الضغط على أصحاب الأرض ليس بالقليل. فرغم أن معظم المشجعين ما زالوا يعتقدون أن فريقهم سيصل إلى أبعد مدى في هذه البطولة، كما تُظهر نتائج استطلاعات الرأي قبل الافتتاح، ورغم تأكيد المدرب جوليان ناغلسمان نفسه رغبته في الفوز بالبطولة وبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك، إلا أن مباراة الافتتاح ضد اسكتلندا لن تكون سهلة بالتأكيد.
كانت هذه أول مباراة رسمية لألمانيا منذ فترة طويلة، إذ لم تكن لديها أي تصفيات لبطولة الأمم الأوروبية، ولم تكن سلسلة مبارياتها في البطولة سلسة على الإطلاق. كشفت المباراتان الأخيرتان ضد أوكرانيا (تعادل سلبي) واليونان (فوز بفارق ضئيل 2-1) عن بعض المشاكل، مما أثار شكوكًا بين المشجعين حول فرص ألمانيا في البطولة.
أداء ألمانيا قبل بطولة اليورو ليس جيدًا على الإطلاق
المشكلة الأولى، وللمفارقة، هي حارس المرمى مانويل نوير. فقد ارتكب بعض الأخطاء في هاتين المباراتين، بما في ذلك "إهدار" فرصة هدف لصالح اليونان. بالطبع، الخطأ ليس خطأه وحده، بل خطأ المنظومة الدفاعية بأكملها، فالمدافعون يستحقون النقد أيضًا، لكن فقدان نوير رباطة جأشه مشكلة حقيقية، خاصةً مع اقتراب بطولة أوروبا. السؤال هو: هل ينبغي منح تير شتيغن فرصة اللعب أساسيًا بدلًا من ترك نوير يحرس المرمى؟
في مؤتمر صحفي عُقد في مارس، أكد ناغلسمان بحزم أن نوير لا يُمس. في غضون ذلك، صرّح اللاعب السابق رودي فولر، المدير الرياضي للمنتخب الألماني، لصحيفة بيلد : "نثق بنوير. علينا أن نتذكر أنه قبل ارتكابه هذا الخطأ، أنقذ العديد من الأهداف. لا داعي لإضاعة الوقت في الجدل حول هذا الأمر".
لكن قراء صحيفة بيلد يعتقدون خلاف ذلك. 72% من أصل 80 ألف شخص شاركوا في الاستطلاع يرغبون في ترقية تير شتيغن، الحارس الثاني للمنتخب، إلى التشكيلة الأساسية. يعتقد الكثيرون أن شتيغن أكثر استقرارًا ويحتاج إلى فرصة. وقد ساهم عدم استقرار نوير بلا شك في عدم استقرار خط الدفاع بأكمله. استقبلت شباك ألمانيا سبعة أهداف في آخر ثلاث مباريات لها في عام 2023، ولم تتعزز صفوفها إلا مؤخرًا، حيث يلعب أنطونيو روديغر وجوناثان تاه معًا بشكل أفضل.
مانويل نوير ليس في حالة جيدة لكنه لا يزال يحظى بالثقة بشكل مستمر.
لكن استبعاد قلب الدفاع المخضرم ماتس هوميلز، رغم موسمه الرائع مع دورتموند، أثار جدلاً. كما أن قلة خبرة ماكسيميليان ميتلشتات في مركز الظهير الأيسر تُثير القلق. وقد يواجه ناغلسمان مشكلةً إذا ما تعرض دفاع ألمانيا للضغط والتهديد مجدداً كما حدث ضد اليونان.
بالتأكيد، قلة الشكوك تحوم حول خط الوسط. عودة توني كروس حلت الكثير من مشاكل ناغلسمان، إذ إن هدوء اللاعب البالغ من العمر 34 عامًا، وقدرته على السيطرة على المساحات، ودقة تمريراته البالغة 95%، منحت ألمانيا مزيدًا من الأمان والاستقرار في وسط الملعب. وقد وفّر إشراك ناغلسمان له مع روبرت أندريش القدرة القتالية والأمان اللذين افتقرتهما ألمانيا قبل تولي ناغلسمان المسؤولية. وقد كان هذا مفيدًا بالنظر إلى الأداء المتذبذب للقائد إلكاي غوندوغان، بينما لا يزال لاعبا خط الوسط المبدعان جمال موسيالا وفلوريان فيرتز صغيرين في السن ولا يشاركان كثيرًا في الدفاع.
إلكاي جوندوجان قائد ألمانيا في يورو 2024
هل يُشكّل الهجوم مشكلةً لألمانيا؟ ظاهريًا، لا يبدو الأمر كذلك. نيكلاس فولكروج هو رأس الحربة الحقيقي، وقد سجّل 11 هدفًا في 15 مباراة مع ألمانيا. لكن استخدامه يُظهر أن كرة القدم الألمانية لم تُنتج مهاجمين مُعاصرين مثل رودي فولر أو يوغن كلينسمان في السنوات الأخيرة. هذا يُجبر ناغلسمان على إجراء حساباته بناءً على الخصم المُحدد، إما باستخدام فولكروج أو اللعب بمهاجم وهمي مثل هافرتز، الذي يحظى بتقدير كبير لقدراته الفنية وقدرته على تسجيل الأهداف. لكن بشكل عام، لا تملك ألمانيا حاليًا مهاجمين أكفاء قادرين على تسجيل الأهداف، خاصةً في اللحظات الحاسمة.
ناغلسمان يدرك أكثر من أي شخص آخر ما يمر به فريقه. وقد شدد على عوامل أخرى كثيرة خارج الملعب، مثل رغبة اللاعبين في تقديم أداء جيد ورغبة الجميع في المساهمة في تحقيق الفوز. لكن اللاعبين ذوي الخبرة وأبطال العالم السابقين، مثل توماس مولر ونوير، ليسوا مصدر إلهام للفريق فحسب، بل هم أيضًا من لا يرتكبون الأخطاء.
هناك العديد من الأسئلة التي تنتظر من المدرب ناجلسمان أن يجيب عليها قبل المباراة الافتتاحية مباشرة
خطأ آخر، في هذه المباراة الافتتاحية، سيعيد فتح الجدل حول حارس المرمى، وسيتعين على ناجلسمان اتخاذ قرارات مهمة.
[إعلان 2]
المصدر: https://thanhnien.vn/euro-2024-doi-tuyen-duc-va-vai-cau-hoi-can-tra-loi-185240613145018926.htm
تعليق (0)