق 1300 كيلومتر من خط المواجهة. وتُعتبر هذه المنطقة من أعمق الأهداف التي هاجمتها أوكرانيا على الإطلاق. يُظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت بوضوح طائرة مسيرة أوكرانية تقترب من هدفها بدقة متناهية، ثم تصطدم بالمصنع. وفور الاصطدام، اندلع انفجار وحريق هائل، مما لفت انتباه وسائل الإعلام الدولية إلى المنطقة.
كان الهدف هذه المرة مدينة نيجنكامسك، تتارستان، على بُعد حوالي 1300 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. تُعتبر هذه المنطقة "منطقة آمنة" لصناعة الدفاع الروسية، لكن الهجوم أثبت عكس ذلك. يُعتقد أن المصنع الذي تعرض للهجوم منشأة استراتيجية تُنتج طائرات "شاهد" المُسيّرة، وهو سلاح تستخدمه روسيا يوميًا لمهاجمة المدن الأوكرانية. ذكرت مصادر محلية أن المصنع تعرض لغارات جوية متعددة بطائرات مسيرة، مما أدى إلى حريق هائل. وأظهرت صور من موقع الحادث عمودًا من الدخان الأسود يتصاعد لعشرات الأمتار في الهواء. وثّق السكان المذعورون اللحظة، التي انتشرت بسرعة هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية والأوكرانية. في بيان رسمي، أكدت وحدة العمليات الخاصة الأفغانية (SSU) أن العملية نُفِّذت بواسطة وحدة ألفا التابعة لها. استهدفت الطائرة المُسيَّرة بعيدة المدى مركزًا لوجستيًا في قرية كزيل يول، تتارستان، حيث كانت تُخزَّن طائرات شاهد المُسيَّرة، جاهزة للنشر، إلى جانب العديد من المكونات المستوردة. وأضاف جهاز الأمن الأوكراني أن المستودع لم يكن مجرد مكان لتخزين الطائرات المسيرة، بل كان أيضًا بمثابة نقطة عبور وصيانة وتجهيز لهجمات أخرى على الأراضي الأوكرانية. وسيؤدي تدميره إلى تعطيل سلسلة توريد الطائرات المسيرة الروسية على المدى القصير.
تُظهر لقطات من فيديو الهجوم الطائرة الأوكرانية المُسيّرة وهي تُحلّق على ارتفاع منخفض، مُتجنبةً أنظمة الدفاع الجوي، ثم تقترب من الهدف في اتجاه غير مُتوقع. هذا التكتيك لا يُعزز فرص النجاح فحسب، بل يُصعّب أيضًا على العدو اعتراضها. تجدر الإشارة إلى أن المسافة من أوكرانيا إلى نيجنكامسك تصل إلى 1300 كيلومتر، متجاوزةً بذلك بكثير العديد من هجمات الطائرات المسيرة السابقة. وهذا يُثبت أن أوكرانيا تمتلك، أو طورت، طائرات مسيرة بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الروسية، مما يُهدد سلامة المرافق اللوجستية الرئيسية في روسيا. قبل هذه الحادثة، أفادت صحيفة "ديفينس إكسبريس" أن القوات الأوكرانية دمّرت رادار "ينيسي 98L6" التابع لنظام "إس-500" في شبه جزيرة القرم. وتُظهر الهجمات المتواصلة على أهداف بالغة الأهمية أن أوكرانيا تُكثّف استراتيجيتها الرامية إلى "قطع" القدرات الهجومية الروسية عن بُعد، بدلاً من الاكتفاء بالدفاع في خط المواجهة.
يقول خبراء عسكريون إن هجوم تتارستان له تداعيات استراتيجية تتجاوز الأضرار المادية. فهو يُرسل رسالة مفادها أن حتى المناطق الصناعية في عمق روسيا ليست بمنأى عن متناول أوكرانيا. وهذا قد يُجبر موسكو على توزيع دفاعاتها الجوية وزيادة تكلفة حماية بنيتها التحتية.
لم تُصدر روسيا أرقامًا محددة للأضرار، ولكن من المتوقع أن تُظهر صور الأقمار الصناعية في الأيام المقبلة حجم الضرر الذي لحق بالمنشأة. في حال تدمير مستودع شاهد بالكامل، فقد تفقد روسيا عددًا كبيرًا من الطائرات الهجومية المُسيّرة الجاهزة، مما يُخفف الضغط على المدن الأوكرانية على المدى القريب.
يواصل الهجوم على تتارستان إظهار توجهات الحرب الحديثة، حيث تلعب الطائرات المسيرة دورًا محوريًا في الضربات بعيدة المدى والاستطلاع وتدمير البنية التحتية للعدو. بالنسبة لأوكرانيا، لم يكن هذا انتصارًا تكتيكيًا فحسب، بل كان أيضًا خطوة مهمة إلى الأمام في معركة كسب زمام المبادرة ضد خصم مجهز تجهيزًا جيدًا.
تعليق (0)