تُعد قلعة دراكولا الشهيرة في ترانسلفانيا من أكثر الوجهات السياحية زيارةً في رومانيا، حيث تجذب حوالي مليون سائح سنويًا. وقد دفع تزايد عدد الزوار السلطات المحلية إلى إيجاد حل عاجل لمنع ترانسلفانيا من الاقتداء بغيرها من الوجهات السياحية في ما يتعلق بالسياحة المفرطة.
ومع ذلك، ليست ترانسلفانيا الحالة الوحيدة، فالعديد من المدن الأوروبية تمر بهذا الوضع اليوم. فالمعالم السياحية تعج بالسياح، والشوارع والشواطئ والفنادق مكتظة، مما يتعدى على مساحة السكان المحليين، بينما يذهب معظم الدخل إلى الشركات الكبرى، ولا يستفيد السكان كثيرًا. ولهذا السبب أيضًا تم تأسيس مجموعة أبحاث "السياحة الأوروبية المتوازنة" في جامعة بريدا للعلوم التطبيقية، هولندا.
احتجاج ضد السياحة المفرطة في برشلونة، إسبانيا، 15 يونيو/حزيران. المصدر: رويترز
قال الباحث يوجينيو فان مانين، رئيس مشروع "السياحة المتوازنة في أوروبا": "نريد التأثير على سلوك السياح، لكن الأمر ليس سهلاً. كيف نشجعهم على استكشاف وجهات بديلة أقل ازدحامًا، مع الحفاظ على نفس التجارب الجذابة؟ الهدف الرئيسي للمشروع هو مساعدة الشركاء على تحسين استراتيجياتهم وسياساتهم لمعالجة السياحة المفرطة، من خلال توزيع السياح على مختلف الأماكن والأزمنة".
أُطلقت مبادرة "السياحة في أوروبا" عام ٢٠٢٣ بهدف إحداث نقلة نوعية في قطاع السياحة، حيث اجتمعت ست مدن ومناطق أوروبية، هي روما وأمستردام وإشبيلية وتالين وكراكوف وبراشوف، بتوجيه من جامعة بريدا للعلوم التطبيقية (هولندا)، لتبادل المعارف والاستراتيجيات وأفضل الممارسات لتحسين السياحة. وعلى وجه الخصوص، شارك خبراء من مدن سياحية شهيرة، مثل روما وأمستردام وإشبيلية، بتجارب قيّمة في مواجهة تحديات المدن السياحية الناشئة في أوروبا، بما في ذلك تبادل الخبرات حول خصائص كل مدينة في كل موسم لتجنب الازدحام في الصيف.
متظاهر يحمل لافتة كُتب عليها "عندما تأتي، عليّ أن أرحل" خلال احتجاج ضد السياحة المفرطة في بالما دي مايوركا، إسبانيا، في 15 يونيو/حزيران. المصدر: رويترز
قالت ألينا نيكوارا، نائبة مدير بلدية براشوف في رومانيا: "هدفنا هو تطوير المنطقة الحضرية بأكملها بشكل مستدام، بما في ذلك المناطق الحضرية والريفية. إذا تمكنا من إعادة توجيه تدفق السياح من المناطق الأكثر ازدحامًا إلى الأماكن الأقل زيارة، فسيستفيد المجتمع بأكمله".
أطلق مشروع "السياحة المتوازنة في أوروبا" مبادرةً رئيسيةً لجذب السياح إلى المناطق النائية، وهي مبادرة "الطعام المحلي" (Gastro Local). فتح سكان المناطق الريفية، مثل قرية فاما بوزولوي، الواقعة بالقرب من محمية فاليا زيمبريلور الطبيعية (رومانيا)، منازلهم لتقديم وجبات منزلية للسياح مقابل سعر ثابت قدره 16 يورو.
في السابق، لم يكن هناك مطعم للسياح، أما الآن فبفضل برنامج Gastro Local، أصبح بإمكاننا افتتاح مطبخنا الخاص. الأطباق التي نقدمها للسياح هي نفسها الأطباق التي نتناولها عادةً في المنزل. - شاركت السيدة ألينا توني في المنزل المشارك في برنامج Gastro Local، حيث يجتمع السياح من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأطباق شهية مصنوعة من منتجات محلية، ويجب أن تكون عضوية.
يجب على السكان المحليين الذين يقدمون وجبات للسياح، بالإضافة إلى الفحوصات الصحية، الالتزام بالأسعار المدرجة. كما يجب أن تكون 70% من المنتجات محلية المصدر. ومن خلال برنامج الطهي المحلي، تتجلى السعادة جليةً على وجوه السياح والسكان المحليين. فهو لا يساعد السكان المحليين على زيادة دخلهم وتقديم أطباقهم التقليدية فحسب، بل يساعد أيضًا السياح على الابتعاد عن المناطق السياحية المزدحمة والمليئة بالقمامة.
المصدر: https://bvhttdl.gov.vn/du-lich-can-bang-giai-phap-cua-chau-au-truoc-thach-thuc-qua-tai-diem-den-20250701142450039.htm
تعليق (0)